البرازيل تسعى لتثبيت قاعدة التتويج على أرضها

  • 7/7/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بعد خمسة أعوام من الصدمة الكبيرة التي تلقاها بالهزيمة الكارثية (1/7) أمام ألمانيا في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، تبدو الفرصة سانحة أمام المنتخب البرازيلي لكرة القدم أكثر من أي وقت آخر لتعويض وإسعاد جماهيره بلقب طال انتظاره. ويسدل المنتخب البرازيلي (راقصو السامبا) الستار، الأحد، على فعاليات النسخة السادسة والأربعين من بطولات كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا)، والتي تستضيفها بلاده، بعد مواجهة منتخب بيرو في المباراة النهائية للبطولة على استاد “ماراكانا” العريق في ريو دي جانيرو. وأصبح المنتخب البرازيلي قاب قوسين أو أدنى من الفوز بأول لقب له في البطولات الكبيرة منذ 12 عاما، حيث كان آخر لقب أحرزه الفريق هو لقب كوبا أميركا 2007. ورغم غياب النجم الشهير نيمار دا سيلفا عن صفوف السامبا في هذه البطولة بسبب الإصابة مثلما غاب عن صفوف الفريق في المباراة التي خسرها (1/7) أمام نظيره الألماني في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2014. ولكن هذه المرة يتطلع الفريق إلى نهاية سعيدة بعدما اجتاز الاختبار الأصعب عندما تغلب على غريمه التقليدي المنتخب الأرجنتيني (2-صفر) في الدور قبل النهائي على استاد “مينيراو” في بيلو هوريزونتي، وهو نفس الملعب الذي خسر عليه أمام المنتخب الألماني في مونديال 2014. وفي 2014، غاب نيمار عن المربع الذهبي للمونديال بسبب الإصابة التي تعرض لها خلال المباراة أمام كولومبيا في دور الثمانية، ولكن اللاعب غاب عن صفوف الفريق في البطولة الحالية بأكملها نظرا للإصابة التي تعرض لها قبل بداية البطولة. ورغم هذا، شق المنتخب البرازيلي طريقه بنجاح إلى النهائي في غياب أبرز نجومه، ولم تستقبل شباك السامبا أي هدف حتى الآن، وهو ما قد يستمر في المباراة النهائية إذا نجح الفريق في التعامل مع المباراة بنفس الطريقة التي تعامل بها مع مباراته أمام منتخب بيرو بالذات في مجموعته بالدور الأول والتي انتهت بفوز السامبا (5-صفر). ويمتلك المنتخب البرازيلي العديد من الأسلحة التي تعزز فرصه في الفوز خلال مباراة، الأحد، والتتويج باللقب حيث يحظى الفريق بمساندة الأرض والجماهير، إضافة إلى اكتمال صفوفه بشكل كبير حيث يفتقد فقط اللاعب ويليان الذي استدعي إلى قائمة الفريق لهذه البطولة في اللحظة الأخيرة بديلا لنيمار بسبب إصابة الأخير. البرازيل أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الفوز بأول لقب لها في البطولات الكبيرة منذ 12 عاما، حيث كان آخر لقب أحرزه الفريق هو لقب كوبا أميركا 2007 ويعتمد هجوم السامبا بشكل كبير على الثنائي المكون من غابرييل خيسوس نجم مانشستر سيتي الإنكليزي وروبرتو فيرمينو نجم ليفربول الإنكليزي، وقد تعاون اللاعبان بشكل رائع في تسجيل هدفي الفريق أمام الأرجنتين حيث صنع كل منهما هدفا للآخر. كما لعب داني ألفيش قائد الفريق دورا بارزا في الفوز على التانغو الأرجنتيني وينتظر أن يواصل سطوعه مع الفريق لقيادته إلى الفوز على بيرو. كما يدعم التاريخ المنتخب البرازيلي قبل مباراة الغد، حيث يخوض الفريق النهائي للمرة الخامسة في خمس نسخ استضافها على ملعبه وكان الفريق فاز باللقب في كل من المرات الأربع السابقة لتكون نصف عدد الألقاب الثمانية التي فاز بها في تاريخ مشاركاته بالبطولة. وفي المقابل، يخوض منتخب بيرو المباراة النهائية لكوبا أميركا للمرة الثالثة في تاريخه وهي الأولى منذ 1975، علما بأنه توج باللقب في 1975 بالفوز على كولومبيا في النهائي، فيما جاء فوزه الآخر باللقب في 1939 عندما أقيمت البطولة بنظام دوري بين جميع المنتخبات المشاركة في البطولة. وقال الأرجنتيني ريكاردو غاريكا المدير الفني للمنتخب البيروفي “نحن بحال جيدة لخوض المباراة النهائية، ولكننا سنواجه أحد أفضل المنتخبات في العالم.. نبحث عن طرق نربك بها المنتخب البرازيلي، هدفنا هو تحقيق الفوز”. وكان المنتخب البيروفي قد حل ثالثا في كل من نسختي 2011 و2015 من كوبا أميركا، كما أطاح بالمنتخب البرازيلي من دور المجموعات في نسخة 2016 بالتغلب عليه في المباراة الأخيرة بمجموعتهما في الدور الأول. كما تأهل المنتخب البيروفي لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا ليكون أول ظهور له في المونديال بعد غياب دام 36 عاما. ومن أجل تفجير المفاجأة في النهائي، الأحد، وتحقيق الفوز على السامبا، يحتاج منتخب بيرو إلى تقديم أداء أفضل كثيرا مما قدمه خلال مباراة الفريقين بالدور الأول للبطولة الحالية. وقال يوشيمار يوتون ظهير أيسر الفريق “كانت مباراة صعبة أمام المنتخب البرازيلي، ولكننا سنخوض الآن مواجهة جديدة.. إنها مباراة نهائية ولا بد أن نفوز فيها.. سنؤدي واجبنا وننتزع الكأس”. ويعتمد منتخب بيرو بشكل كبير في هذه المباراة على خبرة عدد من اللاعبين الكبار وفي مقدمتهم خوسيه باولو جيريرو الهداف الشهير للفريق. واستضافت البرازيل البطولة القارية أعوام 1919 و1922 و1949 و1989 ونجحت في كل مرة بالتتويج بلقبها وستكون مرشحة مرة جديدة للظفر به للمرة التاسعة، لاسيما أنها سحقت بيرو بخماسية نظيفة في دور المجموعات خلال النسخة الحالية. وسيكون مفتاح الفوز في المباراة النهائية، قدرة البرازيل على المحافظة على نظافة شباكها كما فعلت طوال هذه النسخة حتى الآن. وشدد لاعب وسطها ونادي ريال مدريد كاسيميرو على هذه النقطة بالذات بقوله “إنهاء البطولة من دون أن يدخل مرمانا أي هدف هو هدفنا”، مضيفا “وإذا نجحنا في ذلك، فإن الفضل لن يكون لخط الدفاع فحسب، بل أيضا للاعبي المقدمة الذين ساعدونا وهذا ما حقق الفارق”.كما أن العارضة والقائم تدخلا لاسيما في مباراة السوبر كلاسيكو ضد الأرجنتين حيث ردت الأولى كرة رأسية لسيرجيو أغويرو، والثاني تصدى لتسديدة يسارية من ليونيل ميسي في مباراة أثارت انتقادات أرجنتينية بشأن تقنية المساعدة في التحكيم بالفيديو (في.أي.آر) وصولا إلى الحديث عن تدخلات برازيلية على مستوى الفريق الأمني للرئيس جاير بولسونارو. ويعرف مدافعو البرازيل مكمن الخطورة في بيرو وهو قلب الهجوم باولو غيريرو الذي يعرفه أيضا الجمهور البرازيلي جيدا، لأنه يلعب في الدوري المحلي منذ 7 سنوات، وهو الذي سجل هدف الفوز لناديه كورينثيانز في مرمى تشلسي الإنكليزي ليقوده إلى التتويج بكأس العالم للأندية عام 2013. أما الآن فيلعب غيريرو (35 عاما) في صفوف إنترناسيونال، علما بأنه ساهم في إحراز نادييه السابقين كورينثيانز وفلامنغو على بطولتي ولايتي ساو باولو وريو دي جانيرو على التوالي عامي 2013 و2017. وحذر مدافع البرازيل ماركينيوس من خطورة غيريرو، بقوله إنه “لاعب يستحق اهتماما خاصا لكل ما قام به في الماضي، أعرفه جيدا وقد لعبت إلى جانبه في صفوف كورينثيانز وواجهته العديد من المرات في المنتخب الوطني”. وكانت المرة الأخيرة التي تواجه فيها ماركينيوس وغيريرو في دور المجموعات عندما مني المنتخب البيروفي بهزيمة قاسية قوامها خمسة أهداف نظيفة في ساو باولو، علما بأن مهاجم البرازيل غابرييل خيسوس أهدر ركلة جزاء أيضا في الوقت بدل الضائع. بيد أن منتخب البيرو استعاد توازنه بشكل كبير بعد تلك الكبوة وأزاح الأوروغواي حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب في كوبا أميركا (15 مرة) بركلات الترجيح في ربع النهائي، ثم تشيلي حاملة اللقب في النسختين الأخيرتين بثلاثية نظيفة في نصف النهائي.

مشاركة :