السر الخفي وراء نجاح رواد الأعمال

  • 7/8/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تتفاوت إجابات رواد الأعمال الناجحين على سؤال بعينه يطرحه عليهم الشغوفون بمتابعة عالم ريادة الأعمال، وهو “ما سر نجاحكم؟”. وبالطبع تختلف الإجابات، فمنهم من يقول إن سر النجاح في التفاني في العمل، ومنهم من يراه في العاطفة، ومنهم من يرجعه إلى مهارات التواصل القوية؛ أي لا تجد إجابة واحدة؛ ما قد يشتت تفكيرك؛ وذلك لأن السؤال المطروح لم يأتِ بالصياغة المناسبة! إن كنت ترغب في سؤال رائد أعمال عن سر نجاحه، فاسأله ما مقدار تعلمك؟ “أو بالأحرى: “ما مقدار تعلمك تحديدًا بمقياس من ١ إلى ١٠؟”.   وأكاد أجزم، أنك لن تجد من يجيبك بأنه بلغ الرقم ١٠، حتى وإن كان في قمة نجاحه، أو نهاية حياته المهنية؛ لأن الناجحين منهم يدركون جيدًا أنهم لن يبلغوا مرحلة الكمال؛ كونهم طلابًا مدى الحياة. مزيد من التعلم وكنتيجة حتمية لتعقد معظم الصناعات في وقتنا الراهن، فدائمًا ما تحتاج إلى مزيد من التعلم للتعرف عليها؛ باعتباره السلاح الخفي الذي لا يذكره كثير من رواد الأعمال، ليس فقط لأنهم يخجلون من ذكر ذلك، ولكن لأنه أمر طبيعي بالنسبة لهم؛ حتى إنهم أصبحوا لا يفكرون فيه، ولا يشغلون له بالًا على الإطلاق.   وحتى وإن تمكنت من معرفة كل شيء عن صناعة بعينها، فإن هذه الصناعة دائمة التطور، بتطور العصر الذي تواكبه، فإن كنت لا تزال تعمل بنفس الأساليب، والآليات، والاستراتيجيات التي كنت تعمل بها قبل خمس أو عشر سنوات، فمن المؤكد أنك ستفتقد التحديثات الجديدة والمثيرة. لذلك؛ يمتلك رواد الأعمال عادةً “الحاسة المهنية” التي اكتسبوها من خلال خبراتهم في مجال أعمالهم، والتي تجعلهم يتسابقون لتعلم كل جديد، حال توافر تحديثات معنية بمجالاتهم.   وبديهي أن رواد الأعمال- لا سيما الناجحين منهم- لن يتوقفوا عن التعلم عند هذا الحد فقط، فبمجرد علمهم بأن عملاءهم يفعلون شيئًا جديدًا، فإنهم يتعلمون لماذا يفعلونه، وكيف، ومن يستفيد منه؟ إنهم يدعمون أنفسهم بالتعلم؛ ليصبحوا خبراء، رغم أن هذه المهمة طويلة وشاقة وتستغرق وقتًا طويلًا، لكنهم يريدون دومًا مواكبة هذا التطور، وأن يصبحوا قادرين على تزويد عملائهم بأفضل خدمة ممكنة، وهي التي يكتسبونها من رحم المعرفة. الانفتاح على المعلومات وعلى الرغم أن رواد الأعمال الناجحين لديهم فهم عميق بصناعاتهم، اكتسبوه من الانفتاح المستمر على المعلومات المحدثة أولًا بأول، فإنهم يدركون جيدًا أن هناك دائمًا ما ينتظرهم لتعلمه؛ إذ يحبون الشعور بافتقارهم لمعرفة شيء يتعلق بمجالات أعمالهم؛ لأنهم يركضون إليه كفرصة للتعلم. كذلك، فهم لا يرضخون لخيار الانتظار للحصول على المعرفة الجديدة في مجالاتهم حتى وإن جاءتهم على طبق من فضة، بل يبحثون بدأب ونشاط عن ذلك من خلال التسجيل في الفصول التعليمية، والبحث عن منصات التعلم الجديدة التي ترتقي بأفكارهم وعقلياتهم؛ مثل منصات التعلم الإلكتروني. إذا كنت تطمح في تحقيق حُلمَك بأن تُصبح من رواد الأعمال الناجحين، فاقبل هذا المنطق، وارتدِ عباءة “المتعلم مدى الحياة”؛ لتستبدل- بفخر- عقليتك الجامدة بعقلية شغوفة بالتعلم، فكلما نمت معرفتك، حصدت ثمار أعمالك؛ وذلك بانطلاق آفاقك؛ لتصبح أكثر دراية بما يحتاج إليه مجالك صناعتك.

مشاركة :