10 طلاب مصريين يطورون تقنية تحلية مياه البحر: يسافرون في أكتوبر لتمثيل القاهرة دوليًا

  • 7/5/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل الحالة العامة الرامية إلى التقدم والتحول الرقمي، وتوجه الدولة لتنفيذ رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، يعكف المسؤولون والمتخصصون على وضع حلول لمشكلات البلاد، وتطوير كافة الإمكانيات المتاحة، في المقابل يسعى الشباب إلى المشاركة في تلك المسيرة من خلال تخصصاتهم. وفي سبيل تحقيق ما سبق، اجتمع 10 شباب على هدف تطوير فكرة تحلية مياه البحر، بعد التهديدات المثارة حول انخفاض منسوب نهر النيل حسب قولهم، ومن هذا الدافع لم يركزوا على تطبيق فكرتهم فقط، بل آثروا التميز بالمشاركة في مسابقة دولية للهندسة الوراثية iGEM. وتهتم المسابقة، التي تأسست في عام 2004، بتطوير وبناء تسلسلات معينة من الحمض النووي DNA، وتتميز بأنها يمكن تجميعها بترتيب معين لتنتج صفات ووظائف جديدة في الخلايا، أي المزج بين الأحياء والهندسة، وكانت بدايتها في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية. ومن هذا المنطلق، رأى الشاب طارق جلال، خريج كلية العلوم جامعة القاهرة للعام الجاري، فرصة لخدمة بلاده، برفقة زملائه، ليشكلوا فريقًا ينافسوا به 349 آخرين للحصول على الميدالية الذهبية. ويضم الفريق حسب رواية «جلال» لـ«المصري لايت» 10 طلاب، 8 من كلية العلوم قسم التقنية الحيوية، و2 من نظيرتها الهندسة، وأسمائهم إضافةً إلى المتحدث أسماء ريحان، وتسنيم محمد مصطفى، وعائشة هشام، وفاروق عادل، ولينا حمزة، ومريم محمد، ومريم سامح، ومنة الله محمود، ويوسف محمود. بدأت القصة منذ عام كامل، حينما قرأ يوسف محمود إعلان عن المسابقة عبر الإنترنت، ومن ثم تحدث إلى «جلال» عنها وقررا خوض غمارها، وعليه كونا فريقًا من 15 طالبًا، لكن لظروف المذاكرة وصل العدد إلى 8 فقط، لكنهم لم يتوقفوا، وبدأوا في استشارة بعض زملائهم للنصح، إضافةً إلى تحصيلهم لمحاضرات عبر الإنترنت لتطوير أنفسهم. اجتمع أعضاء الفريق لاختيار القضية موضع الاهتمام، وعن ذلك يروي «جلال» أنهم بحثوا في مشكلات مصر، وحددوا المجال البيئي للبت فيه، حتى درسوا فكرة تحلية المياه بشكل أكبر، بعد التقارير التي تحدثت عن انخفاض منسوب نهر النيل حسب قوله. تنفيذًا لما وصولوا إليه، حضر «جلال» ورفاقه مؤتمرًا خاص بمجال الري، ومن ثم تواصلوا مع عدد من الشركات للحديث عن طرق تحلية مياه البحر، وتبين لهم أن تقنية الـ RO المستخدمة غالية الثمن وتستهلك كمية عالية من الكهرباء، كما تزداد نسبة الملوحة في المياه المحيطة عقب انتهاء العملية، لذلك درسوا حلولًا لتطويرها. من هذه النقطة، وجد الشبّان حلًا يتمثل في تقليل نسبة الملح بشكل مبدأي قبل إجراء عملية التحلية، بحيث لا تزداد نسبته بانتهائها، وكان لهم ما أرادوا بالاستعانة بالفطريات المتواجدة في المياه واللحوم والنباتات، والتي تتحمل نسبة الأملاح العالية إلى حد 4 مولات، وهي الفكرة التي شاركوا بها في المسابقة. بعد الاطلاع على الشروط وتحديد الفكرة، بدأت رحلة دفع الرسوم الخاصة بالمسابقة، والتي تحددت بـ 5 آلاف و500 دولار، وهو المبلغ الذي تولاه عميد كلية العلوم، الدكتور عبدالحميد وجدي المناوي، كما وفر لهم معملًا خاصةً بهم للعمل فيه وقتما يشاؤون، حتى يشاركوا في المانفسة المزمع إقامتها في نهاية أكتوبر وحتى أول نوفمبر المقبلين. على الجانب الآخر، تظل مسألة نفقات السفر والإقامة ملقاة على عاتق الطلاب حسب قول «جلال»، والذي أشار إلى أنهم يبحثون عن راعٍ لهم، وفي سبيل ذلك أرسلوا طلبات للعديد من الشركات والجمعيات، كما سيبعثون طلبًا لأكاديمية البحث العلمي، فيما يتوقف أمر اهتمام وزارة التعليم العالي بهم على برقية من قِبَل رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد عثمان الخشت. وتتضمن المسابقة الدولية العديد من المنافسات الفرعية، والتي لم يفوت فيها فريق جامعة القاهرة الفرصة، فنالت فكرتهم استحسان شركتين علميتين، وكانت المكافأة هي الحصول على روبوت بقيمة 10 آلاف دولار، وهو إنجاز لم يحققه أي مصري سابق، والثانية الحصول على فرصة لشراء سلع مجانية بشرط ألا تتخطى قيمتها حاجز الـ 2000 دولار. لا تتضمن البطولة أي جوائز مادية للفائزين، بل يكتفي المنظمون بمنح ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية للمتفوقين وفق عدد من الشروط، وبإمكان أن يحصل على ما سبق أكثر من فريق واحد، والأكثر تميزًا يحصل على ما يُعرف بـ«الجراند برايز»، وهي جائزة المجموعة الأفضل على الإطلاق. يعتبر الهدف النهائي لهؤلاء الشباب هو تطبيق فكرتهم على أرض الواقع، بل يسعون إلى تطويرها بشكل أكبر بحيث يتم الاستغناء عن تقنية الـ RO غالية الثمن، دون النظر إلى أي عوائد مادية، وهنا يختم «جلال» حديثه: «مش عاوزين نقف بعد المسابقة، ونخلي فكرتنا تعمل كل المطلوب فيما يخص تحلية المياه».

مشاركة :