أعرب الاتحاد الأوروبي عن «بالغ القلق» إزاء قرار إيران زيادة تخصيب اليورانيوم فوق مستوى الـ3.67% المتفق عليه في الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الكبرى عام 2015. وقالت متحدثة باسم مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني، أمس الأحد: «نشعر بقلق بالغ إزاء إعلان إيران». وأضافت المتحدثة ماجا كوسيانيتش «سبق أن طالبنا إيران بعدم اتخاذ المزيد من التدابير التي تقوّض الاتفاق النووي». وأضافت «نتواصل مع الأطراف الأخرى المشاركة في الاتفاق بشأن الخطوات التالية وفقا لبنود الاتفاق» الذي كان تم التوصّل إليه بين إيران والدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي.إلى ذلك، حضّت برلين أمس طهران على التزام سقف تخصيب اليورانيوم المحدد في الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى، وذلك بعدما أعلنت إيران أنها ستتخطى هذا السقف بعد نحو عام من انسحاب واشنطن من الاتفاق.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية «نحضّ إيران بشدة على وقف كل الأنشطة التي تتعارض مع التزاماتها والتراجع عنها»، في إشارة إلى إنتاج كميات أكبر من اليورانيوم المنخفض التخصيب فضلا عن أنشطة التخصيب التي تتخطى السقف المحدد في الاتفاق. وأوضح المتحدث أن ألمانيا «تتواصل مع بقية الأطراف المشاركين في الاتفاق لبحث الخطوات المقبلة».كما حثت بريطانيا إيران على «الوقف الفوري» لعمليات تخصيب اليورانيوم فوق حد 3.67%، بعد ساعات على إعلان طهران أنها ستباشر خلال النهار التخصيب بنسبة محظورة بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي.وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية في بيان أن «إيران خالفت بنود الاتفاق النووي (...) وفيما تبقى المملكة المتحدة ملتزمة بالكامل بالاتفاق، ينبغي أن توقف إيران فورا وتتراجع عن كل الأنشطة التي لا تنسجم مع التزاماتها».وقد أعلنت إيران أمس الأحد، تقليص التزاماتها في الاتفاق النووي، وذلك خلال مؤتمر صحافي بشأن الاتفاق النووي، وقالت طهران إنها سترفع نسبة تخصيب اليورانيوم المخصب إلى أكثر من 3.67% «خلال ساعات». كما هددت بالتخلي عن التزامات أخرى في المجال النووي (خلال 60 يوما) في حال لم يتم إيجاد «حل» مع شركائها ضمن الاتفاق النووي الإيراني لتلبية مطالبها.وقالت إيران إنها أعطت الوقت الكافي للحل الدبلوماسي، وإن الأوروبيين فشلوا في التزاماتهم في الاتفاق النووي، لذا تعلن طهران رفع نسبة تخصيب اليورانيوم عن المتفق عليه في الاتفاق النووي، وأن عملية تخصيب اليورانيوم لن تقف عند نسبة محددة.وقال مسؤولون إيرانيون إن طهران ستواصل تقليص التزاماتها كل 60 يوما ما لم تتحرك الدول الموقعة الأخرى على الاتفاق لحمايته من العقوبات الأمريكية، لكنهم تركوا الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية، وأنها ستجتمع مع الدول الموقعة على الاتفاق النووي في الأيام المقبلة.وقال المسؤولون الإيرانيون، خلال المؤتمر الصحافي، إن تقليص التزاماتنا في الاتفاق النووي ليس انتهاكا له، مشيرين إلى أنه «إذا ألغت واشنطن العقوبات يمكننا عندها الدخول في مفاوضات».وقال نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين الإيراني، عباس عراقجي، إن باب الدبلوماسية مازال مفتوحا لإنقاذ الاتفاق النووي لكن بمبادرات جديدة، وأضاف «سنخصب اليورانيوم لمستوى كافٍ لتشغيل مفاعل بوشهر»، مضيفا أن مفاعل «آراك» سيعاود نشاطه السابق.وقال إن طهران لا تريد زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي حاليا، لكن قد يكون ذلك الخطوة التالية في تقليص التزاماتها النووية، مشيرا إلى أن إيران مستعدة تماما لتخصيب اليورانيوم لأي مستوى وبأي كمية.
مشاركة :