كتب - إبراهيم بدوي: تمثل الزيارة الرسمية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى للولايات المتحدة الأمريكية غدا انطلاقة جديدة للعلاقات القطرية الأمريكية، كما تعزز مباحثات سموه المقررة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين البلدين الصديقين وما يربطهما من تعاون وتحالف وثيق. وتكتسب الزيارة أهميتها في توقيتها وجدول أعمالها الذي يتصدره لقاء القمة المرتقب بين صاحب السمو والرئيس الأمريكي في البيت الأبيض الثلاثاء، حيث يجري الزعيمان مباحثات مستفيضة لتعزيز التعاون المشترك، كما تشهد الزيارة التوقيع على اتفاقيات نوعية تعمق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في قطاعات حيوية مثل الدفاع والطاقة والاستثمار والنقل الجوي. وتتزامن الزيارة مع تطورات إقليمية متسارعة بدخول الأزمة الخليجية عامها الثالث وتكرار التوترات في منطقة الخليج بصورة غير مسبوقة، وما تستوجبه من تشاور مباشر بين الدوحة وواشنطن بهدف الحفاظ على استقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين. كما تتضمن الزيارة لقاءات لصاحب السمو مع عدد من كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية وأعضاء بالكونجرس، ما يعزز التواصل مع كافة الأطياف والمؤسسات الأمريكية، لرسم خريطة للانطلاق بعلاقات البلدين نحو آفاق أرحب، بما يحقق المصالح المشتركة، فضلا عن بحث فرص جديدة للتعاون وتنمية العلاقات وتعزيز الشراكة القطرية الأمريكية لتحقيق منافع متبادلة وتلبية طموح شعبي البلدين. وترتكز العلاقات القطرية الأمريكية على ركائز راسخة، أبرزها الاحترام والتقدير المتبادل بين الجانبين وتحقيق المصالح المشتركة لشعبي البلدين والحرص على التشاور الدائم لحفظ الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي. اهتمام فريد بالاستثمار في التعليم تعد الزيارة فرصة جيدة لتعزيز التعاون القطري الأمريكي في مجال بناء الإنسان، حيث يشكل استثمار قطر في العنصر البشري ركيزة أساسية في رؤيتها الوطنية 2030. وحرصت قطر على منح الاستثمار في التعليم اهتماما فريدا بالاستعانة بأرقى الجامعات العالمية. واتبعت مسارين أساسيين لتحقيق هذه الرؤية أولهما استضافة المدينة التعليمية في الدوحة لفروع ست جامعات أمريكية ذائعة الشهرة والصيت والكفاءة، وثانيهما بابتعاث الطلبة القطريين إلى الجامعات الأمريكية الموزعة في عدة ولايات حيث يدرس نحو ١٢٠٠ طالب قطري. ويعزز هذا التعاون الهام من انطلاقة قطر نحو الاقتصاد المعرفي غير النفطي بالاعتماد على نخبة من خيرة أبنائها من خريجي هذه الجامعات المرموقة، والمشاركة في مسيرة النهضة القطرية بكافة المجالات. وحدة مجلس التعاون مصلحة مشتركة تحرص الدوحة وواشنطن على وحدة مجلس التعاون الخليجي باعتباره يحقق مصالح قطرية أمريكية مشتركة لأمن واستقرار المنطقة. وعلى الرغم من استمرار الأزمة الخليجية ودخولها عامها الثالث، إلا أن الدوحة وواشنطن يتفقان على أهمية الوحدة الإقليمية في مجلس التعاون من أجل التصدي للتهديدات الأمنية ولضمان ازدهار الشعوب في المنطقة. وتحتاج الولايات المتحدة إلى شركاء في المنطقة يتصفون بالاستقرار والخبرة والقوة والقدرة، وهي سمات لطالما اتصفت بها دول مجلس التعاون قبل الأزمة المفتعلة ضد قطر، وتأمل واشنطن في استعادة هذه الوحدة من جديد.
مشاركة :