جمال البح إذا ألمت المشكلات والأحزان، بمؤسسة الحكم، خاصة عندما تطال قمة الهرم المتمثل في الحاكم، فإن ردات الفعل الشعبية تعد مرآة صادقة لسياسة الحكم، وتعبر عن مدى تقبل الشعب لنظام الحكم، ومدى مبادلتهم شعور المحبة والتقدير لقيادتهم.أردت عبر هذه المقدمة، أن أبين كيف اتسمت ردات فعل شعب الإمارات وأبناء الشارقة، بشكل خاص، تجاه فقد الحاكم لنجله خالد، رحمه الله وجعل الجنة مثواه. فقد فُجعت الإمارات بفقد عزيز على قلوبها الشيخ/ خالد بن سلطان، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، حيث رحل وهو في ريعان شبابه، فنسأل الله له الرحمة والمغفرة.وأردت هنا أن أبين كيف هي مشاعر الشعب الحقيقية تجاه هذا الفقد، ومدى قوة اللُّحمة بين الحاكم والمحكوم، ففقد الحاكم لنجله، بيّن عبر ردات الفعل، أنه ليس الحاكم، وحده، من فقد ابنه، بل كل الإمارات فقدت أحد أبنائها، وشعرت كل أسرة بلوعة هذا الفقد، فطالما عدّ الإماراتيون الشيخ سلطان والدهم وقدوتهم وناصحهم الأمين، وموجههم إلى الخير، لذا فإحساسهم أنهم فقدوا ابنهم العزيز وأخاهم وأحد أبناء أسرتهم، لأن حاكم الشارقة هو والد الجميع.من المعلوم أن علاقة الحاكم والمحكوم، إذا اتسمت بالمحبة والترابط فيما يُعرف بالحكم الرشيد، في إطار حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته»، فحاكم الشارقة تجده في كل اتجاه وفي كل صوب وفي كل مشرب، ناصحاً لأبنائه، معيناً وموجهاً، فضلاً عن كونه قدوة كريمة لإخوانه وأبنائه المواطنين.في الآونة الأخيرة، كان المواطنون قريبين جداً من حاكم الشارقة ومن قرينته، بحكم التفاعل المستمر، عبر التواصل الإعلامي؛ فحاكم الشارقة يظهر دائماً ناصحاً أبناءه، موجهاً لهم في برامج وأنشطة موجهة، وعبر مؤسسات تُعنى بالأبناء والناشئين والأطفال والشباب، فقد عملت هذه الأسرة الكريمة، عبر مؤسسة القلب الكبير التي ترأستها سموّ الشيخة/ جواهر، وعبر الشيخة بدور بنت سلطان، وشقيقتها، على تنفيذ السياسة الاجتماعية الرشيدة التي خطها والدهما، ومضين على نهج الثقافة والفكر والعمل الاجتماعي والثقافي والعلمي، فالمتتبع لمسيرة أسرة الحكم، برئاسة سموّه ومشاركة الشيخة جواهر، لا يجد عناء في فهم مكنون هذه السياسة، حيث يتضح بشكل واضح وجلي، أن الإنسان هو محور التنمية، وأن الجهود تنصب في تشكيل البذرة الأساسية والنواة من أبنائنا، لتمكينها ودعمها خاصة من الأطفال والشباب الذين هم محور الاهتمام، والتنمية المستدامة هي الأساس الذي تعمل في إطاره هذه الأسرة الكريمة، ومن ثم جاءت كل السياسات لتنصب في خدمة أبناء المجتمع ومصلحة الإنسان في كل المجالات، ولا سيما الأسرية، حيث مؤسسات الإمارة تعكس الاهتمام بالنسيج الاجتماعي.ويتضح جلياً عبر ردات الفعل الشعبية التي تتميز بالحب والامتنان لهذا العطاء الكريم والفكر المتدفق الذي استمر طوال عقود خلت، فليس غريباً أن تحزن الإمارات وأبناء الشارقة، بشكل خاص، على فقيد الوطن، وفقيد القواسم، وفقيد الإمارة الباسمة، لأن الشعب أصيب أيضاً بهذا الفقد، وهذا يعكس صدق اللُّحمة الوطنية بين الحاكم والمحكوم التي هي أساس التنمية وأساس التقدم والازدهار.أما في مجال المرأة، فلا شك أن أمهاتنا ثكلى بهذا الفقد، وبناتنا حزانى، لأنهن لمسن من والدتهن الكريمة سموّ الشيخة جواهر، كل عناية وكل حب، فتمكين المرأة كان وما زال الركيزة الأساس التي انطلقت منها مشاريع تنمية المرأة والبرامج والأفكار، حتى غدت مؤسسات الأسرة والمؤسسات النسوية، واحدة من أميز الدُور والمؤسسات العاملة في حقل المرأة والأسرة في الوطن العربي.لذا ليس غريباً هذا الشعور الرائع عندما يتوجه أبناء الوطن بمشاعرهم الجياشة لقيادتهم التي انبرت لخدمتهم، وبذلت الغالي والنفيس، منذ عقود طويلة لخدمة أبناء المجتمع. فقد انبرى حاكم الشارقة في كل محفل إعلامي، وكل جلسة، ناصحاً وموجهاً أبناءه للتسلح بالقيم والعلم والأخلاق الحميدة، فهذه المضامين هي الأساس في رفعة الشعوب.فشكراً لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، ولقرينته سموّ الشيخة جواهر، ولكريمتيهما، فقد بذلوا الكثير وجعلوا من أنفسهم نواة صالحة، وقدوة طيبة للجميع، لذلك يبادلهم الشعب الحب، ويزجي لهم بالغ العزاء والمواساة وصادق مشاعر الحزن لهذا الفقد، ونعزي أنفسنا ونعزيهم بهذا المصاب الجلل.
مشاركة :