توقفت المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين منذ مايو، عندما اتهم ترامب المفاوضين الصينيين بالتراجع عن التزامات أساسية تعهدوا بها خلال مفاوضات سابقة استمرت أشهراً. أعلن مسؤولون أميركيون العمل على تحديد موعد لإجراء محادثات تجارية رفيعة المستوى مع الصين الأسبوع المقبل عبر الهاتف، لكن حتى الآن لم تتم جدولة أي لقاء لمسؤولين أميركيين وصينيين وجهاً لوجه. وتأتي الجهود الرامية للإعداد لجولة جديدة من المحادثات، بعد أسبوع من اجتماع الرئيس دونالد ترامب، ونظيره الصيني شي جينبينغ في اليابان واتفاقهما على استئناف مفاوضاتهما المتعثرة. لكن بكين هذا الأسبوع لم تظهر أي إشارة على تليين موقفها، إذ أعلنت وزارة التجارة أن أي قرار يتطلب من واشنطن رفع الرسوم التي فرضتها على الواردات الصينية العام الماضي. وقال لاري كودلو، كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض لشبكة «فوكس بزنس نتوورك» أمس الأول: «أعرف أنهم يعملون على تحديد موعد لما يسمى بالاجتماعات وجهاً لوجه. هذا سيحدث». وأضاف «لا أعرف ما إذا كان هذا سيتم الأسبوع المقبل. أعتقد أن المكالمات الهاتفية هي هذا الأسبوع، لكنّ المحادثات وجهاً لوجه قد تحتاج أسبوعاً آخر، لكنني لا أريد أن أذهب بهذا المنحى». وأكد مسؤول في مكتب الممثل التجاري الأميركي لفرانس برس، أن الجهود جارية لتحديد موعد لإجراء اتصال بين كبار المفاوضين الأسبوع المقبل. في الوقت نفسه، ذكرت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»، الجمعة، أن المحادثات من المقرر أن تستأنف في بكين الأسبوع المقبل. وتوقفت المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين منذ مايو، عندما اتهم ترامب المفاوضين الصينيين بالتراجع عن التزامات أساسية تعهدوا بها خلال مفاوضات سابقة استمرت أشهراً. وفرضت كل من بكين وواشنطن رسوماً على بضائع بقيمة 360 مليار دولار في التجارة البينية منذ العام الماضي، مما أدى إلى هز الأسواق المالية والضغط على قطاع الصناعة، وأثار مخاوف من إضعاف الاقتصاد العالمي. على صعيد متصل، دعت رئيسة مجلس إدارة بنك التصدير والاستيراد الصيني هو شياو ليان إلى الإسراع بخطى إصلاحات تهدف إلى تحويل العملة الصينية لعملة عالمية وحذرت من أن مخاطر خارجية مرتبطة بالحماية التجارية العالمية قد تضر بالقطاع المالي. وأضافت «أقيمت حواجز فيما يخص التجارة والاستثمار والتعاون بين الشركات وتبادل التكنولوجيا وما إلى ذلك، وهذا يجعلنا فعلياً نخشى أن يتضرر القطاع المالي، وهو الدماء التي تغذي الاقتصاد وداعم وضامن مهم للعولمة، من هذا التيار المعاكس». وتخوض الصين حرباً تجارية مع الولايات المتحدة أدت لتبادل البلدين فرض رسوم على سلع بمئات المليارات من الدولارات. كما شددت الإدارة الأميركية الرقابة على الشركات الصينية بما في ذلك عملاق الاتصالات هواوي التي منعت من دخول السوق الأميركية وقيدت فعلياً قدرتها على شراء التكنولوجيا الأميركية. وقالت هو إن تغير بيئة التجارة والاستثمار يشير إلى حاجة البلاد للتخطيط أفضل لمواجهة أي مشاكل محتملة. وأضاف «أعتقد أن خطى تحويل اليوان لعملة عالمية ينبغي أن تتحرك بوتيرة أسرع». وتعرضت عملية تحويل العملة الصينية لعملة عالمية لانتكاسة منذ 2016 بسبب قيود حكومية أكثر صرامة للحد من نزوح رأس المال للخارج في ظل ضعف اليوان. وأكدت هو على الحاجة لتعزيز قدرة القطاع المالي الصيني ككل على المنافسة كشرط مسبق كي تصبح العملة الصينية عالمية بما في ذلك جهود تحديث المؤسسات المالية والتوسع في الانفتاح والتحديث المالي وإزالة التشوهات في تسعير القروض.
مشاركة :