الفاتيكان - (أ ف ب): استهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس زيارته الخاطفة لروما والفاتيكان بلقاء مطول مع البابا فرنسيس، في أوج أزمة بين روسيا والدول الغربية. ووصل الزعيم الروسي المعروف بعدم التزامه الدقيق بالمواعيد بعيد الساعة 14:00 (12:00بتوقيت جرينتش) متأخرا نحو ساعة للقائه الثالث مع البابا. وبعد تبادل تقليدي للهدايا، عقد اجتماع ثنائي مغلق استمر 55 دقيقة وصفه بوتين بأنه «مهم». وقدم البابا للرئيس الروسي ميدالية تذكارية للحرب العالمية الأولى، وكذلك رسالته لليوم العالمي للسلام، فيما قدم بوتين كتابا وفيلما عن مايكل أنجلو. وكان البابا خلال اجتماعهما الأخير عام 2015, حض بوتين على «بذل جهود جدية وصادقة لتحقيق السلام» في أوكرانيا من دون أن يصل إلى حد الإدانة التي يريدها الكاثوليك الأوكرانيون. وحصلت خطوة عملاقة في فبراير 2016 عبر اجتماع تاريخي في كوبا بين البابا فرنسيس وبطريرك موسكو وروسيا للأرثوذكس كيريل في أول لقاء من نوعه منذ ألف عام بين قادة أكبر الطوائف المسيحية. وصدر بعد اللقاء بيان مشترك دعا القادة السياسيين إلى التدخل من أجل مسيحيي الشرق. وقال المستشار في الكرملين يوري أوشاكوف في لقاء مع صحافيين عشية الزيارة إن بوتين والبابا سيبحثان معا «الحفاظ على المواقع المسيحية المقدسة في سوريا». وأضاف أوشاكوف «حاليا لم تدرج دعوة للبابا إلى روسيا على جدول الأعمال». لا تزال هذه الفرضية تواجه معارضة قوية داخل الكنيسة الأرثوذكسية الروسية من قبل تيار قومي ومحافظ. وما زالت أوكرانيا قضية حساسة، حيث غالبية المتمردين الموالين لروسيا في الشرق أرثوذكس تابعون لبطريركية موسكو ويقاتلون أرثوذكسيين آخرين أو من الكاثوليك التابعين لروما. وقال أوشاكوف إن «القضايا الاقتصادية ستحتل الأولوية»، موضحًا أن «مبادلاتنا التجارية لم تتمكن من العودة إلى المستوى الذي كانت عليه قبل 2014» عندما بلغت 54 مليار دولار. وفرضت على روسيا منذ 2014 عقوبات اقتصادية أوروبية وأمريكية غير مسبوقة بسبب الأزمة الأوكرانية. وعبر أوشاكوف عن أسفه لأن «إيطاليا تراجعت من المرتبة الثالثة أو الرابعة على لائحة شركائنا الاقتصاديين إلى المرتبة الثامنة بسبب العقوبات الأوروبية وعقوباتنا المتبادلة». ويرغب الرئيس الروسي في بحث العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي مع السلطات الإيطالية، إضافة إلى الأوضاع في سوريا وأوكرانيا وليبيا، وكذلك البرنامج النووي الإيراني. وسيلقى بوتين على الأرجح أذنا صاغية من قبل الحكومة الشعبوية الإيطالية التي تحكم منذ 13 شهرا وتضم في صفوفها ماتيو سالفيني زعيم حزب الرابطة (يمين قومي) الذي يعد من أشد المعجبين بالرئيس الروسي. وكان سالفيني قال عن بوتين إن «رجالا مثله، يهتمون بمصالح مواطنيهم، نحتاج إلى عشرات منهم» في إيطاليا. أما رئيس الوزراء جوزيبي كونتي فأكد في بداية ولايته «سنكون من المشجعين على مراجعة نظام العقوبات» التي فرضها الاتحاد الأوروبي بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم.
مشاركة :