الراعي ينتقد «خطاب التأجيج» ويشدد على «مصالحة الجبل»

  • 7/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دفعت أحداث جبل لبنان، الأسبوع الماضي، الأطراف السياسية للتأكيد على صمود «مصالحة الجبل»، وحمايتها، بموازاة حراك يقوده «الحزب التقدمي الاشتراكي» تجاه القوى السياسية، ويتابعه هذا الأسبوع، فيما تتسع رقعة الخلافات بين «التيار الوطني الحر» وأطراف سياسية أخرى، بينها «القوات اللبنانية» التي انتقد قياديوها تصريحات رئيس «التيار» وزير الخارجية جبران باسيل.وإزاء المخاوف من اختبار التطورات الأخيرة لقدرة «مصالحة الجبل» على الصمود، حسم البطريرك الماروني بشارة الراعي الجدل بتأكيده، أمس، أن «مصالحة الجبل» هي «الكنز الذي نتمسك به وهي فوق كل اعتبار، ذلك أن سلامة الوطن هي من سلامة الجبل، ونعمل وندعو إلى العمل معاً في سبيل توطيد أركان المصالحة سياسياً وواقعياً، وخلق فرص عمل للجميع كي يعود العيش معاً إلى سابق عهده».ودعا الراعي إلى «اعتماد خطاب سياسي يجمع ولا يفرّق، يسير إلى الأمام، ولا يعود إلى الوراء، يبني ولا يهدم، يتعاون ولا يقصي، يأتي بمشروعات اقتصادية وإنمائية، ولا يردد كلمات وشعارات من دون مضمون سوى التأجيج». وقال: «سئم الشعب مناكفات السياسيين على حسابه وعلى حساب تعطيل عمل المؤسسات، وعلى حساب قيام دولة العدالة والقانون والرقي. ونقول كفى هذا الهدم المتواصل للدولة ومؤسساتها، وهذا القهر للشعب المحب والمسالم، وإقحامه على هدم ما تبقى عنده من ثقة بالمسؤولين السياسيين».ويواصل «التقدمي الاشتراكي» لقاءاته مع القوى السياسية استكمالاً لحراك بدأه الأسبوع الماضي بعد أزمة الجبل، ويلتقي ممثلون عنه اليوم، رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، ثم يلتقي رئيس حزب «المردة» سليمان فرنجية، خلال هذا الأسبوع، حسبما أكدت مصادر في «الاشتراكي» لـ«الشرق الأوسط».وقال عضو «اللقاء الديمقراطي»، النائب نعمة طعمة، في تصريح نشرته «الوكالة الوطنية للإعلام»، أمس، إن «الجولات التي يقوم بها وزراء ونواب (اللقاء الديمقراطي) وقيادات (الحزب التقدمي الاشتراكي) على المرجعيات السياسية والروحية، إنما تهدف إلى وضعهم في أجواء ما جرى في الجبل، وحرص رئيس (الحزب التقدمي الاشتراكي) على استقراره».ولفت إلى أن «ما حصل من أحداث مؤسفة هو نتاج الاحتقان السياسي، وإثارة الأحقاد والضغائن، ومحاولات استهداف جنبلاط، ونبش القبور، واستذكار مراحل الحرب، إذ ما زال البعض مستمراً في فتح دفاتر الماضي متنقلاً بالفتنة من منطقة إلى أخرى، في حين أن وليد جنبلاط طوى صفحة الحرب، وكان من أبرز أركان (الطائف)، وصولاً إلى (مصالحة الجبل) التي كانت محطة تاريخية في سياق قطع دابر الأحداث الأليمة التي جرت في الجبل، ما يثير التساؤلات عن استمرار هذا البعض في التحريض، وهو لا يترك مناسبة إلا ويثير الغرائز لأهداف سياسية وشعبوية لم تعد تنطلي على أحد».وقال طعمة إن «لقاءاتنا مع المرجعيات الروحية والسياسية من بكركي إلى معراب وسائر القيادات الوطنية اتسمت بالإيجابية، ونقلنا إصرار وليد جنبلاط ورئيس (اللقاء الديمقراطي) تيمور جنبلاط على استقرار الجبل والبلد، والالتزام بالقانون والاحتكام إلى القضاء والثقة بالجيش اللبناني والقوى الأمنية كافة، وقد قلنا لهم إن (مصالحة الجبل) تحميها المختارة برموش العيون، وهي صلبة ومتماسكة، بعيداً من كل الشائعات وزرع الفتن، فنحن وأهلنا دروزاً ومسيحيين، ومن سائر العائلات الروحية، الأحرص على هذه المصالحة، واللقاءات التي جرت ممتازة».واعتبر وزير التربية أكرم شهيب، أمس، أن لبنان «بلد قائم على توازنات دقيقة، ولا يحكم بالغلبة، ويحتاج إلى قامات وطنية تؤمن بالتوافق والحوار وسيلة لمعالجة الاختلافات». ووجه «تحية محبة» إلى البطريرك الراحل نصرالله صفير «الذي كرس مصالحة طوت صفحة أليمة من تاريخ الجبل ولبنان، عملنا معه ومع المؤمنين، ولا زلنا، على حمايتها ورعايتها لتعزيزها وترسيخها».وكان باسيل شن هجوماً على منافسيه من دون أن يسميهم، واصفاً إياهم بـ«الساعين إلى التقسيم». وقال في تصريح له في زغرتا مساء أول من أمس، إن «ما حصل يدل على أن هناك فتنة تتحضر في البلد، وهذا ليس بالشيء الجديد على لبنان»، مشيراً إلى أن «هناك من يريد رمينا في قلب الفتنة، ومن إخراجنا منها، والفتنة هي برفض الآخر والتحريض عليه، ونرسم خطوط التماس داخل البلد، ونقسم المناطق اللبنانية، ومحاربة الفتنة هي بالانفتاح الذي نمارسه والتلاقي». وتوجه إلى مناصريه بالقول: «انتبهوا جدياً. التقسيميون يتجمعون بتصاريحهم ومواقفهم ولفتاتهم، والتوحيديون يتجمعون ليكسروا التقسيميين في هذا البلد. نحن لسنا أقل من مشروع وحدة لبنان مقابل تقسيم لبنان». وأضاف: «نحن اليوم أمام لبنان الكبير مقابل لبنان الكانتونات. نريد لبنان 1920، والبعض يطلون برؤوسهم التقسيمية اليوم لإعادة رسم خطوط تماس على الأرض».

مشاركة :