الشيخ أحمد السيسي: الإسلام اعتنى بالوقت.. ولابد من الاستفادة من الإجازة الصيفية

  • 7/6/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشيخ أحمد السيسي في خطبة الجمعة بجامع أبوحامد الغزالي بقلالي: لقد حدد المولى عز وجل عمر كل مخلوق في هذه الحياة الدنيا لذا فما يذهب من عمره لا يعود أبدا، وإن الإنسان مسؤول عن عمره وما آتاه الله من نعم، ولقد أقسم الله تعالى بنواحٍ كثيرة من الوقت فأقسم بعمومه فقال: والعصر، وأقسم بأجزائه كالفجر والضحى والليل وغير ذلك. وما ذاك إلا لأهميته، فلا ينبغي أن نستهين بالوقت إذ هو الحياة ومن راح يستغله للصالح فإنما هو يبني حياته بناءً قويا سليمًا. وإنه رغم كثرة الوسائل في عصرنا الحديث التي ابتكرت لاختصار الوقت وتقريب المسافات إلا أن البركة ليست كالسابق، فها نحن نعيش ونرى ونشعر أن الوقت يمرُ سريعًا، وكثيرٌ من الناس يضيعونهُ هدرا من دون إنجاز أو عملٍ مفيد فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضِّرمةِ بالنار). فالذين يعرفون قيمة الوقت يقدرونه حق قدره يقول صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ). فالذين استغلوا أوقاتهم وقدموا أعمالا جليلة خالصة لوجهه الكريم لا شك أنهم مثابون يوم يأتي الخلائق كل بعمله. وها هم أبناؤنا الطلاب يعيشون إجازتهم الصيفية، فهنيئًا لمن استغل هذه الإجازة لصقل مواهبه وإبراز قدراته فإن المضيعين لأوقاتهم يخسرون أنفسهم وينتظرهم ما لم يحتسبوا من المصائب. لذا فمن لم يستغل وقته فيما هو نافع فلا يستغله في الشرور والإضرار بعباد الله وأولادهم ذلك بكف شره وذلك أضعف الإيمان. فالله الله في فلذات أكبادكم فلا تغفلوا فإن شياطين الإنس والجن متربصون بهم، وقد جاء عن سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، أَحَفِظَ أم ضَيَّعَ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ»، فالإجازات إنما تستغل للنفع الخاص والعام وليست لمزيد من المشاكل السلوكية الشاذة ولا لازدياد الجرائم والسهر وجلسات رفقاء السوء، فالله الله أيها الطلاب أيها الشباب يا من تعيشون هذه الإجازة اغنموا أيامها وساعاتها فيما هو نافع وخير فهي نعمة من النعم واستغلالها في الخير دليل على شكرها، قال تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي). أيها المسلمون، إن من عناية الإسلام بالوقت واغتنامه أن وجه الأنظار إلى الزمن ومن ذلك عدة الشهور وحرمة بعضها قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) وقد بين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأربعة الحرم بقوله: «إنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبٌ: شَهْرُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» ذلك بعد أن دَارَ الزمان عَلَى نفس الترتيب والنظام الَّذِي اختارَهُ الله عز وجل وحدده يوم خلق السماوات والأرض، ذلك بعد التلاعب بالأشهر الحرم في الجاهلية زيادةً ونقصانًا، تقديمًا وتأخيرا قال تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ). وقد سميت الأشهر الحرم لعظم حرمتها عند الله تعالى، وحرمة الذنب فيها والقتال، لذا قال تعالى: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ). ألا فاغْتَنِمُوا أَيامها بالتقرب إلى الله تبارك وتعالى بِالعملِ الصالحِ وببرِّ بعضكم بعضا.

مشاركة :