أبلغ الاقتصادية مسؤول في قطاع الصرافة في مكة المكرمة أن صرّافي مكة باتوا يحتاطون في موسم حج هذا العام تجاه صرف عملات الدول التي تشهد اضطرابات داخلية تهدّد استقرارها المالي، وأنهم زادوا فائدة صرف تلك العملات بنسب تراوح بين 0.8 و2 في المائة. وقال عادل ملطاني، شيخ طائفة الصرّافين في مكة المكرمة: إن قطاع الصرافة في مكة يواجه صعوبة بالغة في تغطية نفقاته التشغيلية هذا العام، ويعاني أزمة حقيقية تسبّبت في خروج 30 في المائة من المحال التي كانت موجودة في منطقة الحرم، لتتجه نحو مواقع أخرى، منها حي العزيزية. وعزا أسباب ارتفاع خسائر القطاع هذا العام إلى ارتفاع أسعار الإيجارات في المنطقة المركزية المجاورة للحرم المكي، وقال: بلغت أسعار مساحة 16 مترا مربعا نحو 1.2 مليون ريال، وهذا إضافة إلى 1.8 مليون ريال يدفعها المستثمر مقابل ما يُدعى (الخلو)، وأيضا وجود مبانٍ كثيرة بجوار الحرم تشهد خلوا من سكانها بسبب خفض أعداد حجّاج هذا العام. وأكد أن السماح للمصارف بصرف العملات قلل من أرباح الصرّافين، الذين قد لا تتجاوز نسب الفائدة الربحية لهم في القطاع نحو 1 في المائة من إجمالي ما يتم تداوله من عملات. وتابع قائلا: يُضاف إلى جميع ما سبق أيضا وجود سماسرة يقومون بإيجاد سوق سوداء للعملات يلجأ إليها بعض الحجّاج هربا من الزحام على أبواب محال الصرافة الرسمية. وأشار إلى إن سوق السماسرة، الذي يصعب السيطرة عليه، يستغل ثقافة بعض الحجّاج البسيطة نحو قيمة تبديل العملة، ويقوم العاملون فيه بتبديل العملات بقيمة تقل عن قيمتها الحقيقية، بفارق نسبي عن ذلك الذي يتم التعامل به في المحال الرسمية. وذكر أن الصرّافين اتجهوا نحو فَرْض نسب فائدة على الصرف تراوح بين 0.8 و2 في المائة، كنسب فائدة على العملات التي تشهد بلادها اضطرابات داخلية، تجنبا لوجود أي مخاطر قد تحدث إذا انهارت تلك العملات بشكل مفاجئ، كما حدث سابقا مع بعض العملات الآسيوية. وأكد أن الدولار وهيمنته على مجال الصرف، مقابل العملات الأخرى لأول مرة في هذا العام؛ من الأسباب التي قلّصت من أرباح الصرّافين، بسبب الارتباط القائم بين الريال والدولار وتثبيت سعر الصرف بينهما. وتابع: أما بخصوص السماسرة في الخارج، فهم يسعون لشراء عملات الدول التي تشهد اضطرابات لأسباب تتعلق برغبتهم في إبقائها لفترات مستقبلية حتى يتحسن وضعها ثم إعادة بيعها؛ الأمر الذي يخالفهم فيه بقية الصرّافين ويتخلصون منها بشكل مباشر. وفي حديث لـ الاقتصادية الشهر الماضي، رجّح ملطاني أن يسجل قطاع الصرافة في مكة هذا العام تراجعا كبيرا في الأرباح، وقال إن خروج القطاع بخسائر في موسم العمرة، التي بلغت في المتوسط نحو 35 في المائة مقارنة بالعام الماضي؛ جاءت كصفعة وجهتها لهم العملات الآسيوية. وأشار إلى أن لغة التفاؤل حُجبت بين العاملين في قطاع الصرافة هذا العام، بسبب معاناة السوق أزمات كثيرة تمنع الحجّاج عن الإنفاق بسبب الظروف السياسية في دولهم، وتقلّب عملاتهم المستمر، وضعفها أمام الدولار الذي يرتبط الريال به.
مشاركة :