فرض المنتخب البرازيلي نفسه خصما عنيدا لغريمه التقليدي المنتخب الأرجنتيني وافتك منه ورقة العبور إلى نهائي بطولة كوبا أميركا المقامة على أرضه بالانتصار عليه 2-0، ليتخلص بذلك من كابوس الخسارة المرّة أمام ألمانيا 1-7 في نصف نهائي مونديال 2014. وسجل هدفي منتخب السيليساو غابريال جيزوس وروبرتو فيرمينيو. وكان المنتخب البرازيلي تعرض إلى أقسى خسارة له على أرضه على هذا الملعب بالذات “بيلو هوريزونتي” أمام ألمانيا 1-7 قبل خمس سنوات في الدور ذاته في نهائيات كأس العالم. وتلتقي البرازيل الساعية إلى إحراز لقبها القاري التاسع في المباراة النهائية الأحد المقبل مع الفائز في نصف النهائي الثاني بين تشيلي وبيرو والذي يلعب في وقت متأخر من الأربعاء. وشكلت البطولة القارية فشلا جديدا لنجم الأرجنتين ليونيل ميسي الذي لم ينجح في قيادة منتخب بلاده إلى أي لقب حتى الآن في مسيرته علما وأن منتخب التانغو كان يبحث عن لقب أول له في البطولة منذ تتويجه الأخير عام 1993. لكنه يملك فرصة التعويض عندما تستضيف بلاده وكولومبيا النسخة التالية العام المقبل.وألقى ميسي باللوم على الحكم الإكوادوري رودي ألبرتو زامبرانو، وهاجمه في تصريحات صحافية بعد اللقاء “لقد لجأ الحكام كثيرا إلى تقنية الفار في هذه البطولة، لكن ما حدث في مباراة الأرجنتين والبرازيل كان بمثابة هراء”. وقال “لم يلجأ الحكم إلى الفار، وكنا نستحق ركلتي جزاء، إحداهما قبل الهدف الثاني للبرازيل مباشرة، في وجود دفعة واضحة ضد أوتاميندي”. وأضاف أيقونة برشلونة “أتمنى أن يكون هناك موقف قوي من كونميبول (اتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم) ضد هؤلاء الحكام الذين يتسببون في عدم توازن الملعب عن طريق الانحياز لفريق.. لكن أعتقد أنه لا طائل مما أقوله، لأن البرازيل تتحكم في شؤون هذا الاتحاد، فالأمر معقد”. وكان المنتخب الأرجنتيني بلغ نهائي النسختين الأخيرتين من كوبا أميركا وخسرهما أمام تشيلي بركلات الترجيح. وقال ميسي “الحكام يحتسبون العديد من المخالفات الغبية في هذه البطولة، لكن اليوم لم تتم استشارة حكم الفيديو المساعد ولو مرة واحدة”. وأضاف “الحقيقة هي أننا نشعر بالغضب لأننا لعبنا جيدا جدا، بذلنا جهدا كبيرا ونشعر بالحزن لانتهاء المباراة بهذا الشكل”. وأشاد قائد المنتخب البرازيلي داني ألفيش بالمجهود الذي قدمه زملاؤه بالقول “إنها خطوة إضافية نحو الهدف المنشود. كثيرون شككوا بنا لكننا في طريقنا إلى حصد ثمار العمل الذي قمنا به”. وفي المقابل أبدى زميله لاعب الوسط البرازيلي فيليب كوتينيو سعادته بالتأهل إلى المباراة النهائية، مشيرا إلى أن فريقه يتطلع إلى الفوز باللقب في ملعب ماراكانا. وقال جناح برشلونة “لقد قدمنا مباراة كبيرة. عملنا بجد وخرجنا منتصرين. الأهم هو أن المنتخب قد فاز، ونحن في النهائي، وهذا هو الأهم”. وأضاف أن فريقه كان يدرك أن عليه “التركيز” والانتباه لـ”كل التفاصيل”، لكنه قدم في النهاية “مباراة كبيرة”، و”الجميع عمل بجد” للخروج بالفوز أمام الأرجنتين. اختار المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني ليونيل سكالوني التشكيلة ذاتها التي تغلبت على فنزويلا في ربع النهائي مع الاعتماد على ثلاثي الهجوم ميسي ولاوتارو مارتينيز وسيرجيو أغويرو. وفي المقابل أجرى مدرب البرازيل تيتي تغييرين بعودة كاسيميرو إلى التشكيلة الأساسية بعد أن غاب عن مباراة الباراغواي بداعي الإيقاف وزج بأليكس ساندرو بدلا من فيليبي لويز في مركز الظهير الأيسر. وحاول المنتخب البرازيلي فرض إيقاعه مع بداية المباراة، وعلى الرغم من نسبة الاستحواذ الكبيرة على الكرة، إلا أنه لم يهدد مرمى الحارس الأرجنتيني فرانكو أرماني. ونجح المنتخب البرازيلي في افتتاح التسجيل بعد أن انتزع قائدها داني ألفيش الكرة في منتصف الملعب وتخلص من مدافعين ببراعة ومرر كرة ماكرة على الجهة اليمنى باتجاه فيرمينيو الذي تابعها عرضية باتجاه غابريال جيزوس المتربص أمام المرمى فسددها الأخير في سقف الشبكة.وحسم المنتخب البرازيلي النتيجة لصالحه عندما قاد جيزوس هجمة مرتدة سريعة وراوغ مدافعين قبل أن يمرر كرة متقنة لفيرمينيو ليتابعها الأخير في الشباك الخالية من مسافة قريبة. ورمى المنتخب الأرجنتيني بكل ثقله في الدقائق العشرين الأخيرة في محاول لتعديل النتيجة، لكن المنتخب البرازيلي الذي لم يدخل شباكه أي هدف في البطولة حتى الآن، نجح في إبعاد الخطورة عن مرماه. وأشاد المدير الفني للمنتخب البرازيلي تيتي بـ”القوة الذهنية” لفريقه، معتبرا أنها كانت حاسمة في الفوز على الأرجنتين، وقال في هذا الصدد “الفريق الكبير يبنى من خلال الرأس. الجسد لا يتجاوب إلا إذا أظهر اللاعبون قوة ذهنية. لقد قاموا برد فعل أمام الضغوط”. وأضاف “كانت مباراة كبيرة بين منتخبين يملكان مواهب فنية مدهشة. كان ميسي استثنائيا. إنه من كوكب آخر”. وكشف عن خطته للحد من خطورة ميسي بقوله “من أجل تقليص المساحة التي يعمل فيها ميسي، قمنا بتغيير أسلوبنا في اللعب من خلال إرجاع فيرمينو بعض الشيء لكي يقطع المساحات في منطقته”. أما سكالوني، فاعتبر أن فريقه كان يستحق بلوغ مباراة القمة بقوله “كان يجدر بنا أن نكون الفريق الذي سيخوض النهائي لأننا نستحق ذلك من دون أدنى شك. لكن كرة القدم ليست عادلة في بعض الأحيان”. وكان لقاء بيلو هوريزونتي الرقم 34 في تاريخ اللقاءات بين المنتخبين في كوبا أميركا وما زالت الأرجنتين تتفوق بـ15 فوزا مقابل 9 للبرازيل في حين تعادلا 10 مرات. وعموما، فقد التقى الفريقان في 106 مرات وتتفوق البرازيل بـ43 انتصارا مقابل 38 للأرجنتين وتعادلا في 25 مرة. ويقف التاريخ إلى جانب المنتخب البرازيلي في التتويج باللقب لأنه في المرات الأربع السابقة التي استضاف فيها البطولة القارية أعوام 1919 و1922 و1949 و1989 أحرز لقبها.
مشاركة :