أكملت دولة الإمارات الاستعدادات كافة لإطلاق القمر الاصطناعي "عين الصقر" إلى مداره يوم السبت المقبل، الموافق السادس من يوليو الجاري، وذلك من المحطة الفرنسية "غيانا" الواقعة على الساحل الشمالي لأميركا الجنوبية الخاضعة للسيادة الفرنسية، وذلك في تمام الساعة 5:53 صباحاً بتوقيت الإمارات "01:53:03 صباحاً بتوقيت جرينتش". وقد مرت الاستعدادات لإطلاق القمر الصناعي "عين الصقر" بعدة مراحل، حيث استغرق تصنيعه 4 سنوات، وتم شحنه من مدينة تولوز الفرنسية إلى مدينة غويانا الفرنسية في الأول من شهر يونيو الماضي، ثم باشر الفريق الفني لدولة الإمارات منذ ذلك التاريخ إجراءات تجهيز القمر للإطلاق عبر إجراء سلسلة من الاختبارات، تضمنت مراحل اختبارات ملائمة القمر على حامل القمر، واختبارات سلامة القمر، وتزويد القمر بوقود الهايدرازين، والأعمال المشتركة بين القمر والصاروخ، وتغليف القمر بغطاء الحمولة، ودمج القمر على الصاروخ، ومرحلة الجاهزية النهائية للإطلاق. وسيتم إطلاق القمر الصناعي "عين الصقر" بواسطة الصاروخ "فيغا" التابع لشركة ايرين سباس ، حيث تستغرق أول ثلاث مراحل من الإطلاق مدة 6 دقائق و 32 ثانية وسيتم تنفيذ المراحل الثلاثة الأولى بواسطة المحركات المشتعله بالوقود الصلب " بي 80، زيفيرو 23 ، زيفيرو 9 "، بينما تتم المرحلة الرابعة عن طريق وحدة الارتفاع والتوجيه العلوي " AVUM " لتوجيه القمر إلى مداره على ارتفاع 611 كم وسيتم انفصاله عن الصاروخ بعد 57 دقيقة من الإطلاق. وصمم القمر "عين الصقر" لتوفير تغطية عالمية لمدة 10 سنوات مقبل للاستخدام العسكري والمدني، ويتميز بأنه مزود بنظام تصوير عالي الوضوح والدقة وبمجرد دخوله إلى مداره المنخفض حول الأرض على ارتفاع 611 كم تقريباً سيبدأ عمليه التقاط صور فضائية للأرض وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية داخل مركز الاستطلاع الفضائي. كما يتميز القمر بأنه يكمل 15 دورة على الأرض بشكل يومي وسيتم تسلم الصور مباشرة على المحطة الأرضية التابعة لمركز الاستطلاع الفضائي وبالإضافة عن طريق محطات قطبية تسهم في سرعة وصول الصور. كما يمتلك "عين الصقر" محطة متنقلة قادرة على إرسال واستقبال الصور من أي منطقة في العالم وسيتم استخدام صور القمر في مجالات المسح الخرائطي، والرصد الزراعي، والتخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني، والوقاية من الكوارث الطبيعية وإدارتها، ورصد التغيرات في البيئة والتصحر، فضلاً عن مراقبة الحدود والسواحل. كما يخدم هذا القمر القوات المسلحة في توفير صور وخرائط عالية الدقة تساعدها في تحقيق مهامها بكل كفاءة واحترافية. وبإطلاق "عين الصقر" تسجل الإمارات إنجازاً نوعياً جديداً ، يعزز من مكانتها كمركز للأقمار الصناعية المتقدمة، حيث سيصبح هذا القمر هو الرابع لأغراض الرصد الذي تمتلكه الدولة، ليرتفع عدد الأقمار الصناعية للدولة إلى 10 أقمار، ومن المتوقع أن تبلغ 12 في العام المقبل 2020. وسيضيف هذا الإنجاز الجديد إلى خبرات الإمارات في مجال الأقمار الصناعية التي يتم توظيفها لأغراض مدنية وعسكرية، حيث كان لها السبق قبل سنوات في إطلاق مشروع "الياه سات"، والذي يعد أول مشروع من نوعه يخدم القطاعين العسكري والمدني في منطقة الشرق الأوسط حيث يركز على نقل المعرفة والخبرة الفضائية، إضافة إلى شراء الأنظمة وصناعتها. ويعزز نجاح دولة الإمارات في مجال الأقمار الصناعية من تنافسيتها على خارطة الدول المتقدمة، بعد أن أصبح امتلاك برامج الفضاء والقدرة على الانخراط في مجال تصنيع الأقمار الصناعية أهم مؤشرات قياس قوة الدول وتطورها المعرفي والتقني في عالمنا المعاصر. كما أن الانخراط الناجح في مجال الأقمار الصناعية وتكنولوجيا الفضاء بوجه عام بات جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد الوطني والأمن القومي لدولة الإمارات، لأن هذه المجالات ترتبط بشكل وثيق بالتقدم في العديد من المجالات الأخرى، المدنية والعسكرية، ومن ثم فإنها تمثل إضافة حقيقية لقوة الدولة الشاملة. واستطاعت دولة الإمارات أن ترسخ من مكانتها ضمن الدول الكبرى في مجال علوم الفضاء، فمنذ إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية في منتصف عام 2014، وإنجازاتها لا تتوقف، لأنها تمتلك طموحات وآمالاً كبيرة ليس لها حدود، وتمضي بخطى واثقة وثابتة نحو تحقيق أهدافها، ففي أكتوبر 2018 دخلت عصر التصنيع الفضائي الكامل بإطلاق "خليفة سات"، وتستعد الآن لإطلاق القمر الصناعي "عين الصقر" إلى مداره يوم السبت المقبل، وتواصل جهودها الحثيثية لإرسال أول مسبار إماراتي "مسبار الأمل" إلى كوكب المريخ في العام 2021، الذي يتزامن مع احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي لتأسيسها، وتطمح إلى إيصال البشر إلى الكوكب الأحمر خلال العقود المقبلة، كما تطمح إلى إيصال البشر إلى الكوكب الأحمر خلال العقود المقبلة، من خلال مشروع "المريخ 2117"، الذي يتضمن برنامجاً وطنياً لإعداد كوادر علمية بحثية تخصصية إماراتية في مجال استكشاف المريخ، من أجل بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر خلال مائة عام.
مشاركة :