أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرج، أمس الجمعة، أن روسيا رفضت مجدداً تدمير الصواريخ الجديدة المنشورة في أوروبا في انتهاك للمعاهدة المبرمة في 1987، ودعا وزراء الحلف إلى تجهيز رد دفاعي، وذلك في ختام اجتماع مسؤولين روس.وأجرى حلف الأطلسي مباحثات مع مسؤولين روس كبار، في إطار الجهود لإنقاذ معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى؛ وذلك بعدما أعلنت الولايات المتحدة انسحابها منها في فبراير/ شباط الماضي، وردت موسكو بتعليق مشاركتها أيضاً فيها.وقال ستولتنبرج خلال مؤتمر صحفي: «لم نسجل أي بوادر على إرادة روسيا الالتزام بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية المتوسطة المدى من خلال تدمير هذه الصواريخ قبل الثاني من أغسطس/ آب، والعواقب في غاية الخطورة للحد من التسلح».وأوضح: «إذا تبين أنه من المستحيل إنقاذ المعاهدة عندها سيكون رد فعل الحلف الأطلسي منسقاً ودفاعياً. سنضطر إلى التحرك».وأضاف الأمين العام ل«الناتو»، إنّه لا يزال هناك وقت لإنقاذ الاتفاق، مشيراً إلى السرعة التي تخلص بها الاتحاد السوفييتي السابق من الأسلحة المتوسطة المدى، بعد توقيع الاتفاق في ثمانينات القرن الماضي. وتابع: «هدفنا إنقاذ المعاهدة. أمامنا أربعة أسابيع حتى الثاني من أغسطس/ آب المقبل. في 1987 دمرت روسيا صواريخ عابرة للقارات خلال أسابيع. يكفي أن تتوفر الإرادة السياسية».وقالت بعثة روسيا لدى الحلف، في بيان، إنها استغلت الاجتماع للتأكيد أنّ «المحاولات لتحميل روسيا مسؤولية انهيار معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى تعد أمراً غير مبرر»، مضيفة «نؤكد في خططنا أننا لا ننوي نشر أنظمة صواريخ مماثلة في أوروبا ومناطق أخرى إذا لم تنشر الصواريخ الأمريكية القصيرة والمتوسط المدى هناك».وصادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء الماضي، على مرسوم تعليق بلاده مشاركتها في معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى. وستنسحب واشنطن نهائياً من الاتفاق في 2 أغسطس/ آب المقبل إذا لم تدمر موسكو نظامَ صواريخ جديداً مثيراً للجدل تقول الولايات المتحدة وحلف الأطلسي إنه ينتهك الاتفاقية. ويطالب الحلف روسيا بتدمير نظامها الجديد للصواريخ «إس إس سي-8» قبل هذا التاريخ. وينظر إلى الاتفاق، الذي ينص على حظر استخدام القوتين للصواريخ الأرضية التي يراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، كركيزة أساسية لأنظمة الحد من انتشار الأسلحة في العالم. وأثار إمكان انهيارها مخاوف من مستقبل معاهدة «نيو ستارت» التي تحد من عدد الرؤوس النووية. وقال بوتين إنّه مستعد لإسقاط اتفاقية «ستارت» التي ينتهي مفعولها في العام 2021، متهماً واشنطن بعدم الرغبة في التفاوض من أجل تمديد الاتفاقية.ووافق وزراء حلف الأطلسي الأسبوع الماضي، على مراجعة مخزوناتهم الصاروخية والجوية، إضافة إلى برامج الاستخبارات والمراقبة؛ لتعزيز استعداداتهم بمواجهة الخطر الذي تشكله منظومة الصواريخ الروسية «9 إم 729» التي أنكرت موسكو وجودها لسنين، لكنها تقول الآن إنها تتوافق مع الاتفاق.وتتهم موسكو واشنطن بتعريض اتفاقات الحد من التسلح للخطر عبر الانسحاب من معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى.ورفض ستولتنبرج، إعطاء مزيد من التفاصيل حول تدابير الحلف لمواجهة التهديدات الروسية، مشيراً إلى أن الحلف لا يزال يركز على إنقاذ الاتفاق. لكنّه أقر بأن «الدفاعات الحالية عاجزة عن إسقاط صاروخ عابر للقارات يطلق من روسيا». وقال ستولتنبرج إن هذه الصواريخ قادرة على نقل رؤوس نووية، واستهداف مدن أوروبية «خلال دقائق»، مضيفاً أنه «يصعب رصدها». (أ ف ب)
مشاركة :