المضار النفسية للاستخدام العشوائي لوسائل التواصل الاجتماعي

  • 7/5/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أضحت وسائل التواصل الاجتماعي، من أهم التقنيات المعاصرة للثورة الإلكترونية، والأشهر عالميا في الاستخدام الاجتماعي بين الناس. وكنا قد بينا في مقال لنا البعد الثقافي لهذه الوسائط، وما ينبغي أن توظف بشأنه، وخاصة أن هذه الوسائط كثيرة الاستخدام، ومن الممكن أن يلعب (البعد الثاني) دورًا كبيرًا في حركة التنوير الثقافي في هذه الوسائط. ولكن هل لهذه الوسائط مضار أو أضرار؟ هذا ما سنعرفه بعد الإشارة إلى دراسة أجريت لهذا الغرض. فقد أجرت جامعة بيتسبرغ دراسة عام 2016م، نشر نتائجها موقع (forbs) ومواقع أخرى متخصصة، أشارت إلى وجود علاقة بين ازدياد استخدام هذه الوسائل، وبين التعرض لموجة من الاكتئاب من جهة أخرى، وهي علاقة طردية؛ أي أن التعرض للاكتئاب من الممكن أن يزداد مع ازدياد ساعات استخدام هذه الوسائط. وتعد هذه الدراسة، من أحدث الدراسات التي أجريت، لبيان الصلة أو العلاقة بين الاستخدام العشوائي لهذه الوسائط وبين الإصابة بالاكتئاب، حيث تم الوصول إلى نتائج، من خلال إجراء استبانة شارك فيها قرابة (1758) فردا في أمريكا، تتراوح أعمارهم بين 19 و39 عاما. (راجع: https:Sa.labeb). وثمة اتفاق، بين أكثر الباحثين في الأوساط العلمية على الارتباط المباشر بين الاستخدام الإدماني لهذه الوسائط، وبين الاعتدال في الصحة النفسية. ولعل من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، عند إدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، الشعور بالغيرة والحسد، نتيجة اطلاع المستخدمين، على صور حياة الأفراد، وخاصة بين الأصدقاء، أنفسهم، وأنها هي الحقيقة المطلقة، كما أن شعبية أصدقاء معينين، تغذي الشعور بالغيرة والحسد لدى الأشخاص الأقل شعبية. (المصدر نفسه). وبينت دراسات أخرى، مخاطر وتأثيرات هذه المواقع على الأطفال والمراهقين، وخاصة تلك المواقع التي تحوي محتويات سلبية وغير لائقة، وغير خاضعة للرقابة. ومن الأضرار، الإحساس بالعزلة والشعور بالوحدة وانخفاض تقدير الذات (المصدر نفسه). هذه المؤشرات الخطرة وغيرها، تدق ناقوس (الخطر) تجاه ما يهددنا جراء الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي. وذكرت دراسة حديثة، أن هناك ارتفاعا كبيرا في التقارير التي تتحدث عن إيذاء النفس بين الفتيات في بريطانيا، والذي مرده وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت الدراسة إنه ما بين 2011 و2014م، ارتفعت حالات إيذاء النفس بين الفتيات في بريطانيا، ومن بين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و16عاما الذين أصيبوا بأذى كانت نسبة الفتيات تشكل 73% في المائة، وفقًا لسكاي نيوز. (www.sky.newsarabia.com). وأكد مختصون، أن استخدام وسائل التواصل تقف وراء هذا المعدل المخيف، مشيرين، إلى أن التكنولوجيا، يمكن أن تكون مفيدة، وفي الوقت نفسه تكون سلاحًا فتاكًا. (المصدر نفسه). وأفادت الممثلة الهندية آشواريا راي بأنها تؤمن أن من مساوئ وسائل التواصل الاجتماعي، أنها تجعل الفرد منا غير اجتماعي. وقالت: وسائل التواصل الاجتماعي في بعض الأحيان، تجعل المرء غير اجتماعي، وعليه، فعلينا ألا نغرق في وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب قدرتها على العزل. (انظر: www.basnews.com). وبالرغم من الفائدة المرجوة التي تحققها هذه الوسائط، فإنها تؤثر حتى على الحياة الأسرية، وذلك بسبب الاستخدام غير الرشيد وغير المقنن لها. وتعزو دراسة أمريكية أجريت على 1300 شخص، استخدموا الهاتف النقال أنهم يعانون من قلق في حياتهم الأسرية ومشكلات عامة. وعليه، فإنها دعوة عامة إلى أنه لا بد من ترشيد عقلاني لاستخدام هذه الوسائط، حتى لا يكون لها مردودات سيئة، والترشيد هو الاستخدام لأجل الضرورة، وما تدعو إليه الحاجة ومن دون الإفراط في الاستخدام إلى درجة كبيرة. إن الاستخدام العشوائي لهذه الوسائط، بلا ضوابط أو ترشيد يدخل الأفراد في متاهات نحن في غنى عنها، فضلاً عن الأضرار التي أشرنا إليها. ولا يعدو استعمالها إلا في أحوال اعتيادية (للتسلية) أو الإفادة منها أو التوجيه الاجتماعي وما إلى ذلك. إلا أن استخدامها بشكل ليس من أجل أغراضها المتاحة، يعد أمرًا غير محمود، وخاصة تلك الأغراض مثل: التشهير، أو الإضرار بسمعة الآخرين، أو النيل من الأشخاص، وغيرها من الأضرار أو الأغراض المشبوهة، ولربَّما يدخل في ذلك (الشائعة) أو بثَّها بغرض مشبوه، فكل هذه الأمور، تعد أغراضًا مغرضة، ولا تدخل في نطاق الأغراض المتاحة عُرفًا وقانونًا. S-HAIDER64@hotmail.com

مشاركة :