تحت العنوان أعلاه، كتب أندريه رايفسكي، في "سفوبودنايا بريسا"، مفندا مزاعم توظيف روسيا جهودها لخدمة أهداف إسرائيل ضد سوريا وإيران. وجاء في المقال: هذا الربيع، زاد عدد المقالات التي تتحدث عن أن بوتين "يبيع" سوريا أو إيران للإسرائيليين ورعاتهم الأمريكيين، أو كليهما. وراحت وكالات الأنباء تتحدث عن أن نيكولاي باتروشيف سيتوجه إلى إسرائيل للقاء جون بولتون وبيبي نتنياهو. ثم حدث شيء غريب: تم الاجتماع و ... لا شيء. قوبلت نتائج قمة القدس بصمت مطبق. ولسبب ما، فإن أهم بيان رسمي بشأن إيران، لم يسبق أن أصدر مثله أي سياسي روسي على الإطلاق، لم ينل سوى القليل من الاهتمام. وما قيل هو التالي: "كانت إيران ولا تزال حليفتنا وشريكتنا التي نطور معها بمنهجية العلاقات، سواء الثنائية أو المتعددة الأطراف. وأي محاولات لتصوير طهران كتهديد رئيسي للأمن الإقليمي، وصولا إلى وضعها في صف واحد مع داعش أو غيرها من الجماعات الإرهابية، غير مقبولة بالنسبة لنا". حسب علمي، هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا رسميا أن إيران حليفتها! بعد بضعة أيام، أكد الرئيس بوتين ذلك في مقابلة مع فاينانشيال تايمز. دعونا نحلل بيان باتروشيف، مرة أخرى، من أجل معرفة بعض خصائص سوريا: 1. لا تستطيع إسرائيل فرض إرادتها على سوريا؛ 2. يجب رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا؛ 3. على جامعة الدول العربية استعادة عضوية سوريا بالكامل؛ 4. يجب القضاء على جميع الإرهابيين المتبقين في سوريا. يبدو لي حقا أن التزام روسيا بوحدة أراضي سوريا وحريتها قوي كما كان من قبل. فهل تعتقدون حقا أن روسيا وإسرائيل تعملان جنبا إلى جنب في سوريا؟ في إسرائيل، ينظرون إلى الوضع على النحو التالي: 1. نجت الدولة السورية، وأصبحت قواتها العسكرية والأمنية الآن أكثر قدرة مما كانت عليه قبل بدء الحرب؛ 2. ليس فقط سوريا أصبحت أقوى، إنما والإيرانيون وحزب الله؛ 3. لبنان، يُظهر حزمه. فحتى آخر محاولة سعودية لاختطاف الحريري، كان لها نتائج عكسية؛ 4. ستبقى سوريا موحدة ولن تتشكل كردستان. الحقيقة البسيطة هي أن روسيا أحبطت جميع الخطط الإسرائيلية حول سوريا. أخيرا، روسيا لا تعمل في فراغ. فقد أدلى الصينيون بتصريحات عديدة تبين دعمهم لإيران. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :