على الرغم من المخاطر المرتبطة بأضرار الذباب، كونه ناقلًا للعدوى، إلا أن باحثة كويتية كشفت أن للذباب استخدامات علاجية. وقالت الباحثة الكويتية دكتورة جنان الحربي، أن الأبحاث أظهرت فوائد للذباب، خاصة بعد التوصل إلى أن يرقات الذباب الأخضر يمكن استخدامها في علاج الجروح والغرغرينا، والتقرحات، وذلك اعتدادا بالنتائج التي كشفها عدد من المراكز الطبية الدولية، والتي توصلت إليها أبحاث تتعلق باستخدام أنواع من تلك الحشرة في علاج الجروح المستعصية والمزمنة، ومنها الذباب الأخضر والأزرق، وفقا لصحيفة الأنباء الكويتية. وكان أول من تناول فوائد يرقات الذباب في العلاج، وفقًا للدكتورة الحربي، هو الجراح الفرنسي أمبرواز باريه، وتلاه الفرنسيون في العام 1829، ثم استخدمه الفرنسيون بعد ذلك في علاج الغرغرينا، إلى أن تم اكتشاف البنسلين، بينما أنشأ علماء الحشرات أول مزرعة ليرقات الذباب في بريطانيا عام 1995، وصنعت يرقات معقمة للمختصين والمراكز الصحية، وأثبت باحث ألماني أن الذباب يعجِّل بالتئام الجروح، ثم تأسست شركة ألمانية في العام 2002، كانت الأولى في ذلك المجال. ودفع اشمئزاز المرضى من حركة اليرقات على أجسامهم وشعورهم بالغثيان، إلى قيام إحدى الشركات الطبية الألمانية بتصنيع أكياس حيوية تحتوي على يرقات حية، ثم دخل مشروع بهذا الشأن بدعم أمريكي وهولندي حيز الأبحاث، وتضمن إقامة مختبرات تكنولوجية طبية ميدانية تنتج يرقات طبية آمنة. كان علماء ألمانيون طوروا نموذجًا محاكيًا خفيفًا للذباب ضمن جهود بحثية استهدفت التعرّف على آليات توجيه هذه الحشرة أثناء طيرانها، ممّا قد يُمكّن الإنسان الآلي (الروبوت) من الطّيران. وقال الباحثون من المعهد الألماني «ماكس بلانك» لبيولوجيا الأعصاب في مدينة ميونيخ، إنّهم يدرسون كيف يرى الذباب بيئته المحيطة به وينجح في تغيير مساره بسهولة ودقّة أثناء طيرانه، مُتجنّبا التعرّض لضربة عنيفة، وفقًا لموقع دويتشه فيله. وتبين للباحثين أن الذباب يرى العالم بطريقة تختلف عن الإنسان، فالحركات في الفضاء تنتج مجالات للتدفّق البصري، والتي تحدّد صفات أنواع محدّدة من الحركة بدقة، ولتوظيف هذه المعلومات البصرية، يوجد لدى الذبابة خلايا عصبية متخصصة، تسمّى خلايا في.أس تحدّد من خلالها الذبابة موقعها وحركتها بدقة.
مشاركة :