باحثون يمنيون: عاصفة الحزم تلبية لواجب نصرة المستضعفين

  • 4/9/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

خاص كل الوطن صنعاء علي الثلايا: أيدت عدد من فئات المجتمع اليمني العمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ضد جماعة الحوثي وحليفهم علي صالح في عملية أطلقت عليها اسم عاصفة الحزم وفي الوقت الذي أعلنت عدد من القوى السياسية والعسكرية والشعبية تأييدها لعملية عاصفة الحزم فقد حمّلت هذه القوى في الوقت نفسه جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح بشأن ما آلت إليه الأمور، باعتبارهما المتسببين من خلال تحالفهم وانقلابهم على السلطة الشرعية في البلاد وتحالفهم العسكري لاجتياح جنوب البلاد، ولقد أثارت عملية عاصفة الحزم الكثير من ردود الفعل والذي اتسم بعضها بالتأييد والقبول للعملية، ولعل من أقوى مواقف التأييد كانت من ثاني أكبر حزب سياسي في الساحة اليمنية (التجمع اليمني للإصلاح) والذي أعلن مباركته لعاصفة الحزم.. (العاصفة) للمظلومين نصرة الباحث في الفكر الإسلامي مجيب الحميدي أكد أن المدخل الشرعي لتدخل قوات التحالف يتجسد من خلال تلبية واجب النصرة للمستضعفين وحماية السلام والاستقرار الداخلي في الجزيرة العربية و مساندة الشرعية السياسية الداخلية وبطلب منها لردع التمرد الداخلي بطابعه العصبوي الطائفي. وأضاف الحميدي في تصريح لـ(كل الوطن) أن عاصفة الحزم جاءت بعد أن عاثت المليشيات الانقلابية في الأرض الفساد وبدأت بتفجير المساجد ودور القرآن الكريم ومراكز السنة النبوية ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم موضحاً أن هؤلاء المجرمون (جماعة الحوثي) قد أمعنوا في الاجرام فاستباحوا تفجير منازل خصومهم ومصادرة أموالهم وتعرض الناس للتعذيب والتنكيل بسبب أداءهم لصلاة الترويح وبعض السنن، ووصلوا بهم الاجرام إلى تعذيب بعض حفظة كتاب الله في مؤخراتهم حتى الموت. واضاف:إزدادت جماعة الحوثي عتوا وفجورا فاقتحموا المعسكرات ونهبوا أسلحة الدولة وغدروا بالجنود والقادة الشرفاء وأخيراً انقلبوا على رئيس الدولة والحكومة الشرعية وتواطأ معهم الرئيس المخلوع وعصاباته، مشيرا إلى أن مكرهم وفسادهم لم يقتصر على اليمن بل بدأوا بالتهديد في اقتحام بلاد الحرمين الشريفين وأعلنوا صراحة وتلميحا أنهم يعدون العدة للسيطرة على الجزيرة العربية والخليج وإغلاق المنافذ البحرية. سرطان الحوثي وأوضح الحميدي إلى أن الهم والكرب والخوف أشتد من شرور هذه المليشيات وكان لابد أن يتدخل الجيران قبل انتشار هذا السرطان في جسد الأمة وقد بذل الاخوة في الداخل والخارج كل جهودهم من أجل مداراة هذه المليشيات ومحاولة إقناعها بالخضوع للحوار والصلح والرجوع عن العدوان والخضوع للسلم والتصالح. مشيراً إلى أن الأخوة في الداخل والخارج طلبوا من مليشيات الحوثي احترام الحوار الوطني والدخول مع الآخرين في شراكة وطنية لإدارة السلطة وعدم التعدي على المحافظات الأخرى فرفضوا جميع الدعوات وأعلنوا صراحة أنهم لا يؤمنون إلا بالقوة واعتبروا السلم والتسامح ضعفا وهزيمة وبدأ يعدون العدة للاعتداء على المملكة العربية السعودية وتنظيم المناورات العسكرية على حدودها واتضح للقاصي والداني ان هذه الجماعة المغامرة تهدد الأمن والسلم العربي للعاصفة أسباب أربعة من جهته قال الباحث المتخصص في الفكر الإسلامي الشيخ أدم الجماعي أن عاصفة الحزم جاءت بعد مرحلة من دور مجلس التعاون في دعم عملية التحول السياسي الآمن بما يحفظ السيادة اليمنية ويحافظ على علاقتها مع دول الجوار. وأضاف الجماعي في تصريح لـ(كل الوطن) أن دول الخليج ساهمت بكل الوسائل الممكنة لإنجاح مؤتمر الحوار ودعم بناء أجهزة الأمن الداخلية خصوصاً مؤكدا ًأن دول الخليج استنفدت كل مابوسعها لتأمين مستقبل اليمن. وأشار الجماعي أن من أهم الأسباب التي أدت إلى (عاصفة الحزم) أربعة أسباب محورية أولها التمرد الحوثي على مخرجات الحوار والتوسع المسلح الذي وصل إلى مستوى انقلابي طائفي أضر باليمن وصولاً إلى التهديد والإضرار بمستقبل دول الجوار وأضاف: السبب الثاني هو الانهيار الداخلي لبناء الدولة بفعل الخيانات المتتالية والتي سلمت مقاليد الأمور لقوة السلاح بعد الحصار على الرئيس والحكومة، مما فتح المجال أمام التدخل الإيراني في إدارة مستقبل اليمن بكل جرأة واعتبارها بلاداً تتبع نظام إيران تحت الحكم الطائفي الموالي لهم والذي أدى بطبيعة الحال إلى التهديد المباشر لدول الخليج بالخطابات السياسية والمناورات على الحدود واختراق الأمن البحري والجوي لما يهدد مصالح اليمن والخليج وبقية الدول العربية. زعزعة لدول الجوار واعتبر الجماعي قيام الحوثيين وحلفائهم بالتعبئة العسكرية والمسلحة لاجتياح الجنوب وهو الانتهاك الأخطر للعملية السياسية والانقلاب العسكري على الدولة، وهو أحد الأسباب التي أدت إلى (عاصفة الحزم) بالإضافة إلى السبب الرابع والذي تمثل في وصول اليمن إلى حالة اللادولة مما سيؤثر على زعزعة دول الجوار وهو الذي سمح لهذه الدول بالتدخل العسكري لقمع التمرد واستعادة الدولة، وهذا بحسب اتفاقيات مبرمة بين الإمام يحيى والنظام الجمهوري وجامعة الدول العربية والفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وأوضح الجماعي إلى أن هذه الحملة العسكرية الجوية لها أهدافها المحدودة في تدمير البنية التحتية للنظام العسكري الذي لم يكن له أي دور مقبول أمام انهيار الدولة وإسقاط الحكومة وسلطاتها المحلية، حيث ترك المجال للقوة الحوثية بكل أنواع العبث بحق الشعب، ومنحهم الكثير من التسهيلات اللوجستية والعسكرية ومكنهم من نهب الأسلحة، وهو الأمر الذي كان يتخوف منه الشعب أن يتحول الجيش من قوة تحميه إلى قوة تدمره كل يوم في كل مكان ويمتلك مقدراته وترسانته ميليشيا ظالمة وهائجة. وحمّل الباحث في الفكر الإسلامي مسئولية ما يجري كل من انقلب على التسوية السياسية واستخدم القوة في فرض سياسته وأغلق أبواب الصلح والحوار وأفشل كل خطط السلام واستعدى المواطنين بمعيشتهم ووظائفهم وحرياتهم وحقوقهم، وفتح معهم كشف الحساب المذهبي الطائفي، ونقل معارك ميليشيا العراق بكل ملفاتها المشئومة إلى اليمن. التأييد الشعبي وحول أسباب التأييد الشعبي الواسع لدى المواطن اليمني لعاصفة الحزم أكد المحلل السياسي اليمني -ياسين التميمي- أن سبب التأييد من مختلف شرائح المجتمع اليمني هو أن التحالف العربي في عملية عاصفة الحزم والتي تقودها المملكة العربية السعودية مثّل لليمنيين مخرجاً من مأزق كبير تسبب به الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي صالح وبات قطاع واسع من الشعب قلق على وجوده وعلى حياته الطبيعية في ظل سطوة مليشياوية لا سقف لها ولا حد أخلاقي. واضاف التميمي في تصريح لـ(كل الوطن) أن تحالف صالح مع الحوثي قاد البلد إلى حالة غير مسبوق من الاحتقان السياسي والاستقطابات الحزبية والمذهبية، وخطط لفرض الهيمنة المناطقية والطائفية على الدولة، مؤكداً أن هذا التحالف بالغ في تقدير قوته وإمكانياته، وإيذاء خصومه وفي إقصاء شركائه في العملية السياسية، وطوى نهائياً صفحة التسوية السياسية وأبقى الحرب خياراً وحيداً للحسم في اليمن. العاصفة حزم وعزم واكد التميمي أن تحالف عاصفة الحزم ليس عسكرياً محضاً ولكن يتوازى مع عزم وحزم على إرساء الاستقرار في اليمن وإعادة إطلاق العملية السياسية على قاعدة الشراكة وتحت سقف الشرعية الدستورية، وما يحدث هو أن التحالف يستهدف المخالب التي استأسد بها حلف الانقلاب على الشعب اليمني، وتجاوز بها كل الحدود حيث قتل المئات على يد الحوثيين وملئت المعتقلات بالشباب الثائر، ومورست أبشع أنواع التعذيب، ضد المعتقلين وصلت إلى حد الموت، مارس ما يشبه الاحتلال في المدن الرئيسية، وأوجد حالة من اليأس في أوساط المواطنين من إمكانية ممارسة حقهم في حياة طبيعية. العاصفة لم تأت من فراغ الكاتب والمحلل السياسي فيصل علي قال:عاصفة الحزم لم تأت من فراغ فبعد رعاية الدول العشر للتسوية السياسية في اليمن بعد ثورة التغيير في 2011 حرصت الدول العشر على إنجاح التسوية لما لها من تأثير على استقرار المنطقة. وأضاف علي في تصريح لـ(كل الوطن) أن السعودية ودول مجلس التعاون عملت اللازم وقدمت الدعم الكبير الذي هون على اليمن مصاعب جمة في مرحلة حرجة، واستدرك: ولكن المخلوع صالح أبى إلا أن يفسد العملية السياسة ويعرض الدولة للانهيار من خلال مد يده إلى إيران عبر ذراعها في اليمن الحوثي الصغير، فاسقطوا القرى والمدن ومنها العاصمة واسقطوا الدولة ومؤسسة الرئاسة والحكومة، وطاردوا هادي إلى عدن ليقتلوه بعد أن فر هربا من جورهم. مشيرا إلى أن عاصفة الحزم أتت كآخر الحلول بعد أن ضُربت عدن بالطائرات التي سيطر عليها صالح والحوثي بالإضافة إلى استخدام الأسلحة الثقيلة وكانت عاصفة الحزم العسكرية إنقاذاً للدولة اليمنية و والشعب من الإبادة الطائفية التي قررتها إيران حيث أمرت صالح والحوثي بالتوجه إلى تعز وعدن والمحافظات المجاورة لشن حرب الطائفة ضد الشعب. ورأى المحلل السياسي فيصل علي أن عاصفة الحزم التي تقودها المملكة العربية السعودية أتت في وقتها إن لم تكن قد تأخرت مؤكداً أنها ستمضي في تحقيق استقرار اليمن وتحفظ كذلك الأمن القومي العربي الذي تحاول إيران تجريفه.

مشاركة :