شاركت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، فى ندوة نظمها النشاط الثقافي بدار الأوبرا المصرية أمس الأربعاء، بعنوان "احميها من الختان".جاء ذلك بحضور الفنانات القديرات سميحة أيوب وسميرة عبد العزيز ومديحة حمدي، واللاتي تحدثن عن حاجة المجتمع لقوة الفن الناعمة لنشر الوعي وثقافة الجمال والأخلاق بين المواطنين.وأكدت "العشماوي"، خلال كلمتها أثناء الندوة، أنه في إطار الجهود المبذولة من اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث التي تم تشكيلها برئاسة المجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للمرأة ومنظمات المجتمع المدني والخبراء المعنيين، أطلقت اللجنة حملة "شهر بدور" والتي تتزامن مع ذكرى مقتل الفتاة بدور في عام ٢٠٠٧ أثناء عملية ختان تعرضت لها من يوم 13 يونيو وتستمر حتى 14 يوليو الجاري في جميع محافظات الجمهورية، كما عُقِد المؤتمر الإقليمي للقضاء على زواج الأطفال وختان الإناث بمشاركة 30 دولة إفريقية، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي مما يؤكد أن هناك إرادة ودعم من القيادة السياسية للقضاء على ختان الإناث في مصر.وأشارت "العشماوي" إلى أن الطفلة المصرية لها حقوق كفلتها الاتفاقيات والمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية متمثلة في الدستور المصري وقانون الطفل رقم 126 لسنة 2008 وقانون العقوبات الذي غلظ عقوبة تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى "ختان الإناث" لتصبح جناية وليس جنحة، مشيرة إلى أن الممارسات الضارة التي تتعرض لها الطفلة مثل ختان الإناث وزواج الأطفال أو حرمانها من التعليم يدمر مستقبلها وتجعلها عليلة هي وأسرتها المستقبلية مما يؤثر سلبا علي بناء المجتمعات، وأن عفة الفتاة تأتي من التربية وتنمية مهارتها ودعم أفكارها وإتاحة الفرصة لها للتعبير عن آرائها.وأشارت إلى أن الدستور والقوانين المصرية كفلت كافة الحقوق للفتاة والمرأة وجرمت تلك العادة بل وشددت العقوبة فيها بتوصيفها كجناية عقوبتها السجن لمدة تتراوح بين ٣-٧ سنوات.وأضافت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة إن احتفالنا بيوم 14 يونيو والذي واكب وفاة الطفلة بدور والتي قتلت جراء عملية ختان إناث على يد طبيبة بمركز مغاغة محافظة المنيا عام 2007، يجعلنا ندق ناقوس الخطر لنحمي فتياتنا من هذه العادات والممارسات الضارة التي يتعرضن لها، والتي تعتبر خرقا وانتهاك جسيم لحقوق الطفلة المصرية، مشيرة إلى أنه منذ انطلاق حملة "شهر بدور" ومن خلال متابعة البلاغات الواردة على خط نجدة الطفل 16000 اتضح أنه ولأول مرة يقوم الاباء والإخوة الذكور أنفسهم بالإتصال بخط نجدة الطفل للتعرف على أضرار عادة ختان الإناث وهو ما يعكس أهمية الدور الفعال للحملات في إحداث وعي حقيقي لدي المواطنين، وجاءت بعض البلاغات على خط نجدة الطفل من فتيات يبلغن أن صديقاتهن سيتعرضن لهذه الممارسة الضارة.ولفتت "العشماوي" إلى أن تلك المكالمات تضمنت بلاغات عن مراكز وأطباء يقومون بالختان وتم احالتهم للنيابة التي تولت التحقيق واتخاذ إجراءات غلق تلك المراكز والعيادات في حال ثبوت التهمة واحالة المتهمين للمحاكمة. وأشادت "العشماوي" بدور وسائل الإعلام، خاصة إذاعة القرآن الكريم في بث التنويهات الخاصة بالحملة، وكذلك القنوات التليفزيونية، وأهمية الدور المهم والفعال لوسائل التواصل الإجتماعي بإعتبارها من القوى الناعمة في دعم وتأييد ومناصرة القضايا المجتمعية الشائكة.وطالبت الفنانات الحضور بضرورة توجيه رسائل قوية للقضاء علي عادة ختان الإناث من خلال الأعمال الفنية والحملات الإعلانية التوعوية التي يشاركون فيها، أسوة بحملة الفنانة القديرة كريمة مختار لمعالجة جفاف الأطفال والتي ما زالت محفورة في أذهاننا حتى الآن وساهمت بشكل كبير في خفض نسب وفيات الأطفال. ومن جانبه أشار الدكتور نبيل أبادير عضو المجلس القومي للمرأة إلى أن العادات التي تمارس في المجتمعات تصبح جزء من حياتهم ويعتقد البعض أنه لا يمكن التخلي عنها، وهذا ما نواجهه الآن عند مواجهة ختان الإناث بالإضافة إلي أن نظرة المجتمع إلي المرأة بإعتبارها الكائن الأضعف ومن ثم تمارس عليها كافة أشكال العنف، كما أن البعض أتخذ المدخل الديني زريعة لإقناع المجتمع بضرورة إجراء ختان الإناث وهو مانعاني منه أئناء حملات التوعية التي نقوم بها ، موضحا أن الختان تدخل سافر في خليقة الله الجميلة ، وأن القوانين فقط لا تعد رادعا لمثل هذه العادات ولكنها تدعم وتساند الجهود المجتمعية في القضاء علي هذه الممارسات. وأكد أبادير أن تغيير السلوك والثقافة يستلزم سنوات لابد فيها من العمل من خلال التعليم والتربية واستعادة الدولة لدورها المؤسسي، مشددا على أن أهمية القانون ليست في اصداره ولكن في تطبيقه لأنه جزء أساسي من إعادة صياغة مفاهيم المجتمع. وأضاف أن ختان الإناث عادة قديمة متوارثة لا علاقة لها بأي عقيدة دينية، ولكن رجال الدين لم يعارضوها ولم يسعوا الى رفضها خوفا من التغيير المجتمعي وإثارة التوتر فدعموا فكرة أن المرأة هي سبب الغواية وعليها أن تتحمل تبعات ذلك.وقالت الكاتبة نشوى الحوفي خلال إدارتها للندوة إن المجتمع المصري يواجه اليوم ختان العقول قبل ختان الإناث واننا بحاجة الى اعادة فتح الباب أمام التفكير بالمنطق والأدلة لتجديد الفكر والخطاب الديني والمجتمعي و التعامل مع المرأة والرجل كإنسان دون أي تمييز، مشيرة إلى أن المجتمع حمل الفتاة المسؤلية عن التحرش لسنوات طويلة بفكر خاطيء، ولذا نواجه اليوم ظاهرة ختان الإناث لمنح الفتاة ارادة ادارة قرارات حياتها بأمان.وعرضت الدكتورة زينب النجار عضو المجلس القومي للمرأة تجربة مناهضة عادة ختان الإناث في حي الأسمرات والتي جاءت من خلال الوحدات الصحية وتوعية السيدات بالأضرار البدنية والنفسية التي سيتعرض لها بناتهن من إجراء هذه العادة الضارة، واقناع الأمهات بضرورة التوقف عن التحرش النفسي ببناتهن وعدم تمييزهن في المعاملة ومنحهن الامان، مشيرة إلى أن نساء الاسمرات كن بحاجة لإدراك ثقافة الجمال التي فرضها عليهن المكان بعد انتقالهن من العشوائيات وهو ما استلزم توعيتهن بمخاطر قضايا كثيرة لحماية بناتهن.وأثنت الفنانة مديحة حمدى على دور المجلس القومي للطفولة والأمومة في التواصل الفعال مع الجمهور حيث سبق وأن شاركت مع المجلس في العديد من الفعاليات في القرى المختلفة.وحملت الفنانة سميحة أيوب الكتاب مسئولية تضمين أعمالهم الفنية رسائل غير مباشرة للتوعية من مثل هذه الممارسات الضارة التي تؤثر سلبا علي تقدم ونمو المجتمع.وناشدت الفنانة سميرة عبدالعزيز عضو اللجنة الوطنية للقضاء علي ختان الإناث بضرورة مخاطبة التليفزيون المصري ووزير الثقافة لإنتاج أعمال هادفة تحمي المجتمع من أخطار هذه الممارسات الضارة حيث أن التليفزيون سلاح هام موجود في كل مكان مما يساهم في نشر الرسائل بشكل سريع.
مشاركة :