ثأرت الأرجنتين لنفسها من منتخب تشيلي وفازت عليه 2-1 في اللقاء الترتيبي، لتحل ثالثة رغم أنها كانت تلعب منقوصة من نجمها ليونيل ميسي الذي تعرض للطرد في الشوط الأول من المباراة. وخيّم طرد ميسي على أجواء المباراة وأثار الكثير من الجدل بين متعاطف مع النجم الأرجنتيني ومقر بأن أي لاعب معرض لعقوبة الطرد مهما كان اسمه ومهما كانت قيمته الكروية. وأبدى أرتورو فيدال، لاعب خط وسط تشيلي اعتراضه على طرد ميسي وقال إنه (ميسي) لم يكن يستحق البطاقة الحمراء. وتابع “أعتقد أن الأرجنتين تأثرت بشدة بما حدث في مواجهتها ضد البرازيل، وتعرضت للظلم مثلنا، حيث كنا نقيم في فندق على بعد ساعتين من الملعب قبل مواجهة كولومبيا”. وأضاف “طرد ميسي؟ لقد أراد الحكم أن يكون أكثر أهمية من المباراة، وإلا لماذا طرد ميسي وميديل لمجرد دفعة بسيطة، وكان كل شيء واضحا، ولم يلمس أي منهما وجه الآخر، ولم يكن هناك أي شيء خطير، والأمر لم يستوجب أبدا البطاقة الحمراء”. وحقق المنتخب الأرجنتيني فوزا ثأريا على نظيره تشيلي ليظفر بالمركز الثالث، لكن الفرحة لم تكن كاملة لأن قائده ميسي طرد في الشوط الأول بسبب احتكاك مع نظيره غاري ميديل الذي نال المصير ذاته. وقال فيدال “الأرجنتين تضررت كثيرا ضد البرازيل، وتقنية الفيديو يتم التعامل معها بشكل مختلف في أوروبا، وفي أميركا الجنوبية عليهم أن يتعلموا”. ثأر.. ولكنكان منتخب راقصي التانغو يفضّل لو كان هذا الفوز في المباراة النهائية من أجل إحراز لقبه الأول على الإطلاق منذ 1993، والثأر بأفضل طريقة من تشيلي التي حرمته من لقب النسختين السابقتين بالفوز عليه في النهائي بركلات الترجيح مرتين عامي 2015 في تشيلي و2016 في الولايات المتحدة. إلا أن مشوار رفاق نجم برشلونة الإسباني ميسي انتهى عند الدور نصف النهائي على يد الغريم البرازيلي المضيف بهدفين نظيفين في مباراة عرفت الكثير من الجدل، حيث تقدم الاتحاد الأرجنتيني باعتراض رسمي بشأن ما اعتبره “أخطاء تحكيمية خطيرة وجسيمة” من الحكم الإكوادوري رودي زامبرانو الذي رفض الاحتكام إلى تقنية الفيديو “في أيه آر” في مناسبتين كانتا كفيلتين بتغيير مجرى المباراة بحسب ما رأى الأرجنتينيون. وزاد ماريو دياز دي فيفار، الحكم الذي أدار مباراة الأرجنتين وتشيلي، من “نقمة” ميسي واعتراضه على الأداء التحكيمي في مباراة السبت. لكن دي فيفار برّر طرده لميسي في تصريحات أبرزتها صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، بالقول “لقد وجه ميسي للمنافس ضربة قوية بالكتف أثناء تواجد الكرة خارج الملعب”. وأضاف بخصوص طرد ميديل “لقد قام بضربات وحشية في الصدر والذراع ضد ميسي، قبل أن يتم احتواؤه من قبل زملائه”. وأظهرت الإعادة أن ميسي دفع ميديل بعض الشيء حين كان الأخير يحاول منعه من الوصول إلى الكرة، فكان رد قائد تشيلي عنيفا إذ تهجّم على نجم برشلونة ودفعه أكثر من مرة دون أي رد فعل من أفضل لاعب في العالم خمس مرات. وقال فيدال “لم نفكر في أن المباراة ستكون مغلقة هكذا وسيوقفها الحكم كثيرا. لقد أفسد العرض”. ولم يمر هذا الطرد الذي كان الثاني فقط في مسيرة ميسي، سواء أكان ذلك على الصعيد الدولي أم مع فريقه برشلونة، حيث يعود الأول إلى عام 2005 في بداياته مع المنتخب الوطني ضد المجر في مباراة ودية، مرور الكرام عند قائد الأرجنتين، إذ انتقد بعد المباراة “الفساد والحكام الذين يحرمون الناس من الاستمتاع بكرة القدم ويفسدون اللعبة إلى حد ما”. وحتى أن ميسي دافع عن ميديل الذي “يذهب إلى أقصى الحدود على الدوام، لكنها لم تكن بطاقة حمراء لأي منا. كان عليه (الحكم) أن يستشير في أيه آر”. استياء كبيرمن جهته أكد المدير الفني للأرجنتين ليونيل سكالوني أن ميسي دفع الثمن بطرده في مباراة تحديد المركز الثالث. وقال سكالوني “الأمور واضحة، لقد شاهدت الصور، أعتقد أنه لم يفعل شيئا ليطرد. أعتقد أنه على الحكم أن يوضح علنا السبب وراء طرده، وكذلك حكام الفيديو المساعدين”. وفي الانتقاد الذي وجهه سابقا إلى الاتحاد القاري بعد مباراة نصف النهائي ضد البرازيل، رأى ميسي أن منتخب بلاده تعرض لظلم و”سئمت الحديث عن الهراء في هذه النسخة من كوبا (أميركا)”، موضحا أن “البرازيل كانت البلد المضيف وهم يديرون الكثير في ‘كونميبول’ هذه الأيام، مما يجعل الأمر معقدا” على المنتخبات الأخرى. ورأى نجم برشلونة أن طرده أمام تشيلي كان على الأرجح ثمنا لما صرح به بعد مباراة البرازيل، موضحا “أعتقد أن الطرد حصل بسبب ما قلته. لكلماتي تداعيات لكن يجب أن تكون صادقا على الدوام”. وكشف ميسي، الذي رفض تسلم ميدالية المركز الثالث، أنه “قبل بدء المباراة، قال (الحكم) إنه يفضل التحدث (مع اللاعبين عوضا عن توجيه الإنذارات) وأمل أن نخوض مباراة هادئة، لكنه طردني في أول حادثة (احتكاك)”. ولم تمر كلمات ميسي مرور الكرام لدى اتحاد “كونميبول” الذي اعتبر أن اتهامات نجم برشلونة “غير مقبولة”، موضحا في بيان “من غير المقبول أنه نتيجة حوادث معينة في البطولة (..)، أن تطلق اتهامات لا أساس لها من الصحة، بعيدة عن الحقيقة وتشكك في نزاهة كوبا أميركا”. وخطف طرد ميسي الأضواء من الفوز الثأري الذي حققه منتخب بلاده على تشيلي في إعادة لنهائي النسختين الماضيتين حين توجت الأخيرة باللقب عامي 2015 و2016 عبر ركلات الجزاء، حارمة الأرجنتين من لقبها الأول على الإطلاق منذ عام 1993 حين توجب بلقب البطولة القارية بالذات. وحسمت الأرجنتين اللقاء في دقائقه الأولى بعدما سجل سيرجيو أغويرو هدفه الثاني في البطولة إثر ركلة حرة نفذها ميسي أرضية بينية من منتصف الملعب بغفلة عن لاعبي تشيلي، قبل أن يضيف باولو ديبالا الذي شارك أساسيا للمرة الأولى الهدف الثاني بعد تمريرة بينية من جيوفاني لو سيلسو وتسديدة من فوق الحارس غابريال أرياس لنجم يوفنتوس الإيطالي.
مشاركة :