أعلن السناتور الجمهوري الأميركي راند بول أمس رسميا ترشحه لسباق انتخابات الرئاسة المقررة عام 2016، ليصبح بذلك ثاني مرشح للبيت الأبيض. وقال بول (52 عاما) المنتمي لتيار «حركة الشاي» الليبرالية أمام حشد كبير من مؤيديه في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي التي يمثلها في مجلس الشيوخ، أمس: «لقد قررت الترشح لسباق الرئاسة، من أجل إعادة الولايات المتحدة إلى العمل بالقيم الليبرالية وتقليص حجم الحكومة». وأعلن بول في صفحته على «فيسبوك» أنه قرر الترشح «لمواجهة الماكينة الأميركية في واشنطن وإطلاق العنان للحلم الأميركي». يذكر أن بول، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي، ابن عضو المجلس السابق عن تكساس رون بول، الذي خاض سباق الرئاسة 3 مرات. ويعتمد بول الابن على المؤيدين لوالده وأتباع «حركة الشاي». ومنذ فوزه بانتخابات مجلس الشيوخ عام 2010، أثار السناتور راند بول كثيرا من الجدل بمواقفه السياسية وأفكاره التحررية التي تجعله الصوت الأكثر غرابة وإثارة للاهتمام بين المرشحين الرئيسيين لانتخابات 2016؛ إذ أعلن السناتور بول أنه يساند تخفيض العقوبات على الاتجار بالمخدرات وتوسيع نطاق الحريات المدنية، ويدعو إلى تضييق الخناق على عمل وكالات الاستخبارات الأميركية، وله خط سياسي مساند بشكل كبير للتدخل العسكري خصوصا ضد إيران. وكان بول أيد توجيه ضربات جوية محدودة ضد تنظيم «داعش»، لكنه عارض تسليح المعارضة السورية. وكثيرا ما دعا السناتور بول إلى انعزال الولايات المتحدة عن العالم وتخفيض المساعدات الأميركية الخارجية، وتخفيض برامج حكومية أخرى، كما يطالب بتقييد التعاقدات العسكرية للخارج. وهذه السياسات تجعل منه هدفا سهلا لهجوم المحافظين الذين يقولون إن من شأن أفكاره السياسية إضعاف الجيش وتقويض الأمن القومي الأميركي. ويخشى صقور الجمهوريين من أنه لن يبذل جهدا بما فيه الكفاية بوصفه قائدا عاما لمعالجة المشكلات الخارجية، فيما اتهمه الديمقراطيون بالتخبط ومحاولة إرضاء المانحين. لكن تركيزه على إصلاح نظام العدالة الجنائية ودعوته لتوسيع الحريات المدنية ومساندته قضايا الأقليات، قد تجذب له مزيدا من المؤيدين. وذكرت تقارير أمس أن راند بول سيقدم نفسه على أنه «نوع مختلف من الجمهوريين» سعيا للم شمل المحافظين المتطرفين خلال الانتخابات التمهيدية الجمهورية وتوسيع القاعدة الانتخابية للحزب بين الشبان والوسطيين والأقليات، في عملية صعبة تتطلب كثيرا من المهارة والمناورة. وبإعلان ترشحه، بات راند بول المرشح الثاني الذي يعلن رسميا خوضه السباق بعد إعلان السناتور الجمهوري تيد كروز ترشحه الأسبوع الماضي، في حين تتوقع الأوساط السياسية الأميركية ترشح ما لا يقل عن 10 آخرين للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري خلال الأسابيع والشهور المقبلة. ومن المقرر أن تنطلق حملة الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا مطلع العام المقبل. ومن أبرز الأسماء التي يتوقع أن تترشح رسميا للسباق عن الحزب الجمهوري حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش، وحاكم ولاية نيوجيرسي كريس كرستي، وحاكم ولاية ويسكونسن سكوت ووكر، وحاكم ولاية أركنساس السابق مايك هاكيبي، والسناتور ماركو روبيو (يتوقع إعلان ترشحه الأسبوع المقبل)، إضافة إلى مرشحين خاضوا السباق في الحزب الجمهوري عام 2012 مثل السناتور السابق ريك سانتروم، وحاكم ولاية تكساس السابق ريك بيري. ويقول محللون إن قائمة الأسماء تشير إلى أن الانتخابات داخل الحزب الجمهوري ستكون الأكثر تنافسية منذ انتخابات 1980 عندما واجه رونالد ريغان منافسين من الوزن الثقيل هما جورج بوش وهاوارد بيكر. وفجر السناتور الجمهوري البارز جون ماكين (الذي خسر الانتخابات الرئاسية أمام باراك أوباما في عام 2008) مفاجأة عندما قال لشبكة «إن بي سي» أمس إنه يفكر في الترشح لانتخابات عام 2016. وقال السناتور عن ولاية أريزونا البالغ من العمر 78 عاما: «لقد قررت الترشح لإعادة الانتخابات، وأنا أكثر من مستعد». أما في جانب الحزب الديمقراطي فلم يترشح رسميا حتى الآن أحد، رغم التكهنات العالية بترشح وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. ويوجد اسمان آخران على قائمة الترجيحات هما مارتن أومالي حاكم ولاية ميريلاند السابق، والسناتور الديمقراطي السابق جيم ويب.
مشاركة :