بعد تعرض مركز لإيواء المهاجرين في ليبيا للقصف ومقتل أكثر من 40 منهم، قالت حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا إنها تدرس إقفال مراكز الإيواء وإخلاء سبيل المهاجرين. الحكومة بررت ذلك بعدم توفير غطاء جوي لحماية هؤلاء. قال وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا فتحي باشاغا إن حكومته "تدرس حالياً مسألة إقفال مراكز الإيواء، وإخلاء سبيل المهاجرين غير الشرعيين، حفاظاً على أرواحهم وسلامتهم". جاء ذلك خلال استقباله منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في ليبيا ماريا ريبيرو الخميس (الرابع من تموز/ يوليو 2019). وبحسب بيان للوزارة أقر باشاغا بأن حكومته "ملزمة بحماية كافة المدنيين لكن استهداف مراكز الإيواء بطائرات (إف 16) وعدم توفير غطاء جوي لحماية المهاجرين غير الشرعيين في مراكز الإيواء سيدفعانها إلى دراسة إقفال المراكز وإخلاء سبيل المهاجرين". مئات المهاجرين محتجزون في تاجوراء بعد القصف في غضون ذلك قالت المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إن مئات المهاجرين لا يزالون محتجزين في تاجوراء بالقرب من العاصمة طرابلس، في أعقاب القصف الجوي على مركز لإيوائهم. وتعرض أحد عنابر مركز إيواء المهاجرين بتاجوراء، إلى قصف جوي اتهمت حكومة الوفاق القوات الموالية لرجل شرق ليبيا القوي خليفة حفتر بتنفيذه. لكن اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم قوات حفتر نفى مسؤولية هذه القوات في القصف، متّهماً خصومه في طرابلس بـ "تدبير مؤامرة" في محاولة لـ "إلصاق التهمة بالقوات المسلحة"، في إشارة إلى قوات حفتر. نقل جثامين ضحايا القصف على مركز إيواء المهاجرين بتاجوراء. وكان مركز الإيواء يضم 616 مهاجرا لحظة القصف، بحسب مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في ليبيا. وتسببت الغارة بمجزرة راح ضحيتها أكثر من 44 قتيلا و 130 جريحا، بحسب الأمم المتحدة. ومن بين الضحايا مهاجرون من الجزائر والمغرب والسودان والصومال وموريتانيا وجنسيات أفريقية مختلفة، بحسب ما أكده لفرانس برس متحدث باسم وزارة الصحة بحكومة الوفاق. بدورها قالت صفاء المسيهلي، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا في تصريح لوكالة فرانس برس، إن "نحو 300 مهاجر لا يزالوا متواجدين في مركز إيواء المهاجرين بتاجوراء، ونقدم لهم المساعدات ". ولم تؤكد المسيهلي صحة التقارير التي تفيد بهروب عشرات من المهاجرين عقب الضربة الجوية. لكن المنظمة الدولية الهجرة وفي بيان نشرته عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، أكدت أن "فرقها نجحت في تحديد مكان مجموعة من المهاجرين الجرحى الذين غادروا المركز باتجاه الأحياء المجاورة". وتم نقل المهاجرين الجرحى إلى المستشفيات لتلقي العلاج، على ما أوردت. وأثار القصف الجوي إدانة دولية واسعة من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، ووصفت البعثة الأممية لدى ليبيا الضربة بأنها جريمة ترقى إلى "جريمة حرب". ورغم ذلك، فشل مجلس الأمن في جلسة طارئة أمس في إصدار بيان مشترك لإدانة القصف الجوي، بعد اعتراض مندوب الولايات المتحدة. أ.ح/ع.ج.م (د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :