طواف الدراجات الهوائية في باكستان مغامرة على مرتفعات الهمالايا

  • 7/9/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تستقطب دورة دراجات هوائية جديدة في باكستان تنتهي على ارتفاع خمسة آلاف متر وتمر بأنهر جليدية في جبال الهمالايا، الرياضيين التواقين إلى مغامرات قصوى ومنحدرات سحيقة وسط مناظر تخطف الألباب. تبدو الرحلة صعبة وخطيرة، لكن جمال المكان وروعة المناظر الطبيعية يحولان مصاعب السباق إلى مغامرة في جولة مثيرة يكتشف المتسابقون خلالها الأنهار المتجمدة والشلالات الطبيعية. أقيمت الدورة الثانية من “دورة خنجراب” في يونيو في شمال البلاد وهي لا تزال بعيدة جدا عن شهرة نظيرتها الفرنسية طواف فرنسا التي انطلقت السبت، لكن هذا السباق الذي يعتبر الأعلى في العالم يمتلك مزايا كثيرة من شأنها جذب المشاركين. وبدأت رياضة الدراجات الهوائية في القرن التاسع عشر، وتحولت من وسيلة تنقل عملية وصديقة للبيئة إلى ميدان يتنافس عليه الآلاف من البشر.وتحولت الدراجة الهوائية إلى وسيلة رياضية وترفيهية في عدد من البلدان السياحية، لكونها تساهم في الحفاظ على البيئة والوصول إلى مناطق جبلية صعبة على السيارات. وتعتبر باكستان جوهرة سياحية لكنها تفتقر إلى التسويق السياحي بسبب إهمال السلطات لهذا الجانب المهم من الاقتصاد، إضافة إلى الظروف الأمنية التي تحيط بكل المنطقة. وقد شارك 88 رياضيا من بينهم فريقان من أفغانستان وسريلانكا، فضلا عن مشاركين اثنين من إسبانيا وسويسرا، لقهر مرتفعات جبال همالايا لكن نصفهم انسحب أو أقصي من المسابقة. وضمت الدورة سباقا ضد الساعة وثلاث مراحل تتراوح مسافتها بين 68 و94 كيلومترا وهي أقصر بكثير من السباقات الأوروبية. إلا أن المنحدرات تثير الدوار. وينطلق السباق على ارتفاع 1500 متر ويواصل ارتفاعه حتى حدود خمسة آلاف متر. واليوم الأخير في هذه الدورة يلخص صعوبة المهمة، فهذه المرحلة تبدأ عند ارتفاع 2800 متر وتنتهي على 4700 متر، أي ارتفاع مون بلان تقريبا، أعلى قمة في أوروبا الغربية. ويقول عثمان أحمد الموظف رفيع المستوى في منطقة جلجيت التي تستضيف السباق “يجب أن تصبح هذه الدورة نقطة جذب ومعيارا لأكثر راكبي الدراجات الهوائية جرأة ومغامرة في العالم”. وبحسب هذا المسؤول، يتجاوز المشاركون على طريق كاراكورام السريع “الطريق المعبدة الأعلى في العالم”، بعضهم البعض في “مناظر خلابة” وجبال وعرة وأنهر لازوردية اللون وأودية سحيقة. ويشدد أحمد “ما من مكان آخر يوفر ذلك”. ويؤكد هارون جنرال رئيس اتحاد الدراجات الهوائية في باكستان “هذا السباق هو الأكثر صعوبة في العالم. نريد أن نتميز به”. ويتابع قائلا “على ارتفاع كهذا يغمى على الشخص العادي إذا جرى مسافة 200 متر، إلا أن المشاركين اجتازوا بدراجاتهم مسافة 59 كيلومترا”. وفاز بالسباق الباكستاني نجيب الله الذي ظفر بثلاث من المراحل الأربع. وقال إنه واجه “صعوبات عدة” في مرحلة الصعود الأخيرة ولاسيما “مشكلات في التنفس”. وأضاف “الوصول إلى خط النهاية كان مهمة شاقة” عند ممر خنجراب الذي يشكل الحدود بين الصين وباكستان. وقد يقرر الطقس أن يدلي بدلوه أيضا على هذا الارتفاع، ففي اليوم الأخير من الدورة الأحد الماضي راحت رياح عاتية تصفع وجوه المشاركين مع تساقط الثلوج أيضا ما اضطر بعضهم إلى التوقف وقد انقطعت أنفاسهم. وقد نشرت خمس سيارات إسعاف في المكان للعناية بالرياضيين وقد احتاج الكثير منهم إلى تدليك مكثف لدى وصولهم.وقال المشارك عبدالله السلام “كل التدريبات التي خضعنا لها تذهب هباء عند الوصول إلى المرحلة الأخيرة”، وهو اضطر إلى الانسحاب “بسبب نقص الأكسجين”. وكان هذا الأخير وهو من إسلام أباد أنهى المرحلة الثانية وهو يدفع دراجته. وقال “الطريق شاهقة جدا بحيث تواجه السيارة صعوبة في الوصول إلى بلدة دويكار” حيث خط النهاية. ويقول المنظمون إن المنحدرات تبلغ نسبة 20 بالمئة التي نادرا ما تكون موجودة في أوروبا. وإلى جانب الارتفاع وأهواء الطقس يواجه المشاركون أيضا خطر حصول انهيارات وهو أمر شائع في هذه الجبال. ففي كل مرحلة كان أفراد من المنظمين يعتمرون خوذات ورش بناء ويتفحصون الجبال المجاورة لرصد احتمال تساقط صخور على الطريق. وفي كل بلدة يتجمع السكان المحليون للاحتفال بمرور الدراجين ويرقص بعضهم على أنغام آلات تقليدية. ويؤكد رامون أنتيلو الدبلوماسي الإسباني في باكستان “ترحيب السكان رائع فثمة لافتات ترحب بالمشاركين أينما كان”. وهو مستعد لتشكيل فريق جديد العام المقبل بعدما عرف “أفضل تجربة في ركوب الدراجات الهوائية”. ويختم الدبلوماسي المعتاد على سباقات الهواة على مسافات طويلة في إسبانيا “لا وجود لسباق كهذا في أي مكان آخر. في أوروبا لا يمكن صعود جبل مون بلان بدراجة هوائية”. ولم تشارك النساء الباكستانيات في هذا الطواف رغم أنهن ساهمن في مسابقات عديدة وسط المدن للحد من هيمنة الذكور على الأماكن العامة.

مشاركة :