ما إن تطأ قدماك أرض مشروع "ابني بيتك" في بني سويف، لا تستطيع أن تفرق ما إذا كنت في مقابر أم في مشروع سكني، فعلى الرغم من وجود سكان فيال مشروع وإن كانوا قليلين، إلا أن المشروع بل المنطقة بأكملها تشكو من نقص الخدمات التي من أهمها عدم وجود مخبز أو مدارس أو مكتب للبريد والمواصلات. "ابني بيتك يا ابن بلدي كلنا نفضل وراك، راحتك انت أهم عندي وانت أولى نكون معاك".. كلمات حالمة عاش على أنغامها ملايين البسطاء في عام 2009، أثناء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ولم يهنأ المواطنون بالخدمات والمرافق لمنازلهم التي حصلوا عليها ضمن هذا المشروع، لتتحول المنازل إلى مبانٍ مع وقف التنفيذ، واضطر البعض إلى أن يعيش بها لعدم وجود بديل، وهرب البعض الآخر ليتكلف أعباءً مادية جديدة للاستئجار بالقانون الجديد."صدى البلد" انتقل إلى منطقة مساكن مشروع "ابني بيتك" ببني سويف الجديدة بشرق النيل، لرصد شكاوى السكان بسبب تأخر توصيل المرافق كاملة، خاصة الصحة والمخابز والمدارس وغيرها. في البداية، قال حسين كامل، موظف، إن مشروع "ابني بيتك" يعتبر جسدًا بلا روح، وناشد رئيس الوزراء ومحافظ بني سويف ووزير الإسكان استكمال المرافق الحيوية مثل إنشاء مخبز للعيش البلدي حتي يتسنى للمواطنين الحصول عليه فليس من المعقول أن أستأجر سيارة تاكسي بـ 30 جنيها ذهابا وإيابا لأقرب مخبز حتى نحصل "بجنيه عيش"، فهذا المشروع يجب الاستفادة منه ومن الملايين التي أنفقتها الدولة عليه.وأكد خالد عبد العظيم، أعمال حرة، أن المشروع تم طرحه عام 2008 ومنحت الدولة وقتها المشترين مهلة سنة و3 أشهر لتنفيذ البناء على الأراضي مقابل الحصول على المرافق، وهو ما أجبر جميع المشترين على إنهاء البناء أواخر 2010، ومن وقتها لم يتحرك ساكن من قبل الدولة، خاصة أنه لم يتم إنشاء مرافق هامة وحيوية مثل مكتبا للبريد، فكثير من القاطنين المكان يفتقدون إلى مثل تلك الخدمات.وقالت ماجدة مبروك، بالمعاش، إن مشروع ابنى بيتك يعانى من نقص الخدمات الصحية على الرغم من وجود وحدة صحية، مؤكدة معاناتها مع عدوم وجود وسيلة مواصلات، وأضافت: "بنمشى أكثر من 5 كيلو علشان نلاقى مواصلات التي تكان تكون شبه منعدمة ولا ينتفع من المشروع إلا أصحاب السيارات الملاكي"، وطالبت محافظ بني سويف بتوفير وسيلة مواصلات مجمعة، خاصة في ظل ارتفاع سعر تعريفة الركوب وعدم استغلال السائقين لهم.
مشاركة :