واشنطن - وكالات: وصف معهد واشنطن للدراسات الانسحاب الإماراتي من اليمن بأنه نقلة إستراتيجية ربما تؤدي إلى عزل السعودية هناك، مُرجحاً أن يكون إقراراً من أبو ظبي بأنها لم تعد قادرة على تحمّل مأزقها السياسي والعسكري والمالي باليمن. وكتبت الباحثة في برنامج بيرنشتاين للسياسة الخليجية والطاقة بالمعهد إلانا ديلوزييه بموقع المعهد؛ أنه من المؤكد أن يؤدي قرار الإمارات إلى توتر مع السعودية، التي يجب عليها الآن مُراجعة نهجها إزاء الحرب في اليمن؛ ففي السابق صبرت الإمارات على مشقة مشاركتها في الحرب، واستمرت في الحفاظ على جبهة موحّدة مع السعودية، لكن يبدو أن ذلك قد تغيّر لدى الإمارات لسبب أو لآخر، الأمر الذي يُهدّد بالتباعد بين البلدين، وخلق المزيد من التوتر بينهما في وقت عالي الحساسية بمنطقة الخليج. وأضافت أن التباعد بين البلدين مُقلق، لكنه ليس مفاجئاً أو غير متوقع؛ فرغم أن السعودية والإمارات حافظتا على صورة خارجية مُشتركة، فإنه لا يوجد -عموماً- تنسيق بين قواتهما في اليمن يجعلهما تعملان جنباً إلى جنب، بل قامت قوات البلدين بتقسيم المسؤوليات بينهما. وقالت إن القوات السعودية ظلت تعمل في الشمال، في حين تعمل القوات الإماراتية في الجنوب، وعندما تدخل واحدة منهما منطقة الثانية تغادر قوات الدولة الأخرى المنطقة. وأكدت أنه، عندما بدأت الإمارات إدارة العمليات في الحديدة، تقلّص الوجود السعودي هناك إلى وجود رمزي؛ وعندما دخلت القوات السعودية المهرة، غادرها الإماراتيون. وحتى وجود ضباط اتصال لأحد الأطراف لدى الطرف الآخر يبدو في كثير من الأحيان -كما تقول الكاتبة- مجرد وجود رمزي. وتضيف ديلوزييه أن تحاشي تواجد قوات كل بلد مع قوات البلد الآخر يبدو كأنه مقصود، الأمر الذي يثير التساؤل حول آراء الجانب الإماراتي بشأن كفاءة القوات السعودية. وتمضي الكاتبة في توضيح التباين بين السعودية والإمارات إلى القول إنه وحتى في الوقت الذي تتفق فيه رؤية الجانبين حول التهديدات الإقليمية، فإنهما يرتبان أولويات هذه التهديدات بشكل مختلف، بما في ذلك اليمن. وتمضي ديلوزييه لرسم صورة قاتمة لوضع السعودية، قائلة: إن الانسحاب الإماراتي وسط الغارات السعودية المُستمرة ربما يكون أسوأ خيار، نظراً إلى أن الحوثيين سيرونه فرصة لاختبار قدرات القوات اليمنية في الجنوب.
مشاركة :