خادم الحرمين الشريفين يرعى الخميس افتتاح مشروع تطوير البجيري بالدرعية ‏التاريخية

  • 4/8/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

صراحة الرياض : يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، مساء الخميس (20 جمادى ‏الآخرة 1436هـ)، حفل افتتاح مشروع تطوير البجيري، الذي أنهت الهيئة العُليا لتطوير مدينة ‏الرياض، تنفيذه ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية، الذي يهدف إلى تطويرها بإعمارها وتحويلها ‏إلى مركزٍ ثقافي سياحي على الـمـسـتوى الوطـني، وفـقاً لخصائصها التاريخية والثقافية والعمرانية ‏والبيئية في إطار عصري، ووضعها في مصاف المدن التراثية العالمية التي تستند إلى مقومات ‏تاريخية وبيئية.‏ وبهذه المناسبة، رفع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا ‏لتطوير مدينة الرياض، رئيس اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية التاريخية، أسمى آيات الشكر ‏والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، على رعايته ودعمه ‏للمشروع منذ أن كان فكرة تبناها حينما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وتابعها حتى ‏صدرت الموافقة السامية الكريمة في 17 جمادى الآخر 1419هـ بتشكيل لجنة تنفيذية عليا ‏للإشراف على تنفيذ المشروع برئاسته أيده الله، ودعمها وشجعها حتى تحققت على أرض الواقع اليوم ‏بحمد الله، في هذا العهد الزاهر بقيادته السديدة.‏ وقال سموّه، تفخر المملكة اليوم باحتضانها واحداً من أهم برامج التطوير الثقافي والتراثي والسياحي ‏في المنطقة، المتمثل في برنامج تطوير الدرعية التاريخية الذي يعد أحد النماذج الحديثة لعمران ‏الواحات في العالم، وسيثمر بمشيئة الله، في إيجاد ضاحية ثقافية سياحية بمستوى يليق بمكانة ‏الدرعية وقيمتها التاريخية وإرثها الثمين في قلوب كافة مواطني المملكة، منذ احتضانها لميثاق ‏الدرعية التاريخي بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمهما الله عام ‏‏1157هـ، واختيارها عاصمة للدولة السعودية الأولى ومنطلقاً للدعوة الإصلاحية، والقاعدة السياسية ‏والحاضرة الرئيسية في الجزيرة العربية في عهد الدولة السعودية الأولى.‏ وأشار سموّه، إلى أن برنامج تطوير الدرعية التاريخية يعد أحد مشاريع التطوير الاستراتيجي، ‏المشتملة على عدة محاور تتوزع بين التخطيط الحضري، وأعمال التطوير العمراني، واستكمال ‏المرافق والبنى التحتية، وتوفير الساحات والميادين والحدائق العامة، وتجمع بفضل الله بين عناصر ‏التطوير العمرانية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، ومتطلبات التطوير البيئي لوادي حنيفة الذي ‏قامت الدرعية على ضفافه، مع المحافظة على النسيج العمراني للمنطقة الأثرية والتراثية، وتوظيفه ‏بما يخدم أنشطة البرنامج المختلفة.‏ وأشاد سمو الأمير فيصل بن بندر، بالتعاون المثمر فيما بين أعضاء اللجنة التنفيذية العليا لتطوير ‏الدرعية التاريخية، والعملبروح الفريق الواحد من قبل الجهات المشاركة في اللجنة والمتمثلة في كل ‏من: الهيئة العامة للسياحة والآثار، ومحافظة الدرعية، ودارة الملك عبدالعزيز، وبلدية الدرعية، ووزارة ‏المالية، والجهات ذات العلاقة.‏ واختتم سموه تصريحه، بالتوجه إلى الله العلي القدير بالحمد والثناء، والشكر الجزيل على تيسير ‏إنجاز هذا المشروع، داعياً الله جلت قدرته، أن يتمّه بفضله وكرمه، وأن يكتب فيه الخير والمنفعة ‏لمواطني المملكة وزائريها، وأن يحفظ قادة هذه البلاد المباركة، وأن يديم عليها نعمه الظاهرة ‏والباطنة، ويحفظها من مكروه.‏ يشار إلى أن مشروع تطوير حي البجيري، يشكل العنصر الثاني من عناصر برنامج تطوير الدرعية ‏التاريخية، إلى جانب مشاريع حي الطريف، ومشاريع الطرق وشبكات المرافق العامة. ويهدف مشروع تطوير حي البجيري إلى إبراز قيمة الحي الثقافية عبر تطوير منشآته الثقافية ‏والعمرانية، وتوظيف عناصره المختلفة، حيث كان الحي مقراً لسكن الشيخ محمد بن عبدالوهاب ‏رحمه الله، وأسرته، إلى جانب كون حي البجيري البوَّابة الرئيسية للدرعية التاريخية، ويمتاز بإطلالته ‏المميَّزة على وادي حنيفة، وكونه مدخلاً وبوابةً عامة لحي الطريف.‏ واشتملت مشاريع تطوير حي البجيري، على كل من: المنطقة المركزية التي تعد الحاضنة الأساسية ‏للفعاليات المفتوحة والخدمات التجارية لزوار الحي والمنطقة، وساحة البجيري التي تحتوي محلات ‏تجارية وجلسات مطلة على كل من حي الطريف، ومتنزَّه الدرعية الذي يشغل منطقة الوادي الواقعة ‏بين حي الطريف وحي البجيري، وترتبط هذه الساحة بمواقف عامة للسيارات تقع أسفلها، إضافة إلى ‏مكتب للخدمات لإدارة وتشغيل وصيانة عناصر برنامج تطوير الدرعية التاريخية.‏ وتضمنت مشاريع الحي، إنشاء مؤسسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الثقافية التي تهدف إلى تقديم ‏تعريف شامل بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، رحمه الله، وتساهم في دعم جهود المملكة في ‏تبنِّي المنهج الوسطي المعتدل في تطبيق الإسلام والدعوة إليه، وتأكيد دور المملكة القيادي في العالم ‏الإسلامي وتعميقه، وإبراز العلاقة الوثيقة بين الدولة والدعوة، من خلال تبنيها ونصرتها لها. ‏ وقد جرى ضمن المشروع ترميم جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي كان يؤُمُّه، رحمه الله، ويلقي ‏فيه دروسه أمام طلبته الذين كانوا يتوافدون من كافة أنحاء الجزيرة العربية، إلى جانب ترميم مسجد ‏الظويهرة وتأهيله وتهيئته لإقامة الصلوات فيه والذي تم على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير ‏سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز.‏ وقد تم ربط حي الطريف بالبجيري على ضفتي وادي حنيفة من خلال جسر الشيخ محمد بن ‏عبدالوهاب.‏ وتتواصل حالياً أعمال تطوير حي الطريف الذي يهدف إلى إبراز قيمة الحي التاريخية، حيث كان ‏مقراً لسكن الإمام محمد بن سعود وأسرته، رحمه الله، ومقراً للحكم في الدولة السعودية الأولى، ‏ويحتضن أهم معالم الدرعية وقصورها ومبانيها الأثرية خلال فترة الدولة السعودية الأولى، حيث ‏يعمل المشروع على تحويل الحي إلى موقع تاريخي أثري متحفي، تتعدد فيه جوانب العرض ما بين ‏الشواهد المعمارية، والبيئة الطبيعية، والعروض التفاعلية، والأنشطة الحية. وفي عام 1430هـ ‏أدرجت منظمة اليونسكو حي الطريف على قائمة مواقع التراث الثقافي العالمي.‏ ‏

مشاركة :