مريم البلوشي «يارب اجعله ضاحكاً مستبشراً، فرحاً مستأنساً وارفق بقلبه وثبت فؤاده».بدعاء القلب نبدأ ونكتب ونرفع أيدينا ونصلي ونقبل على الله بصدق ويقين راجين الإجابة والمجيب رب السماوات والأرض ومن ندعو له عبد من عباده لم يكن إلاّ بقربه ويرجو طاعته. هو والدنا، ولم نطق كلنا حزنه، قلبه الحزين أحزننا، ونحن كلنا أبناؤه، لم ينادنا يوماً بغير «ابني، ابنتي»، فكان بحق والد الكل، يخاف على الكل ويريد لأبنائه الخير، والحب وعيشاً رغيداً هنيئاً. هو والدنا، والذي فجع برحيل أغلى ما يملكه الإنسان، فما كان منه غير الاحتساب والحمد.نعم يا والدنا، ولربما تقرؤنا كل يوم، نحن أبناؤك وسندك، نحن في هذه الأرض كلنا نشهد بأنك أب رحيم محب لنا، ونشهد الله أنك خير والد للجميع، فلا تحزن ولا تبتئس، فنحن حولك وإن رحل ولدك فهو في جوار ربه.والدنا: صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والدنا بومحمد وخالد، في كل صورة كنا نرتقبها لك كنا ندعو الله أن تكون فيها بخير، أن يربط على قلبك وأن يجيرك في مصيبتك ومصيبتنا التي دخلت كل قلب فدعا لكم، والدنا، رحل ولدك وشعب الوطن كله ولدك، كم كنت قريباً من الكل، وعطوفاً على الكل، وسائلاً عن الكل ورفيقاً بنا من قريب وبعيد، فلا تحزن، فالله أحنّ منا عليك، وأحنّ على ولدك منك، ورحمته وسعت سبع سماوات ومن أجلك قال شعب الإمارات يارب اجعل مقام خالد بن سلطان في جنات الخلد. والدنا: كانت أياماً صعبة، ولم تمض بسهولة، لم تكن هينة لينة، علينا وعليك، جاءك الحب من كل بقاع الأرض، من عربي مسلم وأجنبي ألهمه الله حبك وحب قلبك الذي لم يعرف غير أن يعطي الحب، كانت أياماً اكتسى فيها الوطن بالحداد، وصار العزاء للوطن صورة لأن نقول لك «كلنا أبناؤك، كلنا نحبك، وكلنا قربك». والدنا: كل الكلمات لا تقول ما في قلوبنا، ولا تسمعك صوتنا، لكنها تعبر من أرواحنا لقلوبنا وتجتاح تكبيرات المآذن وتأتيك محملة بالصلوات والتلاوات ودعاء الأنبياء وصبرهم، لتكون برداً وسلاماً على قلبك، لتكون رزقاً محملا لك، تجعلك ضاحكاً مستبشراً في الدنيا والآخرة، وفي قرب الله بخير.والدنا: كن بخير، فأنت سلطان القلوب وكل القلوب أسرتها بجميل فعلك وقلبك الذي احتوانا كلنا، من رآك عن قرب فرح، ومن سمع صوتك هان وجعه، فيارب لا ألم ولا وجع يلامس قلبك، ولا حزن يملأ محياك، وعظّم الله أجرك، ورزقك بصبرك مالا عين رأت ولا أذن سمعت. مع كل من رحل وتحب. اللهم آمين. Mar_alblooshi@homail.com