إمام المسجد النبوي يوصي بالتفكر في تعاقب الأزمان واختلاف الليل والنهار

  • 7/5/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استعرض إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ، في خطبة الجمعة اليوم، التفكر في تعاقب الأزمان واختلاف اليل والنهار، موصيًا المسلمين بتقوى الله عز وجل سرًّا وجهرًا. وقال: في تعاقب الأزمان معتبر، وفي اختلاف الليل والنهار مدكر، قال تعالى {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورًا}، والمراد بقوله خلفة أي كونًا وقدرًا بأن أحدهم مخالف للآخر وكل منهما يخلف الآخر، هذا بعد هذا، يتعاقبان في الضياء والظلام والزيادة والنقصان، كما قال جل وعلا: {فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرةً}، وكما قال جل وعلا: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون}. وأوضح أن "خلفة" يأتي بمعنى شرعيًّا، وأنه سبحانه جعل أحدهما خلفًا من الآخر في أن ما فات فيه من عمل يُعمل فيه لله جل وعلا؛ أُدرك قضاؤه في الآخَر؛ مشيرًا إلى أن المقصود بالآية أن في اختلاف الليل والنهار وفي تغيّر أوصاف الأزمان؛ أن في ذلك لعبرة عظيمة كبيرة جليلة تدعو الموفق إلى التفكر في قدرة الله العظيمة ومشيئته التامة وعظمته المتناهية بما يلزم المسلم بالخضوع لله جل وعلا، والتذلل له عز شأنه، وبما يفرض عليه الإنابة الحقة والاستجابة لشرعه القويم لقوله سبحانه: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورًا}. وأضاف أن أهل الإيمان من الذين يتذكرون التذكر النافع ما يُحدث لهم الخوف الحقيقي مِن خالقهم جل وعلا وخشية شديدة من عقابه وحذرًا من سخطه لقوله تعالى: {إن في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والأرض لآيات لقوم يتقون}؛ مؤكدًا أن أهل الإيمان هم الذين ينتفعون بآيات الله الكونية فيتعظون بها، ويعتبرون حتى يثمر لهم ذلك إيمانًا صادقًا وعملًا خالصًا. ودعا المسلم إلى اتخاذ اختلاف الأزمان موعظةً وذكرى، وأن يكون في أحواله كلها لله شاكرًا وبطاعة عاملًا ولمعاصيه مجانبًا لقوله تعالى: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون}؛ لافتًا إلى أن من عِبَر واختلاف صفات الأزمان ما يجده العبد في فصل الصيف من شدة الحر فيبتغون السبيل إلى الظل والظليل والهواء العليل؛ فيتذكر المسلم بذلك نار جهنم وحرها. وحث إمام وخطيب المسجد النبوي، المسلمين على المبادرة بكل عمل صالح يقرب إلى الله عز وجل، واجتناب المعاصي والموبقات؛ مشيرًا إلى أن للسلف الصالح في الاعتبار باختلاف الأزمان شأن أعظم؛ فهذا عمر رضي الله عنه يوصي ابنه بخصال الإيمان، وذكر منها الصوم في شدة الحر، ولما مرض مرض وفاته قال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار؛ ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة اليل ومزاحمة العلماء بالركب عند حِلَق الذكر.

مشاركة :