إيران تتحدى المجتمع الدولي بتجاوز حد تخصيب اليورانيوم المنصوص عليه بالاتفاق النووي

  • 7/9/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

طهران – الوكالات: أعلنت إيران امس أنها باتت تنتج اليورانيوم المخصب بنسبة لا تقل عن 4.5 بالمئة اي أعلى مما هو محدد في الاتفاق الدولي لعام 2015. وحذرت الدول الأوروبية من أي رد فعل قد يساهم في تصعيد الموقف. من جهته عبر الاتحاد الأوروبي عن «قلقه» البالغ من الإعلان الإيراني وحض بقوة إيران على وقف أنشطتها المنافية لالتزاماتها في اطار اتفاق فيينا وعلى «العودة» إلى الالتزام بالاتفاق الدولي. وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي بحسب ما اوردت وكالة ايسنا، أكد قبيل ذلك أن «درجة نقاء» اليورانيوم المخصب الذي تنتجه إيران بلغ «4.5 بالمئة». وأضاف أن هذا المستوى «كاف تماما لحاجات البلاد من الوقود للمفاعل النووي». وكانت طهران أعلنت الاحد أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بمستوى يفوق حدود 3.67 بالمئة التي قررها الاتفاق الدولي مع إيران في 2015. وبحسب علي أكبر ولايتي مستشار مرشد الجمهورية، فإن حاجات إيران «لأنشطتها السلمية» النووية وهي تغذية محطتها الكهربائية الوحيدة العاملة بالطاقة الذرية، بالوقود تحتاج إلى يورانيوم مخصب بنسبة 5 بالمئة. ويبقى هذا المستوى بعيدا جدا من التخصيب بنسبة 90 بالمئة اللازم لصنع قنبلة ذرية. لكنه يضعف أكثر اتفاق فيينا الذي تأثر كثيرا منذ الانسحاب الاحادي الجانب لواشنطن منه في مايو 2018 وفرض الولايات المتحدة مجددا عقوباتها على إيران. وردا على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق الدولي، أعلنت طهران في 8 مايو أنها ستبدأ بعدم التقيد ببعض التزاماتها في اتفاق فيينا بهدف دفع باقي الدول الموقعة على الاتفاق (الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) إلى مساعدتها على الالتفاف على العقوبات الأمريكية. وتحرم العقوبات الأمريكية إيران من المنافع الاقتصادية المتوقعة من الاتفاق الذي قبلت بموجبه أن تقلص بشدة أنشطتها النووية في مقابل رفع قسم من العقوبات الدولية المفروضة عليها. ووجه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي امس تحذيرا لبرلين وباريس ولندن. وقال انه إذا تصرفت هذه العواصم الثلاث «بطريقة غريبة وغير متوقعة فاننا سنختصر كافة المراحل التالية (لخطة تقليص التزامات إيران المعلنة في مايو) وسنمر مباشرة لتطبيق آخر المراحل»، دون أن يحدد بدقة طبيعة هذه «المرحلة» الأخيرة. وفي بيانات منفصلة حضت برلين ولندن الاحد طهران على العودة عن قرارها، في حين عبرت باريس عن «قلقها الشديد» وطالبت طهران بوقف كافة أنشطتها «غير المتطابقة» مع الاتفاق الدولي. وأمهلت طهران الاحد شركاءها في اتفاق فيينا 60 يوما للاستجابة لطلباتها والا فانها ستتخلى عن التزامات اخرى بموجب الاتفاق. وقال موسوي أنه بعد 60 يوما «كافة الخيارات» ستكون واردة بما فيها الانسحاب من اتفاق فيينا ومن معاهدة منع الانتشار النووي. وبحسب ما اوردت ايسنا فإن كمالوندي قال ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان يفترض أن يتخذوا إجراءات امس تتيح لهم التأكد من ان إيران تخصب حاليا اليورانيوم بمستوى يفوق ما سمح به الاتفاق الدولي لعام 2015. وقال متحدث باسم الوكالة عصر امس «نحن بصدد التثبت من هذا الامر الجديد». وقال مصدر دبلوماسي فرنسي «يجب أن تسجل الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاخلالات الإيرانية وتقدم تقريرا وان تجتمع اللجنة المشتركة (لاتفاق فيينا) ثم تقرر عند الضرورة عقد لجنة تسوية الخلافات. وهو ما سنفعله إذا لم تتراجع إيران بسرعة عن انتهاكاتها». ورأى المحلل سنال وكيل «ان ما بامكان أوروبا فعله حاليا هو بدء حوار مع طهران والحصول على تنازلات إيرانية، ونقلها إلى واشنطن والحصول منها بدورها على بادرة تصالح». ووجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرا إلى إيران يوم الأحد،وقال للصحفيين قبل مغادرته نيوجيرسي متوجها إلى واشنطن العاصمة «من الأفضل أن تكون إيران حذرة»، مضيفا أن التخصيب يحدث فقط «لسبب واحد». وتابع «لن أخبركم ما هو هذا السبب، لكن هذا ليس جيدًا». وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو توعد الاحد إيران بـ «المزيد من العزلة والعقوبات». وبحسب موسوي فإن المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي كان زار إيران في يونيو، سيزور طهران مجددا «في الأيام القادمة». وفي بكين قال متحدث باسم الخارجية الصينية إن «الضغط الاقصى للولايات المتحدة على إيران هو سبب الازمة النووية الإيرانية». في المقابل دعت موسكو طهران إلى «عدم الانسياق وراء العواطف» والى احترام «البنود الأساسية» للاتفاق الدولي رغم الضغوط الأمريكية.

مشاركة :