أعرب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، عن اعتزازه بالمواطن السعودي والنظر إليه نظرة تقدير وإكبار، مؤكداً قدرته على أن يبني في الداخل ويؤسس لنهضة حضارية متكاملة . وقال سموه في كلمة وجهها للخريجين خلال رعايته مساء الاثنين الماضي لحفل افتتاح فعاليات الخريج والوظيفة التاسع عشر الذي ينظمه معهد الإدارة العامة بالرياض ، بحضور معالي وزير الخدمة المدنية، رئيس مجلس إدارة المعهد خالد بن عبدالله العرج :” إن ابن هذا الوطن يدافع عن حدوده وعن سلامته في كل موقع ، وهذه الأيدي وهذه الأذرع التي تستطيع أن تعمل وتحمي وتنجز يجب أن تقدر حق قدرها”. وأضاف سموه :” وطننا أيها الأخوة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد – حفظهم الله – سيكون بإذن الله في المكانة الصحيحة والسليمة بين دول العالم” . وتابع سموه حديثه قائلاً : “أيها الأخوة الشباب الذين انخرطوا في هذا المعهد طلبًا للعلم والمعرفة أقول لكم بكل فخر وسعادة في حضوري هذا المساء بينكم باحتفال المعهد بالخريج والوظيفة التاسع عشر, بلا شك أننا أبناء هذا الوطن ننشد دائمًا المعرفة وننشد التطور والتفوق لنجعل من وطننا علامة بارزة في منهجه وطريقته وأسلوبه تحت مظلة الشريعة الإسلامية التي رضينا بها منهجًا ودستورًا”. ومضى سمو أمير منطقة الرياض قائلاً :” إننا أيها الإخوة في هذه البلاد بقيادتنا الراشدة التي دائمًا تنشد الخير والسعادة نعمل جميعًا لإنشاء الإنسان السعودي تنشئة فاضلة صالحة مؤمنين بأن البشر قبل الحجر ولذلك يهيأ الإنسان ليؤدي دوره وعطاءه على أرض هذا الوطن ويستطيع أن يدير المنشآت وأن يدير التفوق وأن يدير العطاء وأن يدير الإنجاز السليم والواضح ليكون وطنًا شامخًا عزيزًا مشرقًا بالعلم والمعرفة فنحن نباهي بهذا الوطن بين أوطان العالم كله، ولا يمكن أن ننظر لأنفسنا نظرة صغيرة حتى مع الدول الكبرى لأن العمل باب مفتوح وميدان نستطيع من خلاله أن نتسابق مع الآخرين لنصل إلى المستوى الرائع”. وأكد سموه أن ما سمعه هذا المساء عن هذا المعهد وشاهدناه في هذا الفيلم الموجز لإنجازاته لأمر يسر في الواقع كل من استمع إليه وشاهده، مشيراً إلى ما يبنيه المواطن في الداخل ويؤسسه لنهضة حضارية متكاملة ويدافع هناك عن حدوده وعن سلامته في كل موقع . وأفاد سموه أن الخريجين سيكون لهم مكانة إن شاء الله في القطاع الخاص الذي سيتخطفهم بعد هذا التخرج ليكونوا أذرعًا مهمة تبني وتشيد لهذه المؤسسات الاقتصادية الخاصة في هذا الوطن، متمنياً للخريجين مستقبلاً زاهرًا وأن يوفقوا في حياتهم العملية كما وفقوا في حياتهم الدراسية . من جهته ألقى معالي مدير عام معهد الإدارة الدكتور أحمد بن عبدالله الشعيبي كلمة أكد فيها أن هذه الرعاية الكريمة من سمو أمير منطقة الرياض هي تقدير لدور المعهد في إعداد وتأهيل العنصر البشري في مملكتنا الغالية، للقيام بواجباته المأمولة نحو خدمة دينه ووطنه، كما تعكس هذه الرعاية اهتمام سموه بتكريم منسوبي المعهد، وحثهم لمضاعفة الجهد والعطاء، وهي تجسيد حقيقي للدعم السخي لحكومتنا الرشيدة، بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ـ حفظهم الله ـ جميعًا حيث تولي الدولة رعاها الله، اهتمامًا كبيرًا بتطوير قدرات الإنسان السعودي، باعتبار محور التنمية والتطوير في هذه البلاد المباركة. وأوضح أن المعهد وفي ظل هذا الدعم والرعاية، قد حقق وبحمد الله تعالى الكثير من الإنجازات الوطنية في مجال التنمية الإدارية، التي جعلت منه “رائدًا وشريكًا متميزًا في التنمية الإدارية” في المملكة العربية السعودية، حيث تمكن المعهد بنجاح خلال أعوام طويلة من إعداد وتأهيل الآلاف من أبناء هذا الوطن، وأسهم من خلال بحوثه ودراساته وبشكل فاعل، في نشر الفكر الإداري المعاصر متلمسًا في ذلك متطلبات التنمية الإدارية الحديثة والاحتياجات الحقيقية لسوق العمل السعودي. وأشار إلى أنه رغم افتخارنا بما حققه المعهد من منجزات ، إلا أن المعهد لم يركن إلى ذلك بل واصل خطواته بكل تفوق وثبات، على طريق التطوير وإعادة اكتشاف الذات، حيث شهد المعهد خلال السنوات القليلة الماضية مبادرات ومشاريع إستراتيجية عدة منها ما يتعلق بتطوير البناء الاستراتيجي والتنظيمي وتنمية المورد البشري داخل المعهد، بالإضافة إلى مبادرات أخرى ذات صلة بإجراء البحوث وتقديم الاستشارات وتوظيف التقنية، وكذلك في مجال ضمان الجودة والاعتماد، ويأتي المشروع الأبرز الذي يهدف لتطوير جميع البرامج الإعدادية والتدريبية والحلقات التطبيقية والأفلام التدريبية بالمعهد، الذي دشن مؤخرًا ليشكل أهم مشروعات التطوير التي يشهدها المعهد منذ سنوات وأوسعها نطاقًا. وأكد الدكتور الشعيبي أن مثل هذا التطوير المستمر في أداء المعهد وبرامجه، سينعكس – بمشيئة الله – إيجابًا على المخرجات كما ونوعًا. بعدها ألقى الخريجون كلمة شكروا فيها سمو أمير منطقة الرياض على هذه الرعاية، عادين تلك الرعاية حافزاً لهم لمواصلة المزيد من النجاح. ثم ألقى رئيس مجلس إدارة مجموعة سامبا المالية، عيسى بن محمد العيسى، كلمة رجال الأعمال ، أوضح فيها أن رعاية سمو أمير الرياض تختزل اعتناءه بهموم الشباب، وليشدّ على أيدي أبنائنا الخريجين، وهم يودعون مقاعدهم الدراسية ليستقبلوا حياتهم العملية، ويبدؤوا ببناء مستقبلهم الوظيفي مستندين على رصيدهم من العلم والمعرفة، متكئين على عزيمتهم وطموحهم في أن يكونوا عناصر فاعلة في المجتمع، قادرين على أخذ دورهم في مسيرة التنمية والبناء التي تشهدها مملكتنا الحبيبة في ظل قيادتها الحكيمة، منوهاً بما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- من اهتمامه لتأهيل وبناء الشباب السعودي . عقب ذلك توالت فقرات الحفل، حيث عُرض فيلم بعنوان “استشراف المستقبل”، بعدها تم تكريم الخريجين المتفوقين، وتكريم الرعاة والممولين، ثم سلم أمير منطقة الرياض جائزة المعهد للفائز بالمركز الأول في توظيف خريجه لرئيس مجلس إدارة مجموعة سامبا المالية. إثر ذلك تشرف وزير الخدمة المدنية، رئيس مجلس إدارة المعهد الأستاذ خالد بن عبدالله العرج، بتقديم درع المعهد التذكاري لراعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. وفي ختام الحفل افتتح سمو أمير منطقة الرياض معرض التوظيف المصاحب ، الذي شارك فيه (26) جهة حكومية وأهلية. وقد بلغ عدد خريجي البرامج الإعدادية في المعهد هذا العام (1217 ) خريجاً وخريجة في (20) تخصصاً، منهم (778) خريجاً في المركز الرئيس للمعهد بالرياض، و(149) خريجاً في فرع المعهد بالمنطقة الشرقية، و(105) خريجين في فرع المعهد بمنطقة مكة المكرمة، و(185) خريجة في الفرع النسوي للمعهد، وحصل الخريجون والخريجات على شهادة الدبلوم في عشرين برنامجاً إعدادياً منها ثلاثة برامج جامعية هي: الدراسات القانونية، والرقابة المالية، وإدارة التمويل والاستثمار، بالإضافة إلى 10 برامج إعدادية عامة لحملة الشهادة الثانوية العامة، وهي: إدارة الموارد البشرية والأعمال البنكية والمبيعات، والمحاسبة وإدارة المستشفيات وإدارة المواد والسكرتير التنفيذي وبرمجة الحاسب وشبكات الحاسب الآلي وعمليات التأمين. كما حصل عدد من الخريجين على شهادة الدبلوم في سبعة من البرامج الإعدادية الخاصة التي نفذها المعهد لعدد من الجهات الحكومية، وهي: الدراسات القانونية الخاص بوزارة الدفاع ، والقانون الإداري الخاص بقضاة ديوان المظالم، وأنظمة وإجراءات الأحوال المدنية الخاص بالإدارة العامة للأحوال المدنية ، والزكاة والضريبة الخاص بهيئة الزكاة والدخل ، وأعمال السكرتارية الخاص بوزارة الخدمة المدنية، والإدارة الجمركية الخاص بمصلحة الجمارك والأنظمة الجزائية الخاص بهيئة التحقيق والادعاء العام.