قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبوزاهرة، إن كوكب زحل "سيد الخواتم" سيقع في التقابل مع الشمس، كما يُرصد في سماء الأرض يوم الثلاثاء 9 يوليو 2019، وهو أفضل وقت لرؤية وتصوير الكوكب وبعض أقماره خلال العام الحالي؛ إذ سيكون وجهه مضاء بالكامل بنور الشمس، وسيكون قريبًا من الأرض. أضاف: وعلى الرغم من أن زحل في أقرب نقطة من الأرض خلال السنة إلا أن الكوكب فعليًّا ليس قريبًا؛ فالكوكب يبعد عنا 10 مرات المسافة التي تفصلنا عن الشمس وتابع: من المعروف أن الحركة السريعة للأرض في مدارها حول الشمس تضعنا بين زحل والشمس سنويًّا، وهذا الحدث يسمى "التقابل"، وفي هذا التوقيت يشرق الكوكب عند غروب الشمس، ويغرب مع شروقها في اليوم التالي؛ لذلك يُرصد زحل طوال الليل. وأردف: ونظرًا لقربه من الأرض سيكون زحل في غاية السطوع في سمائنا، ويبقى براقًا خلال شهرَي أغسطس وسبتمبر المقبلَين. وواصل: وإذا تم رصد النظام الشمسي من بعيد فسوف تعبر الأرض بين الشمس وزحل، وستظهر الشمس والأرض وزحل على خط مستقيم في الفضاء، ولكن ليس لفترة طويلة؛ فالأرض تتحرك في مدارها حول الشمس بسرعة 18 ميلاً في الثانية مقارنة بنحو 6 أميال في الثانية لكوكب زحل، وسريعًا سوف تتقدم الأرض مبتعدة عن زحل. وأكمل: من ناحية أخرى، فإن الكواكب الداخلية كـ(عطارد والزهرة) لا يمكن أن تقع في التقابل؛ وذلك لأنها تدور حول الشمس في داخل مدار الأرض؛ لذلك فإن الكواكب التي تدور حول الشمس خلف مدار الأرض كالمريخ يحدث تقابلها كل سنتين، والمشتري متأخرًا بشهر كل سنة، وزحل يتأخر بأسبوعين كل سنة. ويمكن أن نلاحظ كلما ابتعد الكوكب عن الشمس قلّت الفترة الزمنية بين تقابلين متتالين، إضافة إلى أن أورانوس ونبتون يقعان في التقابل أيضًا؛ إذ يواجهان الشمس كما يظهر في سماء الأرض. وبيّن أن زحل الكوكب السادس من حيث البُعد عن الشمس، وهو أبعد كوكب يمكن رصده بسهولة بالعين المجردة، وهذه السنة سوف نستمتع برؤية زحل في ليالي الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. وأشار: ومن خلال التلسكوب تمت رؤية حلقات زحل منذ القرن السابع عشر، والمركبات الفضائية في القرن العشرين كشفت أن ما كان يُعتقد أنها ثلاث حلقات حول زحل هي في الحقيقة الكثير من الحلقات النحيلة على نحو رائع، تتكون من قطع جليدية. واستطرد: يمتلك زحل 53 قمرًا تدور حوله، مع تسعة أقمار مؤقتة في انتظار التأكيد، منها 13 قمرًا فقط لها أقطار أكبر من 50 كيلومترًا. ويعتبر زحل عالمًا عجيبًا من الحلقات والأقمار، وهو المفضل عند رصد الكواكب من خلال تلسكوب صغير. ولفت: ويعتبر رصد كوكب زحل سهلاً للغاية؛ فهو يزين الأفق الجنوبي الشرقي حاليًا بعد حلول ظلمة الليل، وسيبدو للراصد بالعين المجردة كنقطة ذهبية لامعة، وسوف يصل ظاهريًّا أعلى نقطة في قبة السماء عند منتصف الليل، وسيكون أفضل وقت لرصد الكوكب من خلال التلسكوبات، وستُرصد الحلقات الجميلة للكوكب. جدير بالذكر أن الجانب الشمالي لحلقات زحل بلغ أقصى ميلان باتجاه الأرض وقمة وضوحها في أكتوبر 2017، وسيتكرر ذلك في عام 2046.
مشاركة :