رفضت ألمانيا اليوم (الاثنين) دعوة وجهتها الولايات المتحدة لإرسال قوات برية إلى سوريا في موقف من المرجح أن يغضب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يريد من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الالتزام بدور عسكري أكبر في الشرق الأوسط.وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم الحكومة الألمانية خلال مؤتمر صحافي: «عندما أقول إن رؤية الحكومة هي الالتزام بالإجراءات الحالية في التحالف (العسكري) ضد تنظيم (داعش)، فهذا لا يشمل قوات برية كما هو معروف».وكانت الولايات المتحدة قد طلبت من ألمانيا أمس (الأحد) دعم الحرب ضد فلول تنظيم «داعش» بإرسال قوات برية لدعم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شمال شرقي سوريا.وأراد جيمس جيفري، مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا والتحالف الدولي ضد «داعش»، من الحكومة الألمانية أن ترسل قوات تدريب وخبراء لوجستيين وعمالا تقنيين من البوندسفير (الجيش الألماني).وقال جيفري لوكالة الأنباء الألمانية وصحيفة فيلت إم سونتاج الألمانية الأسبوعية أمس: «نريد قوات برية من ألمانيا لتحل محل جنودنا جزئيا»، وقال إنه يتوقع الحصول على رد قبل نهاية هذا الشهر.وتدعم القوات الأميركية تحالف قوات سوريا الديمقراطية التي تضم «وحدات حماية الشعب الكردية» وغيرها من الجماعات المتمردة. وفي مارس (آذار) الماضي، استولت قوات سوريا الديمقراطية على آخر معقل لـ«داعش» في سوريا، على الرغم من استمرار نشاط التنظيم المتطرف من تحت الأرض.وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي عن خطط لسحب جميع الجنود الأميركيين البالغ عددهم ألفي جندي من شمال شرقي سوريا. وتراجع فيما بعد وقال إن نحو 400 فرد سيبقون للمساعدة في استقرار المنطقة الكردية، التي تمتد على الحدود بين العراق وسوريا.وتعمل الولايات المتحدة منذ ذلك الحين على الحصول على دعم إضافي من حلفائها الثمانين في تحالف مكافحة تنظيم «داعش»، الذي يتضمن ألمانيا، مع بدء سحب القوات الأميركية.وقال المبعوث الخاص بعد محادثات في برلين الجمعة: «نبحث هنا ومن بين شركاء التحالف الآخرين عن متطوعين للمشاركة، ونؤمن بأننا سوف ننجح في النهاية».وتدعم ألمانيا تحالف مكافحة تنظيم «داعش» من خارج سوريا، وذلك بتوريد طائرات تورنادو للاستطلاع وإعادة تزويد الطائرات بالوقود من الأردن، فضلاً عن تدريب قوات في العراق، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.وكان من المفترض أن تنتهي مهمة القوات الألمانية في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن وزير الخارجية الألماني هيكو ماس أوضح خلال زيارة له إلى العراق الشهر الماضي أنه يمكن تمديدها. وسيناقش البرلمان الألماني، الذي يتعين عليه الموافقة على أي تمديد، المسألة في سبتمبر (أيلول) المقبل على أقرب تقدير.
مشاركة :