ريو دي جانيرو - أ ف ب - تسعى البرازيل إلى تفادي الاستثناء عن قاعدة التتويج بـ«كوبا أميركا» لكرة القدم، في كل مرة استضافت فيها البطولة القارية عندما تواجه البيرو، الليلة، على ملعب «ماراكانا» الأسطوري في ريو دي جانيرو. واستضافت البرازيل البطولة أعوام 1919 و1922 و1949 و1989 ونجحت في كل مرة بالتتويج بلقبها وستكون مرشحة مرة جديدة للظفر به للمرة التاسعة لا سيما أنها سحقت البيرو نفسها، بخماسية نظيفة، في دور المجموعات في النسخة الحالية. وتوج «منتخب السامبا» باللقب في ثماني مناسبات بينها أربع مرات بين 1997 و2007. وسيكون مفتاح الفوز في النهائي، قدرة البرازيل على المحافظة على نظافة شباكها كما فعلت طوال هذه النسخة حتى الآن. وشدد لاعب وسطها وفريق ريال مدريد «كاسيميرو» على هذه النقطة بالذات بقوله: «إنهاء البطولة من دون ان يدخل مرمانا أي هدف هو هدفنا»، مضيفاً: «وإذا نجحنا في ذلك، فإن الفضل لن يكون لخط الدفاع فحسب بل أيضا للاعبي المقدمة الذين ساعدونا، وهذا ما حقق الفارق». كما ان العارضة والقائم تدخلا لا سيما في مباراة الـ«سوبر كلاسيكو» ضد الأرجنتين حيث ردت الأولى كرة رأسية لسيرخيو أغويرو، والثانية تسديدة يسارية لليونيل ميسي في مباراة أثارت انتقادات أرجنتينية بشأن تقنية المساعدة في التحكيم بالفيديو (VAR) وصولا الى الحديث عن تدخلات برازيلية على مستوى الفريق الأمني للرئيس جاير بولسونارو. ويعرف مدافعو البرازيل مكمن الخطورة في البيرو وهو قلب الهجوم باولو غيريرو الذي يعرفه أيضا الجمهور المحلي جيدا لأنه يلعب في الدوري البرازيل منذ 7 سنوات وهو سجل هدف الفوز لناديه كورينثيانز في مرمى تشلسي الإنكليزي ليقوده الى التتويج بكأس العالم للأندية العام 2013. أما الآن فيلعب غيريرو (35 عاما) في صفوف إنترناسيونال علما بأنه ساهم في إحراز نادييه السابقين كورينثيانز وفلامنغو بطولتي ولايتي ساو باولو وريو دي جانيرو على التوالي في 2013 و2017. وحذر مدافع «راقصي السامبا» ماركينيوس من خطورة غيريرو بقوله إنه «لاعب يستحق اهتماما خاصا لكل ما قام به في الماضي. أعرفه جيدا ولعبت الى جانبه في كورينثيانز وواجهته مرات عدة في المنتخب». وكانت المرة الأخيرة التي تواجه فيها ماركينيوس وغيريرو في دور المجموعات عندما مني المنتخب البيروفي بهزيمة قاسية قوامها خمسة أهداف نظيفة في ساو باولو، علما بأن مهاجم البرازيل غابريال جيزوس أهدر ركلة جزاء أيضا في الوقت بدل الضائع. احترام المنافس المنتخب البيروفي استعاد توازنه بشكل كبير بعد كبوة «الخماسية» وأزاح الأوروغواي حاملة الرقم القياسي في عدد الالقاب في «كوبا أميركا» (15 مرة) بركلات الترجيح في ربع النهائي، ثم تشيلي حاملة اللقب في النسختين الأخيرتين بفوز لافت بثلاثية نظيفة في نصف النهائي. وناشد «كاسيميرو» زملاءه بضرورة احترام المنافس بقوله: «ستكون مباراة نهائية رائعة، ومباراة صعبة للغاية. لا يمكن الظن بأننا حسمناها. يتعين علينا خوضها»، مضيفا: «لقد أزاحوا منتخبين كبيرين هما الأوروغواي وتشيلي ويتعين علينا بالتالي احترامهم». أما الظهير الأيسر لنادي يوفنتوس الإيطالي أليكس ساندرو، فاعتبر أن منتخب بلاده اعتاد على الضغوطات ولن يتأثر بها عندما يخوض النهائي على ملعب يعد من الأشهر في العالم، بقوله: «اللعب في ماراكانا يحمل في طياته مشاعر خاصة لا سيما عندما يتعلق الأمر بمباراة نهائية. انه حلم كل طفل». وأضاف: «الضغوطات هي التي قادتنا الى هنا. تعودنا على الضغوطات، وكبرنا بفضل الضغوطات، كلما ازدادت الضغوطات كان الأمر أفضل». وهي المرة الثانية فقط التي تبلغ فيها البيرو المباراة النهائية لـ«كوبا أميركا» التي انطلقت قبل 103 أعوام، وقد توجت باللقب العام 1975 في مباراة فاصلة بعدما تبادلت الفوز مع كولومبيا ذهابا وإيابا. كما توجت باللقب العام 1939 عندما كانت البطولة تلعب بنظام الدوري في مجموعة واحدة بمشاركة خمسة منتخبات. وقال مهاجم منتخب البيرو راوول رويدياز: «يتعين علينا مقاربة الأمور بهدوء. صحيح أننا حققنا شيئا مهما للغاية بعد مرور أعوام عدة»، وتابع: «نحن واعون ونتمتع بالهدوء وندرك بأننا على بعد خطوة واحدة من المجد». وأوضح: «يتعين علينا اللعب والتحلي بالتواضع وسنبذل قصارى جهدنا على أرضية الملعب لتحقيق ذلك». تدخل «رئاسي»... في «VAR» بوينوس ايرس - أ ف ب - تقدم الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم بطلب من الشركة المزودة لتقنية الفيديو «VAR» المستخدمة في «كوبا أميركا»، لمعرفة إذا كان الفريق الأمني لرئيس البرازيل جاير بولسونارو تدخل في مباراة نصف النهائي التي سقط فيها ليونيل ميسي ورفاقه أمام البرازيل المضيفة.وخسرت الأرجنتين تحت أنظار بولسونارو الذي حضر بملعب «مينيراو ستاديوم» حيث اعترض الأرجنتينيون على عدم اللجوء الى «VAR» للنظر بركلتي جزاء.وتقدم الاتحاد الأرجنتيني باعتراض رسمي أمام اتحاد أميركا الجنوبية بشأن ما اعتبره «أخطاء تحكيمية خطيرة»، وبعث رئيسه كلاوديو تابيا رسالة من ست صفحات الى الاتحاد، منتقدا بولسونارو لأن ما قام به يعتبر «مظاهر سياسية واضحة» تضمنت «لفة شرف حول الملعب بنهاية الشوط الأول».واعتبر أن الحكم الإكوادوري رودي زامبرانو «أغفل بشكل غير مبرر استخدام VAR في حركتين على الأقل، ما أثر بشكل واضح على النتيجة».ثم قرر الاتحاد الأرجنتيني الذهاب أبعد، موضحا في موقعه: «نحن قلقون من أن وسائل إعلام برازيلية ومواقع تتحدث عن مشاكل محتملة وتدخل في نظام الاتصال بين غرفة تشغيل الفيديو والمسؤولين الميدانيين».وتابع: «وفقا للروايات، فإن التدخل كان سببه فريق الأمن التابع للرئيس بولسونارو».وأفاد موقع برازيلي أنه كانت هناك مشكلة في «VAR» قبل نصف النهائي، زاعما أن «إشارة راديو» مستخدمة من فريق أمن بولسونارو أثرت على قناة اتصال الحكم مع فريق «VAR».وفي الشكوى التي تقدم بها أمام اتحاد أميركا الجنوبية، أشار تابيا الى أن الاتحاد الأرجنتيني شكك في تعيين فريق التحكيم الذي «زاد من الشكوك» المحيطة بنزاهة المباراة، منتقدا الاتحاد البرازيلي لـ«خرقه القواعد التنظيمية» التي تسببت في «تأخير غير مبرر في نقل المعدات الى الملعب» باستثناء الخاصة بالمنتخب المضيف.
مشاركة :