مازالت رسائل الصيانة الدورية تتواصل من البنوك السعودية أسبوعيا لعملائها مما يعطل الخدمات الإلكترونية إلى قرابة الـ6 ساعات، وبررت البنوك هذا الإجراء بالتحوط من الهجمات التي تستهدف العملاء، إضافة إلى أن البنوك السعودية تقوم بإرسال رسائل تحذيرية مختلفة للعملاء بعدم إفشاء أي أرقام بنكية خاصة، بعد ما ألزمت مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" البنوك ومؤسسات التمويل بعمل التحديثات والصيانة الدورية أسبوعيا، كإجراء احترازي من أي هجمات إلكترونية، فيما دعت البنوك عملاءها في المقابل إلى أخذ الاحتياطات بعدم إفشاء أرقام بطاقاتهم المصرفية أو حساباتهم لأي جهة كانت. وكان مختصون بالاتصالات وتقنية المعلومات أكدوا، ازدياد أعمال الصيانة الدورية للأنظمة التقنية بالبنوك السعودية، والتي أصبحت بشكل شبه أسبوعي، وتوقف بعض الخدمات الإلكترونية لمدد طويلة، لافتين إلى أن مؤسسة النقد "ساما" ألزمت البنوك بتحديث أنظمتها الإلكترونية باستمرار وعمل الصيانة الاحتياطية، وتأمين الخدمات ذاتياً لكل بنك والتكامل مع الأمن الإلكتروني لمجموعة البنوك السعودية. وأشار خالد العبدالكريم رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات السابق بغرفة الشرقية، أن كثرة التحذيرات البنكية لعملائها، تأتي لمنع استغلال أي ثغرات للاستيلاء على المال والحرص على زيادة الوعي لدى العملاء، لافتا إلى أن البنوك تختار أوقات غير أوقات الذروة بالنسبة للتوقيت في السعودية، أما الصيانة في أوقات العمل الأساسية فهي تكون للضرورة ولا يتم اللجوء إليها إلا عندما يستلزم الأمر ذلك، حيث لا يمكن الاستغناء عن الخدمات البنكية في كل الأوقات. ولفت م.قيس العيسى -مختص تقني- أن التهديدات الإلكترونية تتكرر باستمرار، ولذلك كانت الاحتياطات ضرورية، وتحديثات البنوك لأنظمتها أمر اعتيادي، وقد يتصادف أن يحدث بنكان أنظمتهما خلال نفس الأيام وعادة تقوم البنوك بذلك خلال نهاية الأسبوع حيث تقل العمليات البنكية عادة وإمكانية قيام العملاء بالسحب المبكر لتفادي التأثير على سير العمليات المصرفية للعملاء، إلا أن الصيانة يمكن أن تحدث خلال أيام الأسبوع، إذا اقتضت الحاجة لتحديث هام وضروري، وهي في النهاية لصالح العملاء ومواجهة أي هجوم مفاجئ. بدوره أوضح م. عامر البشارات -مستشار أمن المعلومات- أن مؤسسة النقد ألزمت جميع البنوك بتأمين خدماتها ذاتيا، وعليها رقابة شديدة لتطبيق معايير أمن المعلومات، خاصة بعد الهجمات الأخيرة. وأكد أن "ساما" ألزمت البنوك بالشفافية في الإعلان عن الهجمات التي تتعرض لها بعد أن كان البعض منها لا يعلن عن ذلك، منوهاً إلى أن المملكة هي من أكثر دول العالم استهدافاً بالهجمات الإلكترونية، مضيفاً في ذات السياق أن البنوك تقوم بالصيانة الدورية خارج أوقات الذروة، خلال نهاية الأسبوع، وتشمل الصيانة عمل تحديثات لبعض الخوادم والأنظمة التقنية، وتحتاج أحياناً لوقف تشغيل بعض الخدمات، وبالعادة يكون التوقف عن الخدمة لوقت أقل من المعلن عنه. ولفت إلى أن الرسائل المرسلة للعملاء من البنوك قد تكون جزءاً من حملة توعية للعملاء تحد من وقوع بعض العملاء فريسة للمهاجمين فاستخدام الشبكات اللا سلكية المحلية في الفنادق والمطارات والأماكن العامة، وهي قد تضر بالمستخدمين. وعلق طلعت حافظ -مدير لجنة التوعية المصرفية والمتحدث الرسمي باسم البنوك- بأن عدم توفر الخدمات الإلكترونية، أو بعضها وإيقافها مؤقتاً لا يعني وجود هجوم إلكتروني، وإنما يحدث لأغراض الصيانة الدورية، أو اختبار القنوات الاحتياطية، كما أن فترة الصيانة تكون في أوقات غير الذروة ولفترة محدودة جداً؛ ولا توقف كل الخدمات دفعة واحدة إنما بعض الخدمات تضل تعمل خلال هذه الفترة، مؤكداً أن البنوك حريصة على عدم طول فترة الصيانة الضرورية التي هي في صالح عملاء البنوك، ولن يكون هناك أي مشاكل للعملاء بفعل أعمال الصيانة.