أعمال الصيانة الدورية للطرق تصلح للتنفيذ صيفاًكشط الطبقات السطحية للإسفلت لا يستدعي التنفيذ في فصل محددمراعاة مواقع العمل من حيث الأهمية والتوقيت الأمثل لتنفيذ الأعمال كتب - نشأت أمين: دعا مواطنون وخبراء هيئة الأشغال العامة إلى تنفيذ مشروعات صيانة الطرق التي تقوم بها في شهور الصيف لتجنّب الزحام الشديد الذي تتسبب فيه تلك الأعمال عند تنفيذها في فصل الشتاء، لافتين إلى أن الحركة المروريّة على الطرق خلال فصل الصيف تنخفض بدرجة كبيرة بسبب موسم الإجازات وتوقف الدراسة ما يقلل من تداعيات الإغلاقات والتحويلات التي يتطلبها تنفيذ تلك الأعمال على الحركة المروريّة إلى الحد الأدنى. وأكد هؤلاء في تصريحات لــ الراية أنه إذا كان من الصعب تأجيل أعمال الصيانة الطارئة فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لأعمال الصيانة الدوريّة التي تقوم بها الهيئة للطرق لا سيما فيما يتعلق بأعمال كشط وإعادة رصف الطبقات السطحية للإسفلت، مشدّدين على ضرورة أن يضع مصممو خطط الصيانة بالهيئة في اعتبارهم عند وضعهم لتلك الخطط ظروف مواقع العمل من حيث الأهمية والتوقيت الأمثل لتنفيذ الأعمال تجنباً لما ينجم عنها من زحام بسبب الإغلاقات والتحويلات المروريّة التي يتطلبها العمل في تلك المواقع مثلما هو الحال بالنسبة للطرق القريبة من المدارس والجامعات، والوزارات والمؤسسات الخدميّة، التي يكون العمل حولها في فصل الصيف أكثر يسراً وسهولة من فصل الشتاء بسبب التراجع الكبير في مستوى الحركة المروريّة في محيطها. ودعوا إلى ضرورة تشديد الرقابة على الشركات المنفذة لأعمال الصيانة للتأكّد من سلامة التحويلات المروريّة التي تقوم بها وبصفة خاصة داخل الفرجان، لافتين إلى أن نحو 30% من التحويلات التي تتم بداخل الأحياء السكنية عشوائية ما يتسبب في إعاقة الحركة المروريّة فضلاً عما تتسبب فيه من حوادث مروريّة. أحمد الخليفي: ضعف الرقابة سبب التحويلات الخاطئة أوضح الخبير المروري أحمد الخليفي أن عمليات الصيانة الاضطراريّة هي أكثر ما يسبب الزحام حيث قد تأتي بشكل فجائي في أي وقت من العام ودون توقع ويتطلب الأمر حينها ضرورة القيام بالصيانة العاجلة ومثال على ذلك ما حدث مؤخراً في جسر الجوازات فمثل هذا النوع من أعمال الصيانة من الصعب تأجيله إلى أوقات أخرى ولذلك فإنها قد تتسبب في عرقلة حركة المرور.وأضاف: أما فيما يتعلق بخطط الصيانة الأخرى التي تتم على مدار العام فإنه من الأفضل أن تتم خلال شهور الصيف بقدر الإمكان لأن ذلك من شأنه أن يقلل من التوابع التي تنجم عن الإغلاقات والتحويلات التي تتطلبها تلك الأعمال لا سيما أن بعض التحويلات يتم بشكل خاطئ ما يؤدّي بدوره إلى وقوع حوادث مرورية حيث تقع في الغالب من جانب السائقين حديثي العهد بالقيادة نظراً لافتقارهم للخبرة الكافية في الانتقال من حارة إلى أخرى لتفادي أعمال الصيانة. وتابع: التحويلات والإغلاقات الخاطئة تقع نتيجة لضعف الرقابة من جانب الجهات المعنيّة على الشركات المنفذة للمشاريع وكذلك سوء استخدام الحواجز البلاستيكيّة حيث كثيراً ما نرى تلك الحواجز تتحرّك من مكانها على الطريق بفعل قوة الرياح فتكون السيارات عرضة للاصطدام بها ومع الأسف فإن المشرفين يسندون تنفيذ هذه الأعمال رغم أهميتها وخطورتها إلى العمال وهؤلاء بدورهم ليس لديهم الثقافة ولا الخبرة الكافية لإدراك أهمية وخطورة ما يقومون به من أعمال، موضحاً أن أغلب هذه الإغلاقات الخاطئة تحدث داخل الفرجان حيث نجد أن نحو 30% منها تحويلات عشوائية.وهو ما قد يعوق الحركة المروريّة ليس فقط بالنسبة لقائدي السيارات العاديين بل أيضاً بالنسبة لسيارات الإسعاف والدفاع المدني، الأمر الذي يستدعي ضرورة تكثيف الدوريات المروريّة على مثل هذه الأعمال. يوسف السويدي: الحركة المرورية على الطرق تصل ذروتها في الشتاء قال يوسف حمد السويدي: من الملاحظ بما لا يدع مجالاً للشك أن صيانة الطرق في فصل الشتاء تتسبب في زحام مروري وهذا الأمر يشعر به كافة قائدي المركبات لسبب بسيط وهو تزايد الحركة المروريّة على الطرق في تلك الفترة بشكل كبير نظراً لاستئناف الموسم الدراسي وانتهاء موسم الإجازات حيث تكون الحركة المرورية في الشوارع في مثل هذا الوقت من العام في قمة ذروتها. وأضاف: بالتالي فإنه عندما يتم القيام بأي تحويلات مرورية لتنفيذ أعمال الصيانة فإن ذلك يترك أثره سريعاً على مستوى السيولة المرورية في الشوارع بصفة عامة وعلى الطرق الرئيسية منها على وجه الخصوص وتحدث الاختناقات وعمليات الإرباك الشديدة والتي تزداد حدتها عندما يتم تنفيذ تحويلات بطرق غير مناسبة أو في مواقع خاطئة وقد حدث هذا الأمر كثيراً ومنها على سبيل المثال عندما تم إجراء بعض التحويلات المرورية أثناء تنفيذ مشاريع تطوير بطريق الشمال حيث تسببت تلك التحويلات في حدوث ارتباك شديد في شوارع مدينة خليفة الشمالية لأن معظم شوارعها ضيقة ولم تستطع استيعاب الكثافات المروريّة التي تدفقت عليها. وتابع: لذلك أتعجب كثيراً وأتساءل: لماذا لا تقوم أشغال باستغلال فترة الصيف لتنفيذ بعض وليس كل أعمال صيانة الطرق التي تنفذها ؟ فلا شك أن قيام الهيئة بتنفيذ تلك الأعمال في هذه الفترة سيكون أفضل وأقل تأثيراً على الحركة المرورية لكن يبدو أن تزامن فصل الصيف مع موسم الإجازات هو الذي يجبر أشغال على القيام بتلك الأعمال خلال فصل الشتاء لأن الغالبية العظمى من المهندسين بها وكذلك في الشركات التي تتولى تنفيذ المشروعات هم من المقيمين والعدد الأكبر منهم يكون خلال تلك الفترة في إجازات سنويّة. د.محمد الكواري: مشاريع الصيانة تتم وفق برامج زمنية قال د.محمد سيف الكواري إن مشاريع صيانة الطرق أو الإصلاحات التي تخضع لها يتم وضع برنامج زمني لها كل عام، لذلك فإنه يتعين على مصمم الخطة أن يضع في الاعتبار مواقع العمل من حيث الأهمية تجنباً للإعاقة والازدحام التي يمكن أن تسببها تلك الأعمال. وأضاف: على سبيل المثال لا الحصر فإنه يجب وضع خطة الإنشاء والصيانة في وقت الإجازة الصيفية بالنسبة للمدارس والجامعات، وكذلك بعض الوزارات والمؤسسات الخدمية، حيث تكون هذه المنشآت متاحة للعمل بكل سهولة ويسر في فصل الصيف، كما أن العمل سوف يسير بجودة عالية بدون ممارسة ضغوط على المقاول لسرعة الإنجاز والانتهاء من العمل بسبب كثرة الشكاوى من الإعاقات والزحام الشديد للإغلاقات المؤقتة. وتابع: من ناحية أخرى فإنه يمكن وضع خطة الإنشاءات والصيانة الشتوية في الأماكن البعيدة عن الخدمات والمدارس والجامعات والمعاهد وغيرها والتي تتطلب المراجعات من السكان، مؤكداً أن وضع خطة الأعمال الصيفية والشتوية تعتبر من الإيجابيات التي تراعي ظروف المواطنين والمقيمين وتكون مريحة لأشغال والمقاولين، وبالتالي يخرج العمل الهندسي بجودة عالية. محمد المهندي: الصيانة ضرورة لإطالة العمر الافتراضي للطرق أكد م.محمد إبراهيم المهندي أن تنفيذ أعمال صيانة الطرق ضرورة لإطالة عمرها الافتراضي حيث تتعرّض للتلف نتيجة لعوامل عديدة من بينها الاستخدام ودرجة الحرارة والرياح، مضيفاً: هناك أنواع عديدة من أعمال الصيانة التي تخضع لها الطرق فهناك صيانة تتم عند الحاجة ومنها ما يحدث عندما تتعرّض طبقة الإسفلت في بعض الشوارع للانخفاض نتيجة لمرور حمولات زائدة عليها وهذا ما يحدث في الغالب في الشوارع الداخلية التي يتم تصميمها وفقاً لمواصفات وأوزان أقل من تلك الموجودة في الطرق الرئيسية.وهناك أعمال صيانة تتم حسب الخطة السنوية وهي تعتمد على نوعية الطريق وما إذا كان رئيسياً أو داخلياً وفي هذه الحالة قد يتم أحياناً الاكتفاء بكشط الطبقة السطحية للإسفلت، موضحاً أن أشغال تقوم في الكثير من الأوقات بإجراء عمليات رصد لأعداد السيارات المارة على بعض الطرق لبيان كثافة الاستخدام مقارنة بالطاقة التصميمية لها وبالتالي درجة تأثيرها بالكثافات الزائدة التي تمر عليها وبناءً على ذلك يتم تحديد نوعية الصيانة التي تحتاجها وما إذا كانت تتطلب عملية كشط للطبقة السطحية فقط أو تحتاج أيضاً إضافة إلى ذلك أعمال دفان.وأضاف: علاوة إلى أعمال الصيانة التي تجري حسب الخطة السنوية فإن هناك أعمال صيانة تجري للجسور والأنفاق وهي أكثر أهمية من أعمال صيانة الطرق العادية لأنها مقامة على قواعد ويتعين التأكّد بشكل دوري من سلامة تلك القواعد وحصر كثافات الاستخدام الموجودة على هذه الجسور وهذا الأعمال تجري كل 3 أشهر تقريباً. وأوضح أن من أسباب القيام بأعمال صيانة الطرق حرارة الجو حيث يؤدّي ارتفاعها إلى ارتفاع حرارة الإسفلت بشكل أكبر فعلى سبيل المثال لو كانت درجة حرارة الجو 50 درجة مئوية فإنها قد ترتفع لتصل إلى 60 درجة في الإسفلت وهذا الارتفاع يؤدّي إلى حدوث خلل به بدون شك نتيجة لتمدده لذلك يتعيّن أن تقوم أشغال بالحرص قدر المستطاع على إجراء أعمال الصيانة في فصل الصيف وهي في هذه الحالة تعتبر من الأعمال الوقائيّة. وأضاف: في المقابل فإن الدول الأوروبية ونظراً لبرودة الأجواء عندهم وتساقط الثلوج فإن طبقة الإسفلت تتعرض للتلف؛ الأمر الذي يدفعهم إلى ضرورة القيام بإجراء أعمال صيانة وقائيّة للطرق وهذه الأعمال تتم خلال فصل الشتاء. أحمد الجولو: قصر فترة الصيف لا يساعد أشغال في إنجاز مشاريع الصيانة اعتبر م .أحمد الجولو أن أشغال مرتبطة بعقود وموافقات مالية وتوقيتات تنفيذ محددة وقيام الهيئة بتنفيذ مشروعات الصيانة خلال فترة الصيف قد لا يساعدها على إنجاز بعض هذه المشاريع في التوقيتات المحددة لأن ساعات العمل خلال فصل الصيف منخفضة بناءً على تعليمات الجهات المعنية في الدولة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وبالتالي لا تكفي لإنجاز المشروعات لا سيما في هذا العام على وجه الخصوص الذي تتعدّى فيه مدة عطلة المدارس أكثر من 45 يوماً. وقال: هناك مشروعات كبيرة وعديدة تقوم أشغال بتنفيذها في مختلف أرجاء الدولة وهذا الكم الكبير من المشروعات يتطلب التنسيق مع الكثير من الجهات الحكومية في الدولة للانتهاء منه وبخلاف المشروعات الجاري تنفيذها فإن هناك مشروعات أخرى ضخمة تستعد لطرحها وقد شارفت أشغال على الانتهاء من الغالبية العظمى من مشروعات تطوير البنية التحتية المقررة وينبغي علينا جميعاً أن نتحمل بعض التداعيات السلبية التي تترتب على تنفيذ هذه المشروعات وفي مقدمتها الزحام المروري علماً بأن مثل هذه التداعيات تحدث في مختلف أنحاء العالم التي تمر بنفس ظروفنا. وتابع: أعمال صيانة الطرق ليست عملية سهلة وهي لا تقتصر على الأجزاء السطحية للطرق كما قد يتخيل البعض ولكنها معقدة حيث تتضمن إضافة إلى ذلك تنفيذ أعمال أخرى تجري في باطن الأرض تتعلق بتحويلات المرافق سواء تلك المتعلقة بتمديدات المياه أو الكهرباء أو الاتصالات وهي قد تستغرق ما يتراوح بين شهرين ونصف الشهر إلى 3 أشهر وهناك أعمال صيانة بسيطة تتعلق بكشط الطبقة العلوية للإسفلت. محمد النعيمي: تنفيذ أعمال الصيانة بشكل عاجل قال م.محمد حسن النعيمي المحكم الهندسي وعضو اتحاد المهندسين العرب إن معظم مشاريع صيانة الطرق تتم وفقاً لجداول زمنية ومعايير محددة فهنالك بعض أعمال الصيانة التي يتم تنفذها بشكل موسمي مثلما هو الحال بالنسبة لأعمال الصيانة التي تتم بعد انتهاء فصل الصيف مباشرة وذلك استعداداً لموسم الأمطار حيث تتسبب العواصف الترابية وبعض العوامل الأخرى في انسداد شبكات تصريف مياه الأمطار. وأضاف: على الرغم من ذلك فإنه ليس هناك ما يمنع من أن تستغل هيئة الأشغال العامة فصل الصيف لإنجاز جانب من أعمال الصيانة الدورية خلاله نظراً لما يتميّز به من انخفاض واضح في الحركة المرورية وهو ما يؤدّي إلى الحد من عمليات الإزعاج التي تحدث في مثل هذه الأحوال لمستخدمي الطريق إلى أقل قدر ممكن بدلاً من القيام بها بعد عودة الطلاب لمدارسهم والموظفين لأعمالهم من إجازاتهم السنوية. وقال إن أعمال الصيانة يتم تنفيذها بموجب تعاقدات وهي تُلزِم المقاول بتنفيذ المشروع ضمن فترة زمنية محددة، بغض النظر عن وجود إجازات من عدمه وهو ما تحرص عليه الشركات بشدة لأن أي تأخير في تنفيذها يعرضها لغرامات مالية باهظة وتقوم أشغال من جانبها بتعيين مهندس مسؤول من كوادرها للإشراف على تنفيذ تلك الأعمال حسب المواصفات والمعايير المتفق عليها ومن دون شك يتم التنسيق بشكل مسبق بين الكوادر الهندسية في حالات الإجازات السنوية بغرض الإشراف الدائم على تلك المشاريع، موضحاً أنه فيما يتعلق بأعمال الصيانة الطارئة وهي أعمال صيانة لا يمكن التنبؤ بموعد حدوثها كما حدث مؤخراً لجسر الجوازات حيث يتعين تنفيذها بشكل عاجل في وقت حدوثها والعمل على تقليل الأضرار الجانبية المترتبة على توقف الطريق أو الجسر إلى أقل حد ممكن بما يسمح باستخدامه بأسرع ما يمكن وهو ما يحتم على أشغال البحث عن بدائل هندسيّة حديثة توفر المال والجهد وتضمن جودة التنفيذ.
مشاركة :