الذكاء الاصطناعي أحدث تغييراً جذرياً في التخطيط للمباني

  • 7/6/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:«الخليج» أوضح سهيل عرفة مدير التصنيع في الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة أوتوديسك، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد منذ أكثر من عقد ازدهارًا كبيرًا في قطاع الإنشاءات والبناء يعود إلى مجموعة من العوامل، يأتي على رأسها البرامج والمشاريع الجديدة في دول المنطقة، مثل معرض إكسبو 2020 في دولة الإمارات، وإطلاق مشروع مدينة نيوم في السعودية. ووفقًا للبيانات الرسمية التي نشرها مركز أبوظبي للإحصاء، ارتفع في العام 2018 وحده 3566 مبنى جديداً في أبوظبي، بمتوسط بلغ 297.1 مبنى شهريًا ونحو 9.7 مبنى يوميًا.قال سهيل عرفة في حديث ل«الخليج»: الرؤى والخطط الاستراتيجية طويلة الأمد التي أطلقتها بعض الدول، مثل رؤية الإمارات 2030، ورؤية السعودية 2030، تبشر بأننا سنشهد مزيدًا من النمو ومعدلات الطلب والتغيرات الإيجابية في الأعوام المقبلة، وتقدر التقارير أن قيمة سوق الإنشاءات في الإمارات يبلغ أكثر من تريليون دولار، منها أكثر من 400 مليار دولار ستنفق على المشاريع قيد الإنشاء حاليًا. كفاءة أعلى واستهلاك أقل أضاف سهيل عرفة: يظهر تاريخ قطاع الإنشاءات أنه يعمل على إيجاد حلول للمشكلات التي يواجهها البشر بعد وقوعها، بسبب عدم توفر طريقة سهلة لتصور مؤشرات المخاطر الرئيسية المحتملة، وحينما ننظر إلى الأعداد الكبيرة المتوقعة من مشاريع البناء الضخمة والمعقدة وذات مواعيد التسليم القصيرة على امتداد الأعوام المقبلة ندرك أن فرق العمل تواجه كفاحًا مستمرًا من محاولات اكتشاف طرائق مبتكرة لخفض التكلفة والمحافظة على الجودة المطلوبة مع تسليم المشاريع في مواعيدها المحددة، وفي الوقت ذاته خفض المخاطر إلى الحد الأدنى. وفي المدى المنظور، لن ينخفض الطلب المتزايد على مشاريع البناء ولن تتراجع مستويات المخاطر العالية التي تكتنفها، ولا شيء نستطيع فعله لتغيير هذا، بل كل ما بإمكاننا تغييره هو طريقة عملنا واستجابتنا لهذه الظروف من أجل تقديم «المزيد بصورة أفضل بأقل التكاليف والجهد».وأوضح عرفة أن صناعة البناء والإنشاء شهدت خلال الأعوام القليلة الماضية قفزة كبيرة في مجال الإنفاق على النظم التقنية، وتوجه جلّ شركات القطاع نحو رقمنة العمليات وسير العمل. فمثلًا أدى تبني تقنية نمذجة معلومات المباني (BIM) وحدها إلى تغيير جذري في طريقة التخطيط لإنشاء البنى التحتية -مثل المباني والطرق والجسور- وتصميمها وإنشائها. وأدت رقمنة العمليات والنمو الكبير في الاعتماد على الأجهزة النقالة إلى انفجار في توفر البيانات بمعدلات غير مسبوقة دون أن يكون لدينا وسيلة سهلة للاستفادة منها. والحقيقة أن قطاع الإنشاءات يبقى عالي الخطورة، ولهذا تعد فرقه للانتقال من الاستجابة إلى الاستباق ثم التنبؤ.ووفقًا لبيانات شركة الأبحاث العالمية FMI، فإن 95% من البيانات المسجلة تبقى دون استخدام في صناعة الهندسة والإنشاء، وهنا يلعب تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا لتوقع المخاطر اليومية للمشروع وتوجيه انتباه الشخص المناسب إليها في الوقت المناسب؟. الذكاء الاصطناعي في الإنشاءات وقال عرفة: تقدم التطبيقات المعتمدة على تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي بقدرتها على الوصول إلى تلك الكميات الضخمة من البيانات مجموعة من المنافع التي تطور عمل فرق الإنشاء والمشاريع، وتخيل أن يكون لديك مساعد ذكي قادر على تحليل هذه المجموعة الضخمة من بيانات المشروع، لينبهك إلى أهم عشر نقاط يجب أن توليها اهتمامك اليوم؟ يتيح التعلم الآلي تطوير هذا المساعد الذكي الذي يساعد الفرق على تحديد أهم المخاطر المؤثرة على سلامة البناء والجودة، والتي تتطلب حلولًا فورية قبل تفاقمها، وباستخدام الذكاء الاصطناعي، يصبح بإمكاننا تقييم المخاطر المرتبطة بالمشكلات تلقائيًا، وتستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي أيضًا فهم المخاطر المعقدة وتوقع آثارها، كأن تعلمنا إن كانت المشكلة ستؤدي إلى تسرب محتمل للمياه إن لم يتم التصدي لها، ويستخدم النظام التوصيف الذي يستخدمه العديد من مديري الجودة في مشروعاتهم عندما يراقبونها.وتابع بالقول: ما يثلج الصدر أن شركات رائدة في القطاع، مثل شركة «بي إيه ام أيراندا» وهي شركة ضخمة للمقاولات العامة ومكتب هندسة مدنية مقرها في أيرلندا - تتولى زمام القيادة في هذا المجال، فبعد أن أخذ حجم المعلومات والبيانات التي تجمعها الشركة يتضاعف باطّراد أصبحت أمام تحدٍّ كان لا بد لها من تجاوزه حتى تتمكن من الاستفادة من تلك المعلومات. وكان على فريق الشركة البحث عن نظام لإدارة تلك البيانات قادر على مواكبة تضخّم حجم معلومات المشاريع، فكلما كانت تفوز بمشاريع جديدة وتبدأ العمل على إنجازها، كان سيل جديد من البيانات يصب في قناتها، وهنا أدركت بام أيرلندا أن أمامها فرصة ثمينة لرقمنة عملياتها. وفي إطار الجهد العاملة لإيجاد أرضية معيارية على مستوى مجموعة رويال بام كاملة، انطلق فريق بام أيرلندا للبحث عن حلول أساسية قادرة على إدارة بيانات المشاريع من البداية إلى النهاية بطريقة مثلى.وأوضح أن شركة «بي إيه ام أيراندا» بدأت باستخدام نظام أوتوديسك لتعلم الآلة القائم على الذكاء الاصطناعي: Insight and Construction IQ لجمع البيانات وإدارة أعمال البناء على جميع المستويات، بدءًا من مشروع بناء متحف المستقبل في دبي إلى سبعة مشاريع مباني لمحاكم ضمن إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص على امتداد أيرلندا. ولم يكتف برنامج IQ الذكي باكتشاف مشكلات عدم التناسق في المشاريع وتنبيه شركة بام أيرلندا إليها، بل أعلمها أيضًا بسبب حدوثها في المقام الأول.وأكد عرفة في ختام حديثه أن التقنيات المتقدمة مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وروبوتات البناء ستعمل جميعًا على تغيير وجه صناعة البناء كاملة بتقديم أساليب جديدة لكيفية رسم خطط إنشاء البنى التحتية وتصميمها وبنائها. وإضافة إلى ذلك، فإن الشركات التي ستسارع إلى تبني هذا التحول التقني المتسارع لن تكتفي بأنها تضمن استمراريتها في الحاضر والمستقبل فحسب، بل ستحتل أيضًا مقعد الصدارة في قيادة صناعة البناء والإنشاءات لعقود مقبلة.

مشاركة :