أكد مختصون بالاتصالات وتقنية المعلومات أن زيادة أعمال الصيانة الدورية للأنظمة التقنية بالبنوك، والتي أصبحت شبه أسبوعية، جاءت بعد إلزام مؤسسة النقد «ساما» البنوك بتحديث أنظمتها الالكترونية باستمرار وعمل الصيانة الاحتياطية، وتأمين الخدمات ذاتيا لكل بنك على حدة للتكامل مع الأمن الالكتروني الجماعي لمجموعة البنوك. وأشاروا إلى أن البنوك لجأت إلى تنفيذ عمليات الصيانة والتحديث في أوقات خارج الذروة، مثل الفترات الليلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، تجنبا لتأثير ذلك على العملاء. وكانت رسائل وصلت إلى عدد من عملاء البنوك المختلفة تشير في مجملها إلى أعمال صيانة يومي الجمعة والسبت ولمدة تصل إلى 6 ساعات، تبدأ إما الواحدة أو الثانية بعد منتصف الليل وحتى السابعة أو الثامنة صباحا. إجراء احترازي وأوضح مدير لجنة التوعية المصرفية والمتحدث الرسمي باسم البنوك، طلعت حافظ، أن توقف الخدمات الالكترونية لا يعني وجود هجوم الكتروني وانما يحدث لأغراض الصيانة الدورية واختبار القنوات الاحتياطية، مبينا ان فترة الصيانة تكون في اوقات غير الذروة ولفترة محدودة. وأشار إلى حرص البنوك على عدم طول فترة الصيانة الضرورية، مبينا أنه لن يكون لها اية مشاكل على العملاء. وأفادت جهات مقربة من مؤسسة النقد والبنوك أن ساما ألزمت البنوك ومؤسسات التمويل بعمل التحديثات والصيانة الدورية أسبوعيا، كإجراء احترازي من أي هجمات الكترونية، فيما دعت البنوك عملاءها في المقابل لأخذ الاحتياطات بعدم إفشاء أرقام بطاقاتهم المصرفية أو حساباتهم لأي جهة كانت. 6 ساعات كثيرة وأشار مدير عام الخدمات الالكترونية السابق بوزارة التعليم الدكتور جارالله الغامدي إلى أن كثرة التحذيرات البنكية لعملائها، تأتي من كثرة المتربصين الذين يتحينون الفرص لاستغلال أي ثغرات للاستيلاء على المال، وحرص البنوك على زيادة الوعي لدى العملاء، مبينا أن التحديثات إذا كانت شهرية فلا بأس وأما إذا كانت يومية أو حتى أسبوعية ولمدة 6 ساعات فهذا كثير، حيث لا يوجد وقت يستغنى فيه عن الخدمات البنكية. صيانة لمصلحة العميل وأكد رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات السابق هيثم بوعايشة أن التهديدات الالكترونية تتكرر باستمرار، ولذلك كانت الاحتياطات ضرورية، وتحديثات البنوك لأنظمتها أمر اعتيادي وقد يتصادف أن يحدث بنكان أنظمتهما خلال الأيام نفسها، وعادة تقوم البنوك بذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع لتفادي التأثير على سير العمليات المصرفية للعملاء، وقد يحدث ذلك خلال أيام الأسبوع إذا اقتضت الحاجة لتحديث مهم وضروري، وهو في النهاية لمصلحة العملاء ومواجهة أي هجوم مفاجئ. تأمين ذاتي بدوره قال مستشار أمن المعلومات، المهندس عامر البشارات إن مؤسسة النقد ألزمت جميع البنوك بتأمين خدماتها ذاتيا إلى جانب الأمن الجماعي بين مجموعة البنوك، وعليها رقابة شديدة من مؤسسة النقد ساما التي أجبرتها جميعها على تطبيق أعلى معايير أمن المعلومات، خاصة بعد الهجمات الأخيرة. إلزام بالشفافية وأشار إلى أن ساما ألزمت البنوك بالشفافية في الإعلان عن الهجمات التي تتعرض لها، بعد أن كان بعضها لا يعلن عن ذلك، منوها إلى أن المملكة هي من أكثر دول العالم استهدافا بالهجمات الالكترونية، إلا أنها في الوقت نفسه هي من أفضل 14 بلدا في العالم باستخدام معايير أمن المعلومات. خارج أوقات الذروة وأضاف أن البنوك تقوم بالصيانة الدورية خارج أوقات الذروة، خلال عطل نهاية الأسبوع، وتشمل الصيانة عمل تحديثات لبعض الخوادم والأنظمة التقنية، وتحتاج أحيانا لوقف تشغيل بعض الخدمات، وبالعادة يكون التوقف عن الخدمة لوقت أقل من المعلن عنه، فمثلا ينبه أحد البنوك العملاء لتوقف مدته 6 ساعات، بينما المتوقع أن يكون التوقف أقل من ذلك. تحذير من الشبكات اللاسلكية ولفت إلى أن الرسائل التي تقدمها بعض البنوك لعملائها تكون جزءا من حملة توعوية للعملاء تحد من وقوع بعضهم فريسة للمهاجمين، موضحا أن استخدام الشبكات اللاسلكية المحلية في الفنادق والمطارات والأماكن العامة يشكل مجازفة أمنية قد تضر بالمستخدمين وليس بالبنوك نفسها.
مشاركة :