خرج حشد كبير من الجزائريين إلى الشارع أمس في يوم الجمعة العشرين للتظاهرات المعارضة للسلطة، رغم ارتفاع الحرارة والانتشار الكبير للشرطة، بينما يعدّ هذا اليوم مهماً بالنسبة إلى الطرفين لأنّه يأتي بعد يومين من اقتراح تقدّم به الرئيس الانتقالي عبدالقادر بن صالح لإخراج البلاد من أزمتها.وهتف المتظاهرون «ارحلوا، أفرجوا عن الجزائر»، فيما قال صحفي في وكالة «فرانس برس» إنّ المتظاهرين أجبروا طوقاً من عناصر الشرطة الذين يضعون الخوذات ويحملون الدروع على التراجع، بعدما كانوا يقفون على بعد أمتار من الساحة الرمزية للحركة الاحتجاجية أمام مبنى البريد المركزي في العاصمة الجزائر. وأشار شهود إلى توقيف نحو عشرة من المتظاهرين.واستهدفت الشعارات مجدداً رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح الذي يمسك وفق الحركة الاحتجاجية ومراقبين بالسلطة الفعلية في البلاد منذ استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في 2 نيسان/ إبريل.وكسب المحامي الشهير والمدافع عن حقوق الإنسان مصطفى بوشاشي والدبلوماسي والوزير السابق عبدالعزيز رحابي وشخصيات أخرى الرهان الجمعة، إثر دعوتهم إلى تظاهرات «حاشدة»، إذ ضاقت شوارع الجزائر العاصمة بالمحتجين منذ انتهاء صلاة الجمعة.وتصادف تظاهرات الجمعة الذكرى ال57 لاستقلال البلاد، فيما رفع المتظاهرون أعلام البلاد وهتفوا بالنشيد الوطني إحياءً لذكرى شهداء حرب الاستقلال، واستجابوا للدعوة إلى جعل تاريخ الخامس من يوليو «تكريساً لتحرير الإنسان بعد تحرير الوطن» من الاستعمار الفرنسي في 1962.من جانب آخر، وُضع مدير الشرطة السابق اللواء عبدالغني هامل الذي أُقيل في يونيو 2018، في الحبس الاحتياطي ليل الخميس الجمعة، بعد أن وجّهت إليه تُهمتا «نهب العقار والإثراء غير المشروع»، حسب ما أعلن التلفزيون الوطني. وصدر أمر توقيف اللواء المتقاعد بعد أن استمع إليه قاضي التحقيق في محكمة سيدي محمد في وسط العاصمة الجزائرية، بحسب المصدر نفسه. وأوقف أيضاً خلال الليل اثنان من أبنائه وُجهت إليهما التهم نفسها في حين وضعت زوجته المتورطة في القضايا نفسها، تحت إشراف القضاء. (وكالات)
مشاركة :