حقق المنتخب الأرجنتيني فوزاً ثأرياً على نظيره التشيلي وأحرز المركز الثالث في بطولة كوبا أمريكا المقامة في البرازيل وذلك بفوزه عليه 2-1 في ساو باولو، لكن الفرحة لم تكن كاملة لأن قائده ليونيل ميسي طرد في الشوط الأول بسبب احتكاك مع نظيره غاري ميديل الذي نال المصير ذاته. ومن المؤكد أن المنتخب الأرجنتيني كان يفضل لو كان هذا الفوز في المباراة النهائية، إلا أن مشوار رفاق نجم برشلونة ليونيل ميسي انتهى عند الدور نصف النهائي على يد الغريم البرازيلي المضيف بهدفين نظيفين في مباراة تبعها الكثير من الجدل، حيث تقدم الاتحاد الأرجنتيني باعتراض رسمي بشأن ما اعتبره «أخطاء تحكيمية خطيرة وجسيمة» من الحكم الإكوادوري رودي زامبرانو الذي رفض الاحتكام إلى تقنية الفيديو «في أيه آر» في مناسبتين كانتا كفيلتين بتغيير مجرى المباراة بحسب ما رأى الأرجنتينيون. وحسمت الأرجنتين اللقاء إلى حد كبير في دقائقه الأولى بعدما سجل سيرخيو أغويرو هدفه الثاني في البطولة إثر ركلة حرة نفذها ميسي أرضية بينية من منتصف الملعب بغفلة عن لاعبي تشيلي (12)، قبل أن يضيف باولو ديبالا الذي شارك أساسياً للمرة الأولى، الهدف الثاني في الدقيقة 22 بعد تمريرة بينية من جيوفاني لو سيلسو وتسديدة من فوق الحارس غابريال أرياس لنجم يوفنتوس الإيطالي. وسبق الهدف الأرجنتيني الثاني ضربة أخرى لبطل النسختين الماضيتين باصابة أليكسيس سانشيز الذي ترك مكانه في الدقيقة 17 لجونيور فرنانديز. ثم وصلت المباراة إلى دقيقتها ال37 حين دخل قائد تشيلي ميديل في مشادة مع ميسي سرعان ما تحولت إلى احتكاك، لاسيما من ميديل ما دفع الحكم إلى رفع البطاقة الحمراء في وجه اللاعبين. ورأى الكثيرون أن الطرد ظالم بحق ميسي الذي لم يقم بأي ردة فعل تجاه ميديل، علماً أن الحكم كتب في تقريره عن سبب الطرد أنه ضربة قوية بالكتف للخصم من جانب ميسي. وهي المرة الأولى التي يطرد فيها ميسي خلال مسيرته الكروية في مباراة رسمية إن على كان الصعيد الدولي أو مع فريقه برشلونة، والثانية في المجمل بعدما طرد عام 2005 في بداياته مع المنتخب الوطني ضد المجر في مباراة ودية. ودخل بعدها المنتخبان غرف الملابس والنتيجة على حالها، لكن تشيلي عادت في بداية الشوط الثاني إلى أجواء اللقاء بتقليصها الفارق من ركلة جزاء نفذها زميل ميسي في برشلونة أرتورو فيدال بعد الاحتكام إلى تقنية الفيديو «في أيه آر» للتأكد من أن لو سيلسو أسقط تشارلز أرانغويس في المنطقة المحرمة (59). وبعد المباراة شن نجم برشلونة ميسي هجوماً عنيفاً على اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم «كونميبول». وانتقد ميسي «الفساد والحكام الذين يحرمون الناس من الاستمتاع بكرة القدم ويفسدون اللعبة إلى حد ما». وحتى أن ميسي دافع عن ميديل، وقال عن الواقعة معه «ميديل ذهب إلى أقصى الحدود على الدوام، لكنها لم تكن بطاقة حمراء لأي منا. كان على الحكم أن يستشير تقنية الفيديو». وفي الانتقاد الذي وجهه سابقاً للاتحاد القاري بعد مباراة نصف النهائي ضد البرازيل، رأى ميسي أن الأرجنتين تعرضت للظلم، وقال «سئمت الحديث عن الهراء في هذه النسخة من كوبا أمريكا»، موضحاً «البرازيل كانت البلد المضيف وهم يديرون الكثير في كونميبول هذه الأيام، مما يجعل الأمر معقداً» على المنتخبات الأخرى. ورأى نجم برشلونة السبت أن طرده أمام تشيلي كان على الأرجح ثمناً لما صرح به بعد مباراة البرازيل، موضحاً «أعتقد أن الطرد حصل بسبب ما قلته. لكلماتي تداعيات لكن يجب أن تكون صادقاً على الدوام». وكشف ميسي الذي رفض تسلم ميدالية المركز الثالث، أنه «قبل بدء المباراة، قال الحكم إنه يفضل التحدث مع اللاعبين عوضاً عن توجيه الإنذارات، وآمل أن نخوض مباراة هادئة، لكنه طردني في أول حادثة احتكاك». وقال ميسي أيضاً أن «كأس كوبا أمريكا مجهزة للبرازيل»، وتابع: «الحقيقة يجب أن تقال بأن التحكيم والفساد منعانا من الوجود في النهائي». وعن سر عدم تسلمه الميدالية البرونزية، قال «لم أتسلم الميدالية لأنني لا أريد أن أكون جزءاً من هذا الفساد». ولم تمر كلمات ميسي مرور الكرام لدى اتحاد «كونميبول» الذي اعتبر أن اتهامات نجم برشلونة «غير مقبولة»، موضحاً في بيان «من غير المقبول أنه نتيجة حوادث معينة في البطولة، أن تطلق اتهامات لا أساس لها من الصحة، بعيدة عن الحقيقة وتشكك بنزاهة كوبا أمريكا». من جهته، قال أرتورو فيدال لاعب وسط تشيلي: «أراد الحكم أن يكون هو بطل القصة، وأن يكون أكثر أهمية من المباراة، كيف له أن يطرد ميسي وميديل لمجرد دفعة بسيطة، كل شيء واضح أنهما لم يلمس أيا منهما وجه الآخر، لم يكن هناك شيء خطير، هذا لا يستوجب أبداً البطاقة الحمراء». ميديل: الحكم ظلم ميسي كان غريباً أن ميديل لاعب منتخب تشيلي دافع عن ميسي رغم انه هو من تسبب بطرده، وقال إنه وميسي لم يستحقا البطاقة الحمراء. وقال ميديل: «تعامل حكم المباراة بشكل سيئ للغاية، وكان يجب أن يشهر لي ولميسي البطاقة الصفراء فقط وينتهى الأمر، لكنه أخطأ بطردنا مباشرة». وتابع ميديل: «الأرجنتين تأثرت بما حدث ضد البرازيل، عندما تعرضت للظلم، ولا أرى ما حدث في هذه المباراة كان صحيحاً». وعن غياب ميسي عن حفل توزيع جوائز المركز الثالث،قال «لا أعرف ما الذي كان يفكر فيه، لكن هذا حقه، ومن الطبيعي أن يكون غاضباً خاصة لما حدث ضد البرازيل».
مشاركة :