حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من أن تهديداتها "يمكن أن ترتد عليها" وذلك بعدما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده ستتجاوز حد تخصيب اليورانيوم الذي يسمح به الاتفاق النووي المبرم في عام 2015. وقال ترامب في رسالة موجهة إلى إيران "انتبهوا للتهديدات، فهي يمكن أن ترتد لتلدغكم كما لم يلدغ أي شخص من قبل!". وكتب على موقعه الرسمي تويتر "أصدرت إيران للتو تحذيرا جديدا. يقول روحاني إنهم سيخصبون اليورانيوم بأي قدر نريده إذا لم يكن هناك اتفاق نووي جديد".وتأتي التحذيرات الأميركية على خلفية تصريحات حسن روحاني بشأن زيادة تخصيب اليورانيوم بعد السابع من يوليو إلى مستويات تفوق الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق النووي، في حين دعا واشنطن للعودة مجددا إلى الاتفاق. وهذه هي المرة الثانية في أسبوع التي تعلن فيها طهران عن إجراء من شأنه أن يقوض الاتفاق النووي الذي يواجه مشكلات منذ انسحب منه ترامب العم الماضي. وتمضي طهران قدما في سياسة التعنت والهروب إلى الأمام فيما يخص الاتفاق النووي مع الدول الغربية مما دفع دول أوروبية على غرار فرنسا وبريطانيا إلى اتخاذ موقف حازم حيال النظام الإيراني. وأكد في وقت سابق وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي، أن التزامهم بالاتفاق النووي يعتمد على التزام إيران به بشكل كامل. وقال المسؤولون في بيان مشترك بشأن طهران، إنهم يشعرون" بقلق بالغ" من إعلان إيران تجاوزها حدود المخزون من اليورانيوم منخفض التخصيب. كما حثوا إيران على التراجع عن تلك الخطوة والامتناع عن إجراءات أخرى تقوض الاتفاق النووي. وقال خبراء، في السياق ذاته، إنه لا يوجد استخدام مشروع لدى إيران لليورانيوم المخصب فوق المستوى الذي يسمح به الاتفاق. وقالت كيلسي دافنبورت من رابطة الحد من الأسلحة بواشنطن "لا يوجد مبرر".وأضافت أن الخطوة تستهدف زيادة الضغط على القوى الأوروبية والصين وروسيا لتعويض إيران عن تأثير العقوبات التي عاود ترامب فرضها بعد انسحابه من الاتفاق. وقالت دافنبورت "هذه قرارات سياسية لزيادة الضغط.. فهي لا تشير إلى أن إيران على وشك إنتاج قنبلة أو سلاح نووي". وبلغ التوتر المستمر منذ أسابيع ذروته الشهر الماضي عندما أسقطت طهران طائرة استطلاع أميركية مسيرة، ورد ترامب باتخاذ قرار بشن ضربات جوية تراجع عنه في اللحظة الأخيرة. كما تتهم واشنطن إيران بالمسؤولية عن هجمات على عدد من ناقلات النفط في الخليج. وقالت إيران الاثنين الماضي إنها أنتجت من اليورانيوم المنخفض التخصيب ما يزيد عن 300 كيلوغرام التي يسمح بها الاتفاق النووي، وهي خطوة دفعت ترامب إلى تحذيرها من "اللعب بالنار". وتعمل طهران على زيادة الضغط على الدول الأوروبية عن طريق الاتفاق النووي الإيراني بعد تشديد الولايات المتحدة من عقوباتها على نظام ولاية الفقيه. وقال روحاني إنه إذا لم توفر الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق الحماية للتجارة مع إيران التزاما بالتعهدات الواردة في الاتفاق والتي توقف تنفيذها عندما أعاد ترامب فرض عقوبات صارمة، فإن بلاده ستعيد تشغيل مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل بعد السابع من يوليو تموز. وكرست العقوبات الأميركية على قطاع النفط الإيراني مزيدا من الضغوط على اقتصاد البلاد، حيث كانت صادرات النفط الخام الإيرانية حوالي 300 ألف برميل يوميا أو أقل في أواخر يونيو الماضي، وهو ما يمثل جزءا صغيرا من كمية تزيد عن 2.5 مليون برميل يوميا صدرتها إيران في أبريل 2018، أي في الشهر السابق على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي.
مشاركة :