مي آل خليفة: تتمتّع بقيمة عالمية استثنائية وشاهد على التاريخ العريق للمنطقة أدرجت لجنة التراث العالمي اليوم (السبت)، موقع "تلال مدافن دلمون" على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، خلال اجتماع اللجنة في العاصمة الأذربيجانية باكو. ويعد موقع تلال مدافن دلمون ثالث المواقع البحرينية يدرج على القائمة، بعد قلعة البحرين التي أُدرجت عام 2005، وطريق اللؤلؤ في المحرّق، الذي أُدرج 2012. وتتكوّن تلال مدافن دلمون من 21 جزءاً تمتد لأكثر من 20 كيلومتراً، وموزّعة على حقل تلال مدينة حمد (بوري، كرزكان، دار كليب)، وحقل تلال مدافن الجنبيّة، وحقل تلال مدافن عالي الشرقي، وحقل تلال مدافن عالي الغربي التي تضم في مجموعها 11 ألفاً و774 تلة دفن، والتلال الملكيّة من 1 إلى 17. وأدرجت لجنة التراث العالمي الموقع على القائمة بناء على معياريين من معايير الإدراج، وهي المعيار الثالث الذي يشير إلى احتواء الموقع على شهادة فريدة واستثنائية لتقليد ثقافي وحضاري، والمعيار الرابع الذي يشير إلى كون الموقع يمثّل مثالاً بارزاً على نوعية من البناء توضح مرحلة هامة من تاريخ البشرية. وتمّ بناء تلال مدافن دلمون خلال فترة دلمون المبكّرة التي امتدّت لـ300 سنة، ما بين 2050 و1750 قبل الميلاد، ويشمل الممتلك المواقع الأكثر تمثيلاً للنوع المتأخّر لفترة دلمون المبكّرة. وتقف تلال المدافن كشاهد على صعود الحضارة الدلمونيّة المبكّرة التي ازدهرت حول الألفيّة الثانية قبل الميلاد، وهي الفترة التي اكتسبت البحرين خلالها أهميّة اقتصاديّة على المستوى الدولي كمركزٍ للتجارة مّا أدّى إلى زيادة النمو السكاني. ونتيجةً لذلك، تطوّر النسيجٍ الاجتماعي ليصبح أكثر تنوّعًا. وأفضل انعكاس لهذا الأمر هو المقابر الواسعة بقبورها المتنوّعة، وتلال المدافن ذات الأحجام المختلفة، فضلاً عن تلال الزعماء، والأروع منها جميعًا ما تسمّى بالتلال الملكيّة. وبهذه المناسبة، قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: "تلال مدافن دلمون، هذا الشاهد على ما تمتلكه مملكة البحرين من تراث ثقافي استثنائي، استطعنا أن ننتقل به إلى العالمية ليكون تراثاً إنسانياً عالمياً مع تسجيله على قائمة التراث العالمي لمنظمة يونيسكو". وأضافت: "المنجزات الحضارية تتوالى يوماً بعد آخر، والبحرين الآن تقدّم نموذجاً ناجحاً وأصيلاً في العمل على استثمار المقدّرات الثقافية لصناعة سياحة ثقافية مستدامة وتحقيق التنمية والحفاظ على الهوية الثقافية الأصيلة للوطن". وأكدت أن دخول موقع تلال مدافن دلمون إلى القائمة يعكس أهمية هذا المعلم باعتباره شاهد تاريخي على فترة مهمة من تاريخ البحرين وشبه الجزيرة العربية والخليج عموماً، وهو ما أعطاها قيمة عالمية ساهمت بشكل كبير في دخولها لقائمة التراث العالمي. وأشارت آل خليفة، إلى أن هيئة البحرين للثقافة والآثار قامت، بالتنسيق الكامل مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في البحرين، بتحضير ملف الترشيح الذي شاركت في إعداده طاقات بحرينية وعالمية تمتلك من المهارات والخبرات ما يؤهلها لصناعة المنجز الحضاري في مختلف المحافل حول العالم. وأضافت أن موقع تلال مدافن دلمون يشكّل اليوم مع موقعَي قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ، ثلاثية تراثية ترتقي بالبنية التحتية الثقافية والسياحية للبحرين وتعزز مكانة المملكة "مركزاً حضارياً وثقافياً إقليمياً وعالمياً". وتشارك البحرين في اجتماع لجنة التراث العالمي في نسخته الـ43 عضوا في اللجنة التي تتكون من 21 دولة، وكانت البحرين فازت بعضويتها خلال الاجتماع الـ21 للجمعية العامة للدول المشاركة في اتفاقية التراث العالمي لعام 1972، الذي عقد نهاية 2017. وتساهم البحرين بفعالية في تقييم ملفات ترشيح المواقع لدخول لجنة التراث العالمي، التي وصلت إلى 37 ملفاً، إضافة إلى تقديم الآراء الفنية والتقنية حول الملفات والتأكد من مطابقتها للاشتراطات الدولية الضرورية لدخول القائمة. وتشكّل لجنة التراث العالمي أداة هامة في تفعيل وتطبيق اتفاق التراث العالمي لعام 1972، وتجتمع اللجنة سنوياً من أجل النظر في ملفات ترشيح مواقع الدول المشاركة في الاتفاق، لدخول قائمة التراث العالمي. إضافة إلى متابعة حالة صون وحفظ وإدارة المواقع المسجلة في القائمة في مختلف الدول. وكانت البحرين استضافت خلال عام 2018، اجتماع لجنة التراث العالمي الـ42 في المنامة بعد فوزها كذلك برئاسة اللجنة العام الماضي. وتستضيف البحرين منذ عام 2012، المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي التابع لمنظمة "يونيسكو"، الذي يعد المركز الوحيد في المنطقة العربية، والذي يتابع مواقع التراث العالمي في مختلف الدول العربية ويقدّم الدعم التقني والاستشارات في مجال حفظ وصون التراث العالمي الثقافي والطبيعي.
مشاركة :