القاهرة - أ ف ب - أعرب محمد صلاح عن حزنه للخروج المبكر للمنتخب المصري من كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة على أرضه، متوجها بالشكر الى المشجعين، ومتعهدا التعلم من الأخطاء.وتلقى المنتخب الذي كان مرشحا لتعزيز رقمه القياسي والتتويج باللقب للمرة الثامنة، خسارة مفاجئة في ثمن النهائي أمام جنوب أفريقيا بهدف، ما تسبب بصدمة كبيرة في مصر، وأدى الى إقالة الجهاز الفني والإداري وعلى رأسه المدرب المكسيكي خافيير أغيري، واستقالة رئيس الاتحاد هاني أبو ريدة.وبعد نحو 24 ساعة على السقوط أمام نحو 75 ألف متفرج غصت بهم مدرجات استاد القاهرة، كتب صلاح عبر حسابه: «حزين جدا لخروجنا المبكر من كأس الأمم الأفريقية».وأضاف: «كان نفسنا نكمل المشوار سوا للآخر ونجيب البطولة لجماهيرنا الوفية، اللي لازم أشكرها شكر كبير على الدعم المعتاد منهم وإن شاء الله نتعلم من الأخطاء اللي وقعنا فيها. والتوفيق للمنتخب فيما هو قادم».وفي حين انتقد بعض المعلقين عدم تقدم صلاح باعتذار مباشر عن الخسارة، جاء ذلك من خلال اللاعب علي غزال الذي كتب: «اعتذار لكن من ساند ومن حضر وهتف ومن لم يحضر، لكل من حلم مثلنا بالكأس، لكل من وثق فينا ولم نكن على قدر المسؤولية».وأفردت الصحف المصرية مساحات كبيرة للتعليقات المنتقدة للأداء، متحدثة عن خيبة أمل ملايين المشجعين و«أخطاء كارثية» لم يسلم منها أغيري واللاعبون.وكان «الفراعنة» من أبرز المرشحين، لاسيما وأنهم يستضيفون البطولة على أرضهم للمرة الخامسة (توجوا باللقب 3 مرات في الاستضافات الأربع السابقة)، ويحملون الرقم القياسي في عدد ألقابها (7).وكان صلاح نفسه محط انقسام واسع في أوساط المشجعين الذين عولوا عليه لقيادة المنتخب، على خلفية موقفه من قضية زميله عمرو وردة، ودعوته الى منحه فرصة ثانية بعد قرار أبو ريدة استبعاده من التشكيلة على خلفية مسألة «تحرش»، قبل ان يتم خفض عقوبته والسماح له بالعودة بدءا من ثمن النهائي بعد «تكاتف» اللاعبين معه.وفي النتائج، مضى منتخب الجزائر بثبات الى ربع النهائي، بفوزه على غينيا، اول من امس، بثلاثية سجلها يوسف بلايلي (24) والقائد رياض محرز (57) والبديل آدم وناس (82)، في ثمن النهائي على ستاد 30 يونيو (الدفاع الجوي) في القاهرة.وحققت الجزائر بقيادة المدرب جمال بلماضي الفوز الثاني تواليا بهذه النتيجة المريحة، مثبتة موقعها بين أبرز المرشحين بعد خروج المغرب ومصر.وفي رابع مباراة في النسخة الـ32 من البطولة، لا يزال مرمى الجزائري رايس مبلوحي الوحيد الذي لم يتلق أي هدف. منتخبه هو أيضا الوحيد الذي حقق انتصاره الرابع تواليا.يصعب العثور على خطأ في أداء «ثعالب الصحراء». المنتخب الذي دخل البطولة باحثا عن لقبه الثاني بعد 1990 على أرضه، وتعويض خيبة الإقصاء المبكر من الدور الاول لنسخة 2017، يتقدم بثبات.بلماضي الذي يعزو إليه معلقون نجاحه منذ صيف العام الماضي في بث «الروح» في منتخب عانى كثيرا وغاب عن مونديال 2018، لا يريد الافراط في الحديث عن وضعه في خانة المرشح الأبرز.بعد المباراة، واجه العديد من الأسئلة عن «اختباء» الجزائر وعدم إقراره هو بالواقع الظاهر للعيان. رد بالقول «مختبئون أو غير مختبئين، مرشحون أو غير مرشحين... هذا لا يعني شيئا، الجميع يدرس الجميع. لا أريد أن أكرر من أين أتينا. نحن نخرج من فترة حرجة تعود الى عام 2014».وأضاف «نحن لا نختبئ. الجميع يرى»، متابعا «لا يكلف شيئا أن نكون طموحين ولدينا أهداف وإن كانت تبدو مستحيلة. لم أتوقع الفوز في كل مبارياتنا بدور المجموعات».وتابع «نحن أكثر من راضين، سعداء جدا، اللاعبون قدموا أداء جميلا، لم يتلقوا هدفا، سجلوا ثلاثة وسيطروا بطريقة ما على هذه المباراة».وتفادى المنتخب الجزائري الفخ الذي سقط فيه منتخبا المغرب ومصر في ثمن النهائي. فالمنتخبات العربية الثلاثة كانت الوحيدة التي أنهت الدور الأول بالعلامة الكاملة (9 نقاط من ثلاث مباريات)، وحافظت على نظافة شباكها. على رغم ذلك، كان المغرب أول المرشحين الذين يودعون البطولة، بسقوطه الجمعة أمام بنين بركلات الترجيح 4-1 (بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي)، بينما كانت مصر المفاجأة الثانية بسقوطها السبت أمام جنوب إفريقيا (صفر-1)، في يوم شهد أيضا فقدان الكاميرون للقب 2017 الذي تحمله، بخسارتها أمام نيجيريا 2-3.لكن الجزائر واصلت بالثلاثية، تقديم أداء يمزج بين الصلابة الدفاعية، والاستحواذ في خط الوسط، والسرعة والمهارة في التمريرات نحو الهجوم، والقدرات الفردية على هز الشباك.وقال محرز الذي اختير أفضل لاعب «أعتقد أننا قدمنا مباراة قوية جدا ضد منتخب غيني جيد»، معتبرا أن المنافس «لم يكن سهلا. سجلنا ثلاثة أهداف ولم يتلق مرمانا أي هدف هذه أمسية جيدة جدا لنا». وحاولت غينيا بقيادة المدرب البلجيكي بول بوت تشكيل خطر لكن دون نجاعة، لاسيما وأنها تفتقد النجم نابي كيتا الذي أبعدته الإصابة.وقال بوت «لعبنا ضد أفضل منتخب حاليا، وكنا نعرف أنها ستكون مباراة معقدة لنا قبل ان نتلقى الهدف كنا في المباراة، بعد ذلك ارتكبنا خطأ ونعرف أن المنتخب الجزائري جيد جدا، اذا تأخرت تصعب العودة». ساحل العاج تضرب موعداً مع الجزائر ضربت ساحل العاج موعداً نارياً مع الجزائر في الدور ربع النهائي من بطولة كأس الأمم الأفريقية، بعد تغلبها على مالي بهدف وحيد، أمس على استاد السويس في ثمن النهائي.وسجل ويلفريد زاها، لاعب كريستال بالاس الإنكليزي، الهدف في الدقيقة 76.وكانت الجزائر، التي تلتقي ساحل العاج، الخميس المقبل، بلغت دور الثمانية بفوزها على غينيا بثلاثية نظيفة، الأحد. الهواتف... بادرة وفاء القاهرة - أ ف ب - عانت مصر أمام جنوب افريقيا قبل أن تسقط وتخرج من ثمن نهائي البطولة، لكن المشجعين في المدرجات كانوا يحيون على طريقتهم ذكريات مؤلمة.وكان لافتا خلال المباراة، كما حدث خلال الثلاث التي سبقتها في دور المجموعات، اللحظتان اللتان تخللتاها لإحياء ذكرى ضحايا سقطوا جراء حبهم للعبة: مع دخول المباراة في الدقيقة 20، ومرة ثانية في الدقيقة 72، يضيء عشرات آلاف المشجعين هواتفهم النقالة ويرفعونها عاليا، ليرسموا بها لوحة بيضاء خلفيتها لون أحمر طاغٍ من قمصان المنتخب التي يرتدونها.هذه الحركة الرمزية التي كانت تفرض في المدرجات وقارا ورهبة معاكسة لسرعة حركة اللاعبين، هي تحية لأكثر من 90 مشجعا مصريا قُتلوا خلال أحداث دامية وقعت على ملعبين في بور سعيد والقاهرة، في 2012 و2015 تواليا.في مدرجات الدرجة الثانية لاستاد القاهرة أثناء مباراة مصر وجنوب افريقيا، يقول المشجع مصطفى عاطف (19 عاما): «هذه طريقتنا لتخليد أرواح الشهداء... نحمل موبايلاتنا (الهواتف النقالة)».الشهداء الذين يتحدث عنهم هم ضحايا حادثتين: الأولى عرفت باسم «مذبحة بور سعيد»، وتعود الى 1 فبراير 2012، يوم قضى 70 شخصا على الأقل (تتفاوت الأرقام بين 72 و74)، غالبيتهم من مشجعي الأهلي، في أحداث عنف على هامش مباراة جمعته بالمصري على ملعب الأخير.ورغم أن الأهلي والزمالك هما قطبا الكرة المصرية، إلا أن هذا التنافس لم يقف حائلا أمام أضواء هواتف المشجعين لتكريم «الشهداء».ويوضح عاطف: «عندما نتحدث عن الشهداء، نتجاهل الحديث عن الأهلي والزمالك».ويمكن القول ان البطولة أعادت إحياء مشهد المشجعين في الملاعب، وهو ما يأمل المتابعون في أن يتواصل مع عودة المنافسات المحلية.ويقول رئيس تحرير موقع «كينج فوت» أحمد يوسف: «عودة المشجعين للملاعب أمر رائع».وسط المشجعين، يبدو الهاجس الأمني حاضرا، لكنه ثانوي نسبة لرمزية العودة الى المدرجات، وإحياء ذكرى من رحلوا.
مشاركة :