كلنا مواطنون.. ولكن ماذا يريد الوطن منا؟

  • 7/8/2019
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

الرجل والمرأة أتوا إلى هذه الدنيا الواسعة بكل ما فيها من فرح وحزن وسلم وحروب، وغني وفقير، فيهما المخلص لوطنه وغير المخلص، لكن يبقى كل منهما في الأخير إنسان كان طفلا ثم شاب تقع عليه مسؤوليات جسام، وكفاح مرير. وهذا الإنسان لا يمكن أن يغفل التفكير في الغد أو الأيام القادمة، ويعلم أنها محسوبة من عمره. من هنا لا بد من التفكير في الطريق الذي رسمه لنفسه. إذن كيف ينظر الرجل والمرأة معًا إلى الحياة؟ هناك أشياء كثيرة، ومنها أسرته، والوطن وزملاؤه، والتاريخ، كل هذه الأمور جزء من نفس الإنسان ويمكن القول إن القيمة الإنسانية، يمكن أن تشاهد عن كثب القيمة للحياة في الأهداف. ولا يخفى على أحد فإن كل حياة بغير طموح هي بمثابة حياة لا قيمة لها، لأن الحياة المطلوبة للوطن تتجسد في الاهتمام بالمستقبل، ومن دون ذلك لا يمكن أن تكون هناك حياة كريمة أو عظيمة، ولا يمكن أن تكون هناك أعمال مجيدة من دون حافز، ولكن البعض وأعني به المواطن في هذا الركن الهادئ (البحرين) سوف يكتشف بنفسه الإلهام، وهذا يتطلب المصداقية في العطاء والتفاني في العمل. إن الطريق اليوم أمام المواطن البحريني ممهد، ولكن يبقى العمل أولاً وأخيرًا، ومن دون ذلك سيجف ويذبل إذا ما تخلى عنه، وحتى نحيا الحياة التي نرجوها جميعًا رجالاً ونساء، وهذه ركيزة الأوطان في كل بقاع الدنيا على كل مواطن أن يعمل بعقله ومن ثم بيده، وأن يتجنب الخمول والاتكالية وهما أعدى أعداء العمل. وأنت أيها المواطن اجعل من جديتك جدا عميقا متوازنا لمصلحة الوطن وإياك أن تخطئ في حق الوطن، حتى لا يحاسبك القانون، والزمن. اجعل من الوطن بيتك، فهو المكان الذي ستجد فيه نفسك، لأن البيت دائمًا وأبدًا يبقى هو المكان الذي -يوما من الأيام- تلقيت فيه تعليمك منذ أن كنت صغيرًا، وفيه قضيت أكثر أوقاتك فهو الذي يحتويك اليوم. إن البحرين بحاجة إلينا نحن المواطنين كما نحتاج إليها أكثر. إن هذا الوطن يجب أن نعتبره جنة وأن نكون مواطنين صالحين ودون ذلك غير مقبول. إن مهمة كل مواطن في هذا الوطن التعاون المتبادل لأنه من خلاله يمكنه إسعاد الجميع، إن من واجب كل مواطن في هذا البلد أن يضع نصب عينيه واجبه الأول وهو الإخلاص والعطاء لرفعة هذا الوطن وتقدمه وازدهاره فأساس متطلبات الوطن هو المحافظة عليه وعلى بنيته التحتية، لأنها توالدت وتجمعت ونمت منك أنت أيها الوطن وليس فينا بالطبع من ينكر ذلك، وهناك أمر أراه جوهريا وهو قيام كل مواطن في البلد سواء رجلا أو امرأة بزيادة الاطمئنان من خلال إدارته أو وظيفته، فما لاشك فيه أن حكومتنا الكريمة تراعي كل الصالح لهذا الوطن وما يعود على المواطن بالخير والنماء، وتحقيقا لذلك يجب أن نكون مراعين لذلك بما يتفق مع الصالح العام، وقتها نستطيع القول إننا نعمل على الطريق الصحيح، وهذا في حد ذاته عنوان النجاح وأن كل إنسان يرجو السعادة لنفسه ويبتغيها، ولكنّ هناك جزءًا مكملا لهذه السعادة ولابد من مشاركته والاتجاه إليه وهو الوطن. إن الثروة بجانب الوطن لا تعني أي شيء، فالوطن لا يباع ولا يشترى، لأنه لا يقدر بثمن، ومن النظرات السديدة أن الخير في حياتنا هذه يجب أن يكون جزءا من كياننا وهذا أمر ضروري لمجتمعنا ولازم له كلزوم الخير نفسه.

مشاركة :