الملك سلمان.. مرجعية موسوعية موثوقة

  • 7/5/2019
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يتحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- عن تاريخ الجزيرة العربية وما دار فيها من أحداث لأكثر من نصف قرن تحب أن تنصت إليه بإعجاب لتشابك أحداثها السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وكيف تم معالجة تلك الأحداث بعقلانية وحكمة ودهاء وقوة عزيمة من صقر الجزيرة العربية الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الذي تعلم منه أبناؤه الملوك البررة -رحمة الله على من توفى منهم وأطال في عمر من بقي- الطيبة والنقاء والتمسك بالشريعة الإسلامية وأهداب الدين، والدهاء، والحنكة في تعامله مع الأعداء، والحاقدين، والخارجين عن تعاليم الدين الحنيف من زعزعة للأمن والاستقرار في البلاد وتعريض حياة الآخرين للهلاك من قطع للطرق، ونهب للأموال، وانتهاك للأعراض. عندما يتحدث مليكنا المفعم بالثقافة عن الحقبة التاريخية لهذه البلاد بأسلوب سلس ومبسط كأنك تعيش أحداثها اليوم، ويرويها كأنها كتاب مفتوح أمامه، كيف لا وقد كان حاكمًا لعاصمة هذه الدولة لمدة نصف قرن من الزمان تخللها الكثير من الأحداث التي استلهم منها مقامه الكريم الكثير من الحنكة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، التي كانت تمر به ليبقى رمزاً من رموز هذه الدولة يدير شؤونها بكل حزم وعزم واقتدار. الملك سلمان يعد من أبرز المفكرين والمثقفين بتاريخ الجزيرة العربية وما دار فيها من أحداث، وذلك قبل ظهور البترول بسنوات، وهو من أبرز المثقفين العرب في قراءة التاريخ المعاصر، سواء عن هذه البلاد، أو عن الدول العربية والإسلامية، أو العالم وما يدور فيه من أحداث، كما أنه نهم في قراءة كتب التاريخ، والرحالة، وفض المنازعات بين الزعماء ورؤساء القبائل في داخل الجزيرة العربية وعبر حدودها، وله معرفة عميقة بأخبار الرجال وأحوالهم، وكيفية مداراة الأمور ومعالجتها بتؤدة وبصيرة وصبر مع الأخذ بالحزم عندما يتطلب الأمر ذلك من دون مجاملة. وبناء على تلك الشخصية الثقافية التي اكتسبها مليكنا المحبوب تربى ونشأ عليها أبناؤه الذين تعلموا واستفادوا من خبرات والدهم ومكتسباته الثقافية والعلمية مع التحصيل المعرفي الذي تلقوه من أرقى الجامعات في داخل المملكة وخارجها ومن هؤلاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي برع في فنون السياسة والاقتصاد، ووضع خطة طموحاً لهذه البلاد المباركة تدعو إلى التطوير والتنمية المستدامة الشاملة بين جميع قطاعاتها. لنا وطيد الأمل في المسؤولين عن التعليم في بلادنا أن تعمم مادتا تاريخ وجغرافية المملكة العربية السعودية كما هو معمول به في معظم دول العالم، بحيث تصبح مواد مقررة وإلزامية لكل طلاب التعليم العالي حتى يتعرف الطالب على تاريخ بلاده العريق ومجدها القديم منذ بزوغ فجر الإسلام حتى تاريخنا الحديث، وما تنعم به هذه البلاد من خيرات ونعم عظيمة لا يحصيها إلا الله، كذلك الأمر بالنسبة لجغرافيتها ومكانها المميز بين قارات دول العالم، ونور الإشعاع الذي سطع منها ليعم أرجاء المعمورة من الحرمين الشريفين بيت الله العتيق في مكة المكرمة، ومسجد نبيه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، مع دراسة مكوناتها الطبيعية والبشرية، وما تحقق فيها من إنجازات كبيرة في ظل حكومات راشدة تعنى بالعلم والتعليم في خدمة أبناء هذا الشعب الكريم.

مشاركة :