ناشد وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر نظيره الإيطالي ماتيو سالفيني، إنهاء الأزمة المستمرة لسفن الإنقاذ في البحر المتوسط من خلال فتح الموانئ الإيطالية لها، في وقت تتزايد أزمة الهجرة غير الشرعية التي باتت تؤرق الحكومة الإيطالية. وقال زيهوفر اليوم السبت في خطاب إلى سالفيني: "لا يمكننا أن نتحمل مسؤولية دفع السفن بما عليها من بشر تم إنقاذهم، لأسابيع داخل مياه البحر المتوسط، لأنهم لا يجدون ميناء يرسون عنده". وأضاف، أنه لهذا السبب فإن من الضروري إيجاد حلول أوروبية عاجلة بمسؤولية مشتركة لحالات الإنقاذ الآنية من مياه البحر"، مؤكداً بالقول: "لهذا فإني أناشدكم بصورة ملحة أن تراجعوا موقفكم وتفتحوا الموانئ الإيطالية لهذه السفن". وتأتي هذه المناشدة مع اشتداد الأزمة بين سفن الإنقاذ والسلطات الإيطالية، خصوصاً بعدما وقّع سالفيني مرسوماً يفرض غرامات تصل إلى 50 ألف يورو (57 ألف دولار) على قبطان ومالك ومشغّل أي سفينة "تدخل المياه الإقليمية الإيطالية من دون السماح لها". واحتجزت السلطات الإيطالية في لامبيدوزا الأسبوع الماضي سفينة تابعة لمنظمة الاغاثة الألمانية "سي-ووتش" واعتقلت قبطانة السفينة كارولا راكيت لدخولها المرفأ من دون إذن، وعلى متن السفينة عشرات المهاجرين. وأمر قاض إيطالي هذا الأسبوع بالإفراج عن القبطانة نظراً لأنها سعت لإنقاذ أرواح، وهو القرار الذي أثار غضب سالفيني. ولا تزال راكيت تواجه تحقيقين منفصلين لمقاومة أو ممارسة العنف تجاه سفينة حربية، والمساعدة على الهجرة غير المشروعة، بعد أن رست بالقوة متحدية سفن الجمارك الإيطالية. واندلعت أزمة جديدة السبت بين سفينتي إنقاذ تابعتين لمنظمتين خيريتين، ووزير الداخلية الإيطالي، بعد وصول السفينتين وعلى متنهما مهاجرين تم إنقاذهم، قبالة سواحل لامبيدوزا بحثاً عن مرفأ آمن. وانضمت إلى السفينة "أليكس" التابعة للمنظمة "مديتيرانيا" التي ترفع العلم الإيطالي وعلى متنها 41 مهاجراً، السفينة "الان كردي" التابعة للمنظمة الخيرية الألمانية "سي-آي" وعلى متنها 65 مهاجراً تم انقاذهم بعد غرق مركبهم قبالة ليبيا. وقالت منظمة "ميديترينيا" الإيطالية غير الحكومية، إن سفينة إنقاذ المهاجرين التابعة لها "أليكس" ستشق طريقها إلى ميناء لامبيدوسا، على رغم أوامر من سالفيني بعدم الدخول. وكتبت المنظمة في تغريدة عبر موقع "تويتر": "نظراً إلى الوضع الصحي الذي لا يحتمل ومستوى النظافة على متن السفينة، أعلنت السفينة أليكس حالة الضرورة، وتتجه نحو ميناء لامبيدوسا، وهو المكان الآمن الوحيد الذي يمكن الرسو فيه". وطلبت الحكومة الإيطالية من "ميديترينيا" توجيه قاربها إلى مالطا، لكن المنظمة غير الحكومية أوضحت أن الرحلة التي تستغرق 11 ساعة ستكون طويلة للغاية وخطيرة. وأشارت "ميديترينيا" في بيان لها، إلى أن القانون يسمح للسفينة بركوب 18 شخصاً، لكنها تقل حالياً حوالى 60 شخصاً على متنها، من بينهم 41 مهاجراً تم إنقاذهم. وغردت منظمة "سي-آي" من على متن السفينة "الان كردي": "نحن ننتظر في المياه الدولية قبالة جزيرة لامبيدوزا". وأضافت أن ضباط الجمارك "جاؤوا شخصياً لتسليم المرسوم الصادر عن سالفيني: المرفأ مغلق". وكتب وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر على "تويتر"، أن ألمانيا مستعدة لاستقبال عدد من الذين تم إنقاذهم "في إطار حل تضامني أوروبي". وقالت منظمة "سي-آي" إن 63 رجلاً وامرأة واحدة تم إنقاذهم من قارب مطاطي أزرق اللون مكتظ، لم تتوفر فيه مياه شرب كافية ولا هاتف يعمل بالأقمار الاصطناعية أو معدات رصد. ويتهم سالفيني سفن الإغاثة التابعة لمنظمات غير حكومية بمساعدة المهربين، وقال إن المركب "أليكس" ينبغي أن يبحر باتجاه فاليتا عاصمة مالطا، بعد نقل 13 شخصاً "من الضعفاء" الجمعة إلى لامبيدوزا وبقاء 41 شخصاً على متنه. بدورها، طلبت فاليتا من المركب "أليكس" التوجه إلى المياه المالطية، وإنزال المهاجرين، لكن منظمة "مديتيرانيا" قالت إن الرحلة ستكون بالغة المشقة. وأظهرت الصور عشرات المهاجرين وطالبي اللجوء وهم يحاولون تجنب أشعة الشمس تحت بطانيات على الجهة الضيقة من المركب الشراعي البالغ طوله 18 متراً. وبحسب استطلاع نشر السبت في صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، فإن 59 بالمئة من الإيطاليين يؤيدون قرار سالفيني إغلاق المرافئ بوجه سفن المنظمات غير الحكومية. وكرر سالفيني السبت دعوته لإصلاح قواعد الاتحاد الأوروبي التي تنص على أن تتولى ملفات طالبي اللجوء، الدول التي يصلونها أولاً. وقال سالفيني: "لا يبدو أن غالبية الدول الأوروبية تريد القيام بذلك"، متعهداً تغيير القواعد التي قال إنها تضع عبئاً غير عادل على إيطاليا". وأضاف للصحافيين في ميلانو "نريد تخطي القواعد التي لا تعمل". ورغم حزم سالفيني الواضح بشأن إغلاق المرافئ الإيطالية بوجه المهاجرين، إلا أن عشرات منهم ومن طالبي اللجوء لا زالوا يصلون إلى إيطاليا بطرق أخرى، وبعضهم أنقذته السلطات الإيطالية. وأظهرت أرقام وزارة الداخلية أن 191 شخصاً وصلوا بحراً خلال الأسبوع الماضي.
مشاركة :