حوّلت الميليشيات الحوثية المراكز الصيفية من فعاليات رياضية وثقافية وترفيهية، هدفها استغلال أوقات الفراغ خلال الصيف، إلى فرصة لاستقطاب مقاتلين جدد، وساحة تبث فيها سموم الطائفية في عقول الأطفال. وكشف أحد مسؤولي المراكز الصيفية، أن الميليشيات الحوثية تحاول إفراغ الفعالية من محتواها، وتحويل مسارها نحو اتجاهات خطرة ستكون لها تداعيات كارثية في المستقبل. وأضاف أن الميليشيات قامت بتعيين مشرف اجتماعي وثقافي في كل مركز، لنشر أفكار الانقلابيين الطائفية المسمومة، وتفخيخ أدمغة الأطفال، وتجنيدهم لجبهات القتال. وأشار إلى أن المراكز الصيفية صارت عبارة عن دورات تعبوية، أشبه بتلك التي يسمونها «دورات ثقافية»، ويجبرون الموظفين والمواطنين على حضورها. ويتلقى الأطفال محاضرات ودروساً تدعو إلى كراهية الآخر، ووجوب قتاله، بزعم أن الجميع، عدا الحوثي وأزلامه «أعداء الله ومنافقون»، رغم أنهم يمنيون من أبناء جلدتهم. ولم تكتفِ الميليشيات بذلك، بل دعت الأهالي في المناطق الخاضعة لسيطرتها إلى سرعة إرسال أطفالهم إلى المراكز الصيفية، على لسان متحدث الجماعة الانقلابية، محمد عبدالسلام. ويشير الاستنفار الحوثي إلى أن الميليشيات ستقوم بأخذ الأطفال إلى المراكز الصيفية الطائفية بشكل إجباري، لتنفيذ مخططاتها بغسل أدمغتهم في صنعاء وبقية المحافظات الخاضعة لسيطرتها بأفكار طائفية عنصرية. واعتمدت ميليشيات الحوثي ميزانية مالية تقارب الـ300 مليون ريال يمني للمراكز التي تنتظم عدداً من المحافظات، بدعم صندوق رعاية النشء والشباب التابع لوزارة الشباب والرياضة، وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم في حكومة الانقلاب غير المعترف بها. فيما يبلغ عدد المراكز الصيفية نحو 100 موزعة على 13 محافظة يمنية، بما فيها أمانة العاصمة، وفق مصدر مطلع في وزارة الشباب والرياضة بحكومة الانقلاب غير المعترف بها. ورغم المطالبات المستمرة بوقف تجنيد الأطفال، فإن الميليشيات الحوثية تتطلع إلى أن تصبح مثل هذه المراكز رافداً أساسياً لجبهاتها القتالية بآلاف المقاتلين الجدد، لتعويض النزيف المستمر في صفوفها، بعدما فقدت الكثير من مسلحيها في المعارك المستمرة منذ خمس سنوات. ومنذ انقلابها على السلطة الشرعية واجتياحها المسلح للمدن اليمنية عام 2014، حوّلت ميليشيات الحوثي المدارس والمساجد والمقار الحكومية إلى معسكرات للتجنيد واستقطاب والمقاتلين.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :