قيادة أول امرأة من ألمانيا لبروكسل تغضب برلين

  • 7/6/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استطاع مارتن شولتز، الزعيم الاشتراكي الألماني، بالكاد أن يخفي شعوره بالاشمئزاز من اختيار قادة الاتحاد الأوروبي لأورسولا فون دير لايِن، وزيرة الدفاع الألمانية، لشغل منصب الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية في بروكسل، خلفا لجان كلود يونكر. قال شولتز، وقد كان رئيسا للبرلمان الأوروبي من قبل، إنها: "أضعف وزير في حكومة أنجيلا ميركل. بيد أن أن مثل هذا الأداء يكفي لأن تصبح أول امرأة تتولى منصب رئيس المفوضية". من ناحية أخرى، تنفس عدد من أعضاء حزبها الصعداء. قال أحد أعضاء البرلمان من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم: "من الجيد للجيش أن تذهب. لقد كانت أعوامها وزيرة للدفاع، صعبة للغاية بالنسبة إلى القوات المسلحة". ترشيح فون دير لاين المفاجئ أثار حيرة واسعة النطاق في ألمانيا. بسبب عدم ثقة زملائها من الحزب الديمقراطي المسيحي بها، وسخرية المعارضة منها وكره كثير من الجنرالات الذين كانوا تحت قيادتها، أصبحت شخصية منعزلة أو معزولة في برلين. عدد قليل من الوزارات تنتج هذا العدد الكبير من العناوين السلبية بقدر الذي حققته على مر الأعوام، إلا أنه تم اختيارها الآن لواحدة من أقوى الوظائف ضمن الاتحاد الأوروبي. أنجيلا ميركل، التي شعرت بالارتياح والتفاؤل، قالت إن السيدة فون دير لاين حصلت على "دعم قوي" من رؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي. وأضافت أنهم يتذكرون دورها في صياغة مهمة حلف الناتو في بحر إيجه، وهي التي ساعدت على التخفيف من أزمة المهاجرين إلى أوروبا، وفي تشكيل مجموعة متعددة الجنسيات لخوض المعركة من أجل ليتوانيا، كجزء من "تعزيز وجود" حلف الناتو، في إقليم البلطيق. كما تمت أيضا الإشادة بالتزامها القوي تجاه أوروبا. وأضافت أن هذه ستكون المرة الأولى التي يشغل فيها ألماني منصب رئيس المفوضية، منذ فالتر هالشتاين في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. هذا لم يكن دليلا كافيا لإقناع شريك ميركل الأصغر في الائتلاف الحاكم، أي حزب الديمقراطيين الاجتماعيين، فقد أصدر قادة الحزب الثلاثة المؤقتون بيانا مشتركا يرفضون فيه ترشيح فون دير لاين، وكانوا يعنون ضمنا أن التعيين ينتهك روح اتفاقهم الائتلافي مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في عام 2018. وقال بيانهم: إن "من السخف" تجاوز أبرز المرشحين الثلاثة في تصويت البرلمان الأوروبي، واختيار مرشح لم يرشح نفسه حتى لخوض الانتخابات. في الواقع، تعني اعتراضات الحزب الديمقراطي الاجتماعي أن ميركل أجبرت على الامتناع عن التصويت، من قِبل رؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي عند ترشيح فون دير لاين، بعد التشاور لفترة قصيرة على الهاتف مع شريكها في الائتلاف. لاحقا، أكد الحزب الديمقراطي الاجتماعي، مجددا، أنه لن يدعم الترشيح. زعيم الحزب السابق سيجمار جابرييل اتهم ميركل بـ"انتهاك واضح لقواعد الحكومة الفيديرالية" فيما يتعلق بهذا الترشيح. وقال إن هذا يعد سببا للانسحاب من الائتلاف. هذا أدى إلى اندلاع جديد للتوترات بين شركاء الائتلاف في برلين. لم يتردد زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ماركوس سودير، في القول إن سلوك الحزب الديمقراطي الاجتماعي "عبء حقيقي" على الائتلاف. معارضة الحزب الديمقراطي الاجتماعي لا تبشر بالخير لمستقبل "ائتلاف ميركل الكبير". الخوف الآن هو أن اختيار فون دير لاين يمكن أن يثير خلافا في حكومة تمزقها في الأصل نزاعات حول كل شيء، من الضرائب إلى المعاشات التقاعدية إلى صادرات الأسلحة. من الواضح أن فون دير لاين ستواجه المعارضة لتأمين رئاسة الاتحاد الأوروبي. بيد أنها أظهرت قدرتها على مواجهة الصعوبات من قبل. بصفتها القائد الأعلى للقوات المسلحة في ألمانيا، فهي تشرف على ربع مليون جندي ومدني غالبا ما كانوا يشعرون بالغضب منها، تحت قيادتها. بالنظر إلى الانتقادات التي تلقتها على مر الأعوام، فإن قلة من الناس كان من الممكن أن تتوقع أن تستمر طوال هذه الفترة في الوظيفة.

مشاركة :