مجزرة تاجوراء تجدد مأساة المهاجرين في ليبيا

  • 7/4/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قتل حوالي 40 مهاجراً في غارة جوية استهدفت فجر الأربعاء مركزاً لاحتجازهم في تاجوراء الضاحية الشرقية لطرابلس، واتهمت حكومة الوفاق قوات المشير خليفة حفتر بالوقوف وراء العملية. وأثارت هذه الغارة إدانات دولية شديدة. وأكد المتحدّث باسم طواقم الإسعاف أسامة علي لوكالة فرانس برس إصابة 70 مهاجراً أيضاً بجروح وفق "حصيلة أولية". وأضاف أن "العدد مرشّح للارتفاع"، مشيراً إلى أنّ 120 مهاجراً كانوا داخل العنبر الذي أصيب إصابة مباشرة في الغارة. وشاهد مصور لوكالة فرانس برس جثثاً ممدّدة على أرض العنبر وبجانبها أشلاء بشرية اختلطت بمتاع وملابس مضرجة بالدماء. وأضاف المصور أنّ طواقم الإنقاذ كانت لا تزال تبحث تحت الأنقاض عن ناجين محتملين، في حين كان سيارات الإسعاف منتشرة في المكان. وعقب الغارة أصدرت حكومة الوفاق بياناً دانت فيه "بأشدّ العبارات الجريمة البشعة" واتهمت الطيران التابع لخليفة حفتر باستهداف "مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء". وأكّدت الحكومة في بيانها أنّ "هذا القصف الذي طال مركز الإيواء كان متعمّداً ولم يكن بشكل عشوائي، بل كان باستهداف مباشر ودقيق. ويشنّ حفتر منذ الرابع من أبريل هجوماً للسيطرة على العاصمة طرابلس مقرّ حكومة الوفاق الوطني المناوئة له. ولم تتبن هذه الغارة أي جهة، وتعليقاً على الغارة، شدّد رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو تاجاني في تغريدة على "ثلاث رسائل أساسية: لا يجب احتجاز المهاجرين واللاجئين، لا يجب أن يكون المدنيون أهدافاً، وليبيا ليست مكاناً آمناً ليرسل" إليه المهاجرون واللاجئون. وقال المتحدث باسم المفوضية شارلي ياكسلي لوكالة فرانس برس "نشعر بأسى لهذه الوفيات". وأشار إلى "القلق العميق" للمفوضية إزاء "شائعات" تتحدث عن أن المركز كان يستخدم "كمستودع للأسلحة". وأضاف أنه "لا يجب إرسال أي أحد إلى ليبيا". وعلقت منظمة أطباء بلا حدود بدورها عبر تويتر على "هذه الأحداث المروعة"، وطالبت "بالإجلاء الفوري للمهاجرين واللاجئين المحتجزين في مراكز احتجاز في ليبيا". وتعرب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية مراراً عن معارضتها إرسال المهاجرين الذين يوقفون في البحر إلى ليبيا، التي تعيش فريسةً للفوضى منذ سقوط معمر القذافي في عام 2011، حيث يوضعون في "الاحتجاز التعسفي" أو يكونون تحت رحمة المجموعات المسلحة. تحقيق مستقل عبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مراراً عن قلقها على مصير نحو 3500 من المهاجرين واللاجئين "المعرّضين للخطر" لوجودهم في "مراكز إيواء قرب مناطق المعارك المستمرة" جنوب طرابلس. ورغم استمرار الفوضى، لا تزال ليبيا دولة عبور رئيسية للفارين من النزاعات وعدم الاستقرار من مناطق أخرى في إفريقيا والشرق الأوسط. وعقب الغارة، رأت المسؤولة عن شؤون الاتحاد الأوروبي في منظمة هيومان رايتس ووتش لوتي ليخت في تغريدة أنه "لا يجب إرسال المهاجرين واللاجئين الذين ينقذون في البحر إلى ليبيا، ويجب إجلاء الموجودين منهم في مراكز احتجاز بشكل طارئ". ودان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد من جهته "بشدة" الغارة الجوية على المركز، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن "هذه الجريمة الرهيبة". ودعا في بيان إلى "تحقيق مستقل لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة الرهيبة بحق مدنيين أبرياء"، مكرراً "دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى أن تضمن أطراف (النزاع) حماية المدنيين وسلامتهم، خصوصاً المهاجرين المحاصرين في مراكز الاحتجاز". وأعربت إيطاليا عن "استيائها" و"إدانتها الواضحة للقصف العشوائي على مواقع فيها مدنيين". وأكد وزير الخارجية الايطالي إينزو موافيرو "علينا أن نؤمن فوراً إجراءات جادة للحماية، وخصوصاً نقل المهاجرين المتواجدين في مراكز إيواء إلى مناطق بعيدة عن المعارك". أما وزيرة الدفاع الإيطالية اليزابيتا ترينتا أن البحر المتوسط يمثل "عصب" تحرك إيطاليا. وأضافت أن "أولويتنا الاستراتيجية هي إحلال السلم والاستقرار في ليبيا". ويتبادل الطرفان المتصارعان في ليبيا مراراً الاتهامات بتشغيل مرتزقة أجانب أو الاستفادة من الدعم العسكري، الجوي خصوصاً، لقوى أجنبية.

مشاركة :