سرطان المثانة: فيروس زكام شائع يقتل الخلايا الخبيثة ويمنع عودتها

  • 7/9/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عمون - كشفت دراسة بريطانية قدرة فيروس زكام شائع، يتسبب في الإصابة بنزلات البرد، على قتل خلايا سرطان المثانة والتخلص منهاوأكدت الدراسة، التي أجريت على عدد صغير من المرضى، اختفاء جميع علامات المرض تماما من أحد الأشخاص، بينما كانت هناك أدلة على موت الخلايا السرطانية تماما في 14 مريضاوقال باحثون من جامعة سري البريطانية، إن سلالة فيروس الزكام يمكن أن "تساعد في إحداث ثورة في علاج" السرطان وتقلل من خطر عودة الخلايا السرطانية مرة أخرىووصفت مؤسسة خيرية لسرطان المثانة هذه الدراسة بأنها "مثيرة للغاية"، إذا ما تأكدت نتائجها بدراسات أكبروهذا النوع من سرطان المثانة، الذي يتكون في مجرى البول ولا تغزو خلاياه المثانة من الخارج، يأتي في المرتبة العاشرة بين أكثر أنواع السرطان انتشارا في بريطانيا. ويصيب حوالي 10 آلاف حالة جديدة كل عاموقد تتسبب العلاجات الحالية لهذا النوع من السرطان في تحولها إلى خلايا غازية أو يمكن أن تسبب آثارا جانبية سامة خطيرةكما أن هناك حاجة إلى مراقبة دقيقة ومكلفة للتأكد من أن السرطان لن يعود مرة أخرى بعد العلاج"حفل الخلايا المناعية"أجريت هذه الدراسة على 15 مريضا بسرطان المثانة، تم حقنهم بفيروس كوكساكي القاتل للسرطان (CVA21) باستخدام قسطرة، قبل أسبوع واحد من جراحة لإزالة الأوراموعندما تم تحليل عينات الأنسجة بعد الجراحة، كانت هناك علامات على أن الفيروس استهدف وقتل الخلايا السرطانية في المثانةوبمجرد موت هذه الخلايا، استنسخ الفيروس نفسه من جديد وهاجم خلايا سرطانية أخرى وأصابها، دون مهاجمة الخلايا السليمةفيروس الزكام قضى على الخلايا السرطانية دون أي أثار جانبية ومنع المرض من العودة إلى المثانةويوضح الدكتور هارديف باندها، المشرف على الدراسة من جامعة سري ومستشفى مقاطعة رويال سري، إن ما يفعله الفيروس أمر مميزوقال "إن الفيروس يدخل داخل الخلايا السرطانية ويقتلها عن طريق تحفيز بروتين مناعي، وهذا يؤدي إلى إشارة للخلايا المناعية الأخرى للحضور والانضمام إلى الحفل وقتل الخلايا السرطانية"عادة ما تكون أورام المثانة "باردة" لأنها لا تحتوي على خلايا مناعية لمكافحة السرطانلكن تصرفات الفيروس تحفز الخلايا المناعية وتجعلها "ساخنة"، ما يجعل الجهاز المناعي في الجسم يتفاعلوقال البروفيسور باندها إن الفيروس نفسه قد تم اختباره أيضا لعلاج سرطان الجلد، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اختبار فعاليته في تجربة سريرية على سرطان المثانةوأضاف: "لوحظ انخفاض كثافة الورم وزيادة معدل موت خلايا السرطان في جميع المرضى، اختفى أثر المرض تماما في مريض واحد بعد أسبوع فقط من العلاج، مما يدل على فعاليته المحتملة""ولم يلاحظ أي آثار جانبية كبيرة في أي مريض، بصورة خاصة""عصر جديد في العلاج"وتهدف الخطة الآن إلى استخدام فيروس الزكام المعتاد مع عقاقير العلاج المناعي المستهدف، تسمى مثبطات نقطة التفتيش، في تجربة مستقبلية على عدد أكبر من المرضىوقالت الدكتورة نيكولا أنيلز، من جامعة سري، إن الفيروسات مثل فيروس كوكساكي "يمكن أن تؤشر إلى الابتعاد عن العلاجات التقليدية للسرطان مثل العلاج الكيميائي"وقال ألان نايت، رئيس مجلس إدارة "مؤسسة أكشن لسرطان المثانة في بريطانيا"، إن نتائج الدراسة "مثيرة للغاية"وأضاف: "إذا كان من الممكن تأكيد بيانات السلامة والتحمل والفعالية في الدراسات والتجارب السريرية الأكبر، فيمكنها أن تبشر بعصر جديد في علاج مرضى سرطان المثانة غير العضلي"وقال الدكتور مارك لينش، خبير سرطان المثانة في معهد أبحاث سرطان بريطانيا في جامعة كوليدج في لندن، إن النتائج الأولية "مشجعة"وأضاف: "سيكون من المثير للاهتمام حقا أن نرى كيف أن هذا العلاج الجديد المستند إلى الفيروسات ينجح في تجارب أكبر على الأشخاص المصابين بسرطان المثانة غير العضلي، خاصة مع العلاجات المناعية الأحدث"

مشاركة :