أوباما وكاسترو على موعد مع التاريخ في قمة الأميركيتين

  • 4/9/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن صفحة تطوى حاليا في أميركا: فللمرة الأولى سيلتقي الرئيسان الأميركي والكوبي وجها لوجه أثناء قمة للقارة، ليكرسا التقارب بين العدوين التاريخيين. وقمة الأميركيتين هذه التي ستكون كوبا حاضرة فيها للمرة الأولى خلال 21 عاما من وجودها، ستحتفل اليوم وغداً السبت في بنما بوفاق جديد بين الدول الأميركية ال 35 على ضوء الانفراج المعلن في منتصف ديسمبر بين واشنطن وهافانا. لكن التوتر الذي برز في الأسابيع الأخيرة بين الولايات المتحدة وفنزويلا قد يعكر صفو أجواء المناسبة بعد رفض أميركا اللاتينية بصوت واحد الاتهامات التي وجهها البيت الأبيض إلى حكومة نيكولاس مادورو الاشتراكية بأنها تشكل "خطرا على أمن الولايات المتحدة". وما من شك أن مادورو يعتزم الاستفادة من المنبر الذي توفره قمة بنما لإعطاء مزيد من الصدى لحملته ضد واشنطن التي يتهمها بانتظام بالسعي إلى زعزعة استقرار بلاده، كما ينوي مادورو في هذه المناسبة تقديم عريضة "مناهضة للإمبريالية" تحمل ملايين التواقيع. ولفت اريك فارنزوورث نائب رئيس المنتدى الخاص لمجلس الأميركيتين والمستشار السابق للبيت الأبيض إلى أن رؤية باراك أوباما وراوول كاسترو جنبا إلى جنب "سيكون اللحظة الأساسية في القمة، لكن خلال شهر أو شهرين عاد برنامج (محادثاتهما) إلى شكل أكثر تقليديا ينطبع بعداوة تاريخية". ويعود آخر لقاء بين رئيسي البلدين إلى 1956 بين فولغنسيو باتيستا ودوايت ايزنهاور. وفي ديسمبر 2013 جرت مصافحة خاطفة لكنها حظيت بتغطية إعلامية كبيرة بين راوول كاسترو وباراك أوباما في جوهانسبورغ على هامش إحياء ذكرى وفاة الزعيم الجنوب إفريقي نلسون مانديلا. ولم يتقرر أي لقاء ثنائي في الوقت الحاضر بين الرئيسين فيما تشير واشنطن فقط إلى فرص لتبادل الحديث أثناء القمة، لكن من المرجح أن يلتقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري من جهته مع نظيره الكوبي برونو رودريغيز على هامش القمة. إلا أن المحللين لا يعتقدون أن ملف فنزويلا يمكن أن يشكل عائقا أمام التقارب بين الولايات المتحدة وكوبا، حتى وإن عبرت هافانا عن دعمها بدون مواربة لحليفها الكبير الذي يزودها بنصف كميات نفطها بشروط تفضيلية. وأكد فرانك مورا مدير مركز الأبحاث حول أميركا اللاتينية في جامعة فلوريدا والمسؤول السابق الإقليمي في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في عهد إدارة أوباما، "أعتقد أن لا الولايات المتحدة ولا كوبا ستتركان (موضوع) فنزويلا يتداخل في هذه العملية". لكن "حكومة كوبا ستواصل التعبير علنا عن تضامنها مع الحكومة الفنزويلية" كما قال. وقد سعى البيت الأبيض إلى التخفيف من وطأة هذا الخلاف مؤكدا أن "الولايات المتحدة لا تعتقد أن فنزويلا تشكل خطرا معينا" مشيرا إلى تعبير "رسمي" استخدم عند فرض عقوبات على مسؤولين فنزويليين كبار مطلع مارس الماضي. وباستثناء حدوث مفاجأة لا ينتظر صدور أي إعلان فعليا في بنما حول استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وكوبا. فبعد ثلاث جولات من اللقاءات بين كبار المسؤولين ترغب واشنطن في إعادة فتح سفارتين في إبريل، لكن كوبا تشترط لذلك شطب اسمها من القائمة الأميركية للدول المساندة للإرهاب. وبالنسبة لتطبيع العلاقات بحد ذاته بدأ البلدان مسارا طويلا قال مورا إنه "شبه محتوم بعد أكثر من 50 عاما من العلاقات المجمدة والمتسمة بريبة تاريخية". وبالرغم من رفع العقوبات التجارية الأميركية المفروضة على كوبا، مازالت واشنطن تفرض على الجزيرة الشيوعية حظرا اقتصاديا وماليا يعود إلى 1962، ليبقى سببا خلافيا رئيسيا بين عدوي الحرب الباردة.

مشاركة :